
أكدت عدد من المتحدثات خلال منتدى “أفريقيا 2018” أن تمكين المرأة وتقلدها للمناصب القيادية يدعم التنمية المستدامة بدول قارة أفريقيا،مشيرات إلى أن القارة الأفريقية تحتاج إلى عدة خطوات تحفيزية لدعم دور المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية .
واستعرضت المتحدثات – خلال جلسة “تمكين المرأة في افريقيا” فعاليات منتدى “إفريقيا 2018” الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ اليوم السبت برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي – محاورآليات تمكين المرأة الأفريقية وتحقيق المساواة بين الجنسين بحلول 2030، بالإضافة إلى أبرز متطلبات المرحلة لدعم دور المرأة في تقلد المناصب القيادية وفرص توسيع نطاق الأعمال الخاصة.
وقالت بينيتا ديوب، المبعوثة الخاصة بالاتحاد الأفريقي والمعنية بالمرأة والسلام والأمن، إن المساواة بين المرأة والرجل تعد أحد أبرز أهداف الاتحاد الأفريقي وذلك من خلال إقرار المزيد من السياسات والآليات القانونية الداعمة لفرص تمكين المرأة ودعم مشاركتها الإيجابية ، موضحة أن الفترة الماضية شهدت توفير البيئة والأدوات القانونية اللازمة والمؤهلة لتمكين المرأة للقيام بدور أكثر فاعلية بمختلف المناحي الاقتصادية والسياسية ، إلا أن التحدي الرئيسي الذي يجب العمل على تجاوزه هو استغلال تلك الخطوات على المستوى العملي، وهو ما يتم تداركه حاليًا عبر دعم المرأة الأفريقية التي تمثل 70% من سكان القارة عبر تنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063.
وأشارت إلى أن الاتحاد يتعاون حاليًا مع الدول الأعضاء ومنظمة الأمم المتحدة لدعم دور المرأة باعتبارها القوى المحركة لأسواق القارة، وآليات دعم المناطق الريفية بالقارة ، مؤكدة أن آليات تمكين المرأة تتطلب ممارسة سياسية بصورة أكبر للنساء عبر الدخول في الأحزاب السياسية، خاصة وأنها تعد زاوية هامة للمساعدة على التحول، بالإضافة إلى خلق المزيد من القنوات التمويلية والوصول إلى رواد الأعمال من الشريحة النسائية بمختلف دول القارة.
فيما هنأت المبعوثة الخاصة بالاتحاد الأفريقي – خلال كلمتها – مصر بمناسبة تقلدها منصب رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال العام المقبل.
من جانبها أكدت دافني نكوسي، المديرة التنفيذية لشركة “كالاجادي منجنيز”، أن القارة الأفريقية تحتاج عدة خطوات تحفيزية لدعم دور المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية ،انطلاقا من قدراتها المتميزة على تقديم قيمة مضافة لكافة مسارات التنمية المستدامة ، مشيرة إلى أن القارة السمراء لا تواجه ضعف في مواردها حيث تستحوذ على 30% من إجمالي الثروات في العالم.
وأوضحت أن متطلبات جذب الاستثمارات المباشرة إلى الأسواق الأفريقية تتطلب سرعة الاستثمار في العنصر البشري وتأهيل المرأة الإفريقية باعتبارها أحد أهم العوامل لدعم توجهات القارة نحو استغلال مواردها ..مشيرة إلى أن الأسواق الأفريقية تحتاج إلى سرعة دعم فرص التحول الحالية وتمكين دور المرأة في المجتمعات الأفريقية.
فيما ذكرت منى ذوالفقار، الشريكة المؤسسة لمكتب ذوالفقار وشركاه للمحاماة رئيسة مجلس إدارة المجموعة المالية هيرميس، أن التشريعات والقوانين تعد أحد أبرز الآليات السريعة لتمكين المرأة وتغيير الأنماط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية تجاهها .
وأضافت أنه على الرغم من توافر الاتفاقيات والقوانين التي تدعم فرص المساواة وعدم التمييز، إلا أن التقاليد الثقافية تمثل عائقًا رئيسيًا أمام خطط تنفيذها وهو ما يجتاج إلى مجهود من الحكومات والهيئات المعنية..مشيرة إلى أن معدلات المرأة العاملة في القطاع الرسمي تتراوح ما بين 25 : 30% فقط ، ونحتاج إلى مزيد من العمل لرفع هذه النسبة ، لافتة إلى أن الفترة الماضية شهدت دعم دور المرأة بقوة والتمكين الاقتصادي والقانوني لها في مصر.
واستعرضت فنيسا مونجار، المديرة المعنية بشؤون المرأة والمجتمع المدني لدى بنك التنمية الأفريقي، دور بنك التنمية الأفريقي في دعم عمليات التمويل المقدمة للنساء ، مشيرة إلى أن أفريقيا حاليًا لديها نسبة على صعيد الفجوة التمويلية بين الرجال والنساء تصل إلى 40%، وأن السيدات في أفريقيا ينفقن نحو 90% من دخولهن على الأسرة.
وأوضحت أن البنك قدم خلال الفترة الأخيرة برنامج تمويلي للنساء، بهدف بناء القدرات عبر محاور ممثلة في الحصول على تمويل من خلال البنوك التجارية أو من خلال وسطاء تمويليين.