مؤتمر دولي بالإسكندرية حول الفروسية والفنون الحربية في عصر المماليك
قال الدكتور سامي صالح البياضي المتخصص في الآثار الإسلامية مدير عام شؤون مناطق آثار شمال سيناء بوزارة الآثار، إن بداية ظهور إصطبلات الخيل في مصر كانت منذ عصر احتلال الهكسوس لها، مشيرًا إلى أن المصريين القدماء اهتموا بالخيل وخصصوا لها الخدم للعناية بها وبخدمتها، وكانت الإصطبلات مزودة بحمامات لغسلها.
جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي حول (الفروسية والفنون الحربية في عصر سلاطين المماليك)، والذي نظمه مركز دراسات الحضارة الإسلامية اليوم /الأربعاء/ بمكتبة الإسكندرية ويستمر ليومين، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين.
وعرض البياضي دراسة أثرية معمارية لنماذج مختارة عن اصطبلات الخيل في قلاع مصر وبلاد الشام خلال العصرين الأيوبي والمملوكي، موضحًا أشهر وأهم القلاع التي كانت تشتمل ضمن وحداتها الملحقة الرئيسة الإصطبلات سواء للخيل السلطانية أو للأمراء وحاميات القلاع.
وأضاف أن من أشهر تلك القلاع في مصر هي قلعة الجبل (صلاح الدين) بالقاهرة، وقلعتي (صدر الجندي) وجزيرة أيلة (صلاح الدين بجزيرة فرعون) في سيناء، وفي الأردن قلاع الكرك، والشوبك وعجلون، إلى جانب قلاع (بصري – دمشق – حلب – تدمر) في سوريا، مؤكدًا أن بعض من هذه القلاع لا تزال تحتفظ بإصطبلاتها في حالة معمارية جيدة.
وأوضح أن الوحدات المعمارية الرئيسية الملحقة بالقلاع خاصة الداخلية لا تقل أهمية عن حدودها الخارجية المتمثلة في أسوارها وأبراجها وبواباتها، فلولاها لاستحالت استمرارية القلاع والإقامة فيها، كدور العبادة من مساجد ومصليات وكنائس، والصهاريج، والحمّامات، والطواحين، والدور، والمخازن والإصطبلات.
وأشار البياضي إلى إصطبلات الخيل التي تم تشييدها في القلاع؛ لتربية خيل المحاربين من الفرسان خلال العصر الأيوبي، وخيل البريد بعد ذلك في العصر المملوكي، والتي كانت من ملحقاتها الداخلية الرئيسة، خاصة تلك القلاع التي استعملت أو شيدت خلال العصرين الأيوبي والمملوكي في مصر وبلاد الشام.
ونوه بأن العصر الأيوبي كما هو معروف عصر جهاد ضد الفرنج، وتم خلاله تشييد أول قلعة في مصر بمفهوم العصور الوسطى في هذا العصر، مشيرًا إلى أن القلاع إلى جانب المدارس كانت من أبرز مميزات عمائر العصر الأيوبي خاصة في مصر.
وتابع قائلًا: “إن العصر المملوكي كان امتدادًا لكثير من التقاليد العسكرية الأيوبية، واستخدم المماليك الكثير من القلاع التي استعملت أو شيدت أو تم تحريرها من الفرنج وتعميرها وتجديدها خلال العصر الأيوبي”.