اختتم المؤتمر العالمي الثَّاني للأمانةِ العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم فاعلياته أمس والذى عقد بعنوان: “دور الفتوى في استقرار المجتمعات” وتحت رعاية الرئيسِ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، وشارك في أعمالِه نخبة مِن العلماءِ والمفتين والباحثِين المتخصصينِ من مختَلف دول العالم
وأصدر المؤتمر في نهاية فاعلياته عددا من التوصيات في مقدمتها : الوقوف على أَهم مشكلات الإفتاءِ الْمعاصر، ومنها الفتاوى الشاذّة التي تسعى إِلَى إشاعة الْفوضى وزعزعة السلم المجتمعي ، وضرورة وضع ميثاق شرف إفتائي-إعلامي-ضابط لفوضى الإفتاءِ في الإعلام والفضاء الإلكتروني ، ودَعْمُ استقرار الأسرة بتَجديد الإفتاء في شئون الأُسرة على مستوى القضايا والوسائلِ ، وتدشين حزمة من البرامج التدريبيةِ عبر الفضاءِ الإلكتروني للتواصلِ وإصقالِ مهاراتِ الإفتاءِ للمتَصدرِين لِلْفتوى حولَ العالمِ.
وتضمنت التوصيات الدعوة إلى إصدار مَجلة إلكترونيةٍ باللغةِ الإنجليزيةِ تَحْتَ عُنوانِ [The Muslim Bond] تعنى بالخلفية الفكرية والدعويةِ للإفتاءِ في قضايا الجالياتِ المسلمةِ حولَ العالمِ ، وإصدارُ موسوعةِ جمهرةِ المُفْتِينَ حولَ العالمِ، الَّتي تُقَدِّمُ نماذجَ لِلاستنارةِ والاسترشادِ مِنَ المفتينَ حولَ العالمِ ، وإطلاقُ مِنَصَّةٍ إلكترونيةٍ للتعليمِ الإسلاميِّ الصحيحِ ، وإصدارُ تقريرِ حالةِ الفتوى حولَ العالمِ، سعيا لرصد الفتاوى وتحليل مضمونها.
وكشفت التوصيات عن السعي لإنشاء قاعدة بيانات ومركَز معلوماتٍ يجمع فتاوى جهاتِ الإفتاءِ المعتَمدةِ في العالم لخِدمَةِ الباحثينَ والعلماءِ والمُسْتَفْتِينَ ، وحث دور الفتوى وهيئاتِها ومؤسساتِها بِأَنوَاعِها على الإفادة من الوسائلِ التكنولوجيةِ الحديثة في نشر وتيسيرِ الحصولِ على الفتوى الصحيحةِ، خاصةً على وسائطِ التواصلِ الاجتماعيِّ.
وأكدت التوصيات الختامية إحياء نظامِ الإِجَازاتِ العِلميَّةِ للمُفْتِينَ، مع ضرورةِ التجديدِ في قضايا الإفتاءِ شكلا وموضوعا واستحداثِ آلياتٍ معاصرةٍ للتعامُلِ مَعَ النوازلِ والمُسْتَجِدَّاتِ ، وطالبت التوصيات باستنفارِ العلماءِ المؤهَلِين وتصدرهم للفتيا فِي مختلفِ المواقعِ والفضائيَّاتِ ، مع تكوين الْمتَصدرين لِلإِفتاءِ والعنايةِ بِإِعْدَادِهمْ إِعْدَادًا عِلْمِيًّا دَائِمًا وشَاملًا، وأنْ يُزَوَّدُوا بِاسْتمرَارٍ بكلِّ مَا يَزِيدُهُمْ عِلْمًا وفَهْمًا ويُوَسِّعُ مَدَارِكَهُمْ وانْفِتَاحَهُمْ عَلى مُسْتَجِدَّاتِ الْعَصْرِ.
وشددت التوصيات باالدعوةُ إلى الإسراعِ لتدشين ميثاقٍ عالَمِيٍّ للإفتاءِ الرشيدِ والإجراءاتِ المُثْلَى للتعامُلِ مَعَ الشذوذِ فِي الفتوَى، وأنَّ إِحْدَى كُبْريَاتِ وَظَائِفِ الْمُفْتِي فِي الوقتِ الحاضرِ هيَ التَّصدِّي للتطرفِ والمُتَطَرِّفِينَ.