لاول مره احس بمرارة في قلبي ليس بسبب العمليتين الارهابيتين في طنطا و الإسكندرية لأني كنت و مازلت مؤمن بمصريتي ومرارا اذكر ان لو خيرني العالم بين جنسيتي او ديانتي لاخترت مصريتي لأن الانسان قد يجد الدين ممتد في سائر انحاء العالم و لكنه لن يجد الا مصر واحدة وايضا إيماني بأننا أقباط سنية ننتمي لمحيط إسلامي سني ينتهج وسطية اسلامية تحوطنا بداخلها
لن أقول وأزايد بأننا كجزء قبطي مسيحي دفعنا و مازلنا وسنظل ندفع ثمنا لإرساء وبناء وبقاء مصر فقد قالها البابا شنودة من قبل ” اذا اجتاح الغرب مصر لحماية الأقباط فليمت كل الأقباط ” وقالهاها ايضا البابا تواضروس ” وطن بلا كنائس أفضل كثيرا من كنائس بلا وطن ” نعرف جيدا كل هذا الغل والانتقام من مسيحي مصر هي محاولة فاشلة لتقسيم وطن أراد ربك و مازال ان تظل مصر بلدا غير قابل للكسر او التقسيم، اعلم مدي حزن أهالي الضحايا و اعلم ايضا مدي حزن كثير من اخوتي المسلمين واقدر ذلك فهذا ليس الا شعور وطني مصري تحسدنا عليه باقي الدول بل اغلبها
اما اسفي وهو ما استهليت به بداية مقالي بجملة متأسفين فهذا لأننا كمسيحيين قد تسببنا في موت شهداء من أهالي ورجال وسيدات الشرطة، تسببنا في استشهادهم وهم يحمونا تسببنا في استشهادهم ولم نكن نعلم بوجود خسيس قصدنا جميعا، و لكن استشهدوا و هم من جاءوا لحمايتنا، يارب كنت أخذتنا احنا بدلهم، أحسن ميت مره من نظرات وهمسات بعض من مسلمي مصر ترسل لنا إشارات اهم بسببكم ماتوا وبسببكم تحطم قلوب اهاليهم.
اقسم بالله الواحد انه مش غلطتنا و لو نعرف كنّا بعدنا إخوانا المسلمين الذين استشهدوا، اذا اردتم محاسبتنا بموتهم فلكم كل الحق، متأسفين لان كنّا لازم نحمي بلدنا و نفسنا ومتأسفين اننا ماحمناش نفسنا و متأسفين لان من حمانا دفع حياته لإنقاذنا، متأسفين لو كنّا نعرف كنّا حنقلهم ماتجوش سيبونا لحربنا و ضحايانا.
متأسفين يا سيادة الرئيس المصري الأصيل لوقوفك بجانب مصر ومحاولاتك جمع المصريين في قبضة واحدة و على قلب رجل واحد، متأسفين لأننا تسببنا لرئيسنا في القيل والقال من كثير من المصريين ” بانه هو أيه اللي حارق قلبه علي الأقباط” كده
متأسفين يارئيسنا اننا وضعناك في الموقف ده، المصريين والتاريخ حيكتب بأنك حاولت ان تجمع المصريين ليكونوا أيد واحدة، متأسفين علشان وضعناك في مواجهه مع تيارات تدعي المصرية ولا تعمل بيها، اقسم بالله احنا متاكدين كأغلبية مصرية مسيحيين ومسلمين بقوتك و عدم يأسك في تجميعنا بس سيادتك بتدفع ثمن ٥٠ سنة من زرع حقد وغل بين المصريين، متأسفين بس متاكدين بأنك يا فندم عملت اكتر مما كنّا نتمني ولكن المشوار طويل و صعب، متأسفين علشان احننا سببنالك و سببنا لباقي الشعب كثير من الحزن.
متأسفين للقوات المسلحة لانها دفعت ثمن تأمين سيناء ومصر ، متأسفين لجيشنا لان كتير زعلو وشنعوا بالباطل لما ابتدا يبني الكنائس اللي اتحرقت، ازاي و ازاي جيش مصر يبني كنائس، احنا ظلمنا جيشنا و قبله رئيسنا و قبلهم مصر .
بقول متأسفين ماكنشي قصدنا يحصل كل كل ده، متأسفين أنشالله كان دمنا قبل إخوانا المصريين اللي استشهدوا، كأنو قاللونا و احنا كنّا بعدناهم
متأسفين للداخلية ورجالها الوطنيين بس ماعنديش حاجة اقولها لضباط كتير في عيونهم نظرة كره بتقولنا احنا موتنا علشانكم، متأسفين لأننا فعلا نكدنا عليكم و علي مصر والله ما كان قصدنا .. انا مصري وحفضل مصري وارجوا من الجميع ان تنظروا وتشاهدوا مين اللي بيحمي اخواتنا وهم بيصلوا صلاة الجمعة انظروا الى يده … احنا كلنا مصريين ملتفين خلف رئيسنا مهما حدث وسوف تعبر مصر هذه الازمة ولن يفرقنا الارهاب ابدا، وسيفشل الارهاب في تحطيم نسيج المجتمع.
مواطن مصري جورج عياد
