آراءشويّة دردشة

لهذه الأسباب يحدث الطلاق!| بقلم د. ايات الحداد

تتزايد نسبة الطلاق يومًا تلو الآخر وأصبح الموضوع يهدد بتفكك الأسر، ويهدم المجتمع ومن الممكن أن يهدد كيان دولة بأكملها، لأن تفكك الأسرة من ضمن المخاطر التي تهدد اي دولة، لذا أحببت أن أنقل للجميع بعض من أسباب الطلاق الرئيسية على سبيل الحصر اي حاولت على قدر المستطاع ان احصرها في خمس نقاط:

أولا: من ناحية الأهل: بعض البنات بتخرج من بيت أهلها محرومة ليس ماليًا فقط بل محرومة عاطفيًا ونفسيًا بمعنى بعض الأهالي يشعرون أبنائهم ان زوجها هو من يحقق لها احلامها، والمقولة المشهورة: ” لما تتجوزي سافري مع جوزك لما تتجوزي اخرجي مع جوزك تبدأ البنت تنتظر الزوج اللي هيخرجها ويفسحها ويحققها كل احلامها اللي اهلها معرفوش يحققوها لها! وطبعًا ده أكبر غلط على الاهل “! يقع الأهل في مشكلة مع بناتهن بأنهم لم يقوموا بتوعية بناتهن عن الزواج اي ما هو الزواج وما هي حقوق كلا الطرفين بل كل ما تريده الأم زواج بنتهم واحيانًا يصل الأمر ان بعض الامهات تخبر بناتهن ان تتزوج وتتطلق ان رغبت في ذلك ! فتشعر البنت ان الزواج امر سهل مثله مثل اي شيء ان لم يعجبها تستطيع الانتهاء منه بكل سهولة ! وتشعرها ايضًا ان الزواج عبارة عن فسح ايام الخطوبة وهدايا وحب ولم تخبرها انه ميثاق غليظ ليس فقط حياة رفاهية بلا مسئولية !وكذلك الأمر بالنسبة للرجل!

ثانيًا: اختلاف النوايا ما بين الطرفين اي الزوج والزوجة! عقد الزواج زي اي عقد شراكة ما بين اتنين عمرك سمعت عن شركة او عمارة بتتبني شريك هدفه من البناء حاجة وشريك آخر حاجة تانية! يعني مثلًا شريك عايز العمارة تتبني سكن وشريك آخر عايزها تتبني فندق اختلفت النوايا يصبح بالتالي مشروع فاشل، وسرعان ما تنفض علاقة الشراكة! وهذا ما يحدث ما بين الزوج والزوجة ! احيانًا الرجل يكون غرضه من الزواج الانجاب وزوجة تراعيه فقط وهي غرضها من الزواج تحقيق احلامها اي اعتبار زوجها كل حاجة في حياتها وهو بيعتبرها حاجة من ضمن الحاجات وده بينتج عنه فتور من الزوجة تجاه الزوج لانها معتقدة انه كل حياتها هو من يشبعها عاطفيًا وفكريًا ثم تفاجيء بعكس ذلك على ارض الواقع لا يريد التحدث معها او حتى الانتباه لتواجدها معاه كروح تعيش معه ! لذا هدف الزواج يجب ان يكون واحد بين الطرفين ولو اختلف الهدف يجب ان يتفرقوا!

ثالثًا: تجاهل كل ما يلاحظه كلا الطرفين من مشاكل او عيوب !اي في فترة التعارف تلاحظ البنت بعض صفات لا تريدها في شريك حياتها وتتغاضى عنها وهو كذلك فتتفاقم بعد الزواج مما يؤدي الى الانفصال لذا لابد من عدم تجاهل تلك المشاكل او العيوب بل محاولة حلها !

رابعًا: على الطرفين ان يؤمنوا جيدًا ويعوا جيدًا انه ميثاق غليظ عقد ملزم للطرفين اي روح تعيش مع روح نفس تعيش مع نفس وليس مجرد جسد! فلابد ان تكون هناك ثقة ووضوح وما بداخل العقد يكون ملزم للطرفين واذا طرف اخل بالبنود التي بالعقد يعتبر العقد باطل ويفسخ العقد!

خامسًا: بعض الآباء يحققوا كل الرفاهية لأبنائهم اي يجد الرجل كل شيء جاهز فآباه وفر له الشقة وايضًا قام بدفع كل شيء له من مهر وشبكة ومستلزمات الزواج ايضًا الزوجة احضرها له ولم يتعب في العثور عليها فلم يعي الرجل للمسئولية فيتفاجيء بها عقب الزواج ! ولانه لم يتعب في شيء فالطلاق بالنسبة له أمر سهل ولو كان تكبد ما تكبده الأب لِما تسرع في الطلاق وحسب له ألف حساب!

خلاصة القول: للحد من ظاهرة الطلاق يجب ان يعي كلا الطرفين ان الزواج مثله مثل اي أمر هام يتم أخذه على محمل الجد ودراسته دراسة جيدة ويتذكر كلا الطرفين ان ما بُني على باطل فهو باطل، بل أنه أثمن من اي عقد فالعقد الوحيد الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه ميثاق غليظ، يجب الا يُقدم ايهما عليه الا بعد قراءة بنود العقد جيدًا قبل التوقيع على ورقة هي من وجهة نظرهم مجرد ورقة يستطيوا الاخلال بها في اي وقت بل هي ورقة يجب دراستها جيدًا مثل عقد العمل الذي قبل ان يمضيه صاحبه يقرأه جيدًا ويقرأ شروطه وبنوده وعواقب الاخلال به بل كما ذكرت انه أثمن من اي عقد لانه لا يتعلق فقط بين اتنين بل يمتد للآبناء فهم قد يكونوا مسئوليين عن انجاب أطفال معقدين ويعانون من امراض نفسية لا ذنب لهم بها بل يدفعوا ثمن غلطة طرفين أقدموا على خطوة هامة بحياتهم بلا دراسة جيدة فنجد أنفسنا اليوم امام جيل مدمر نفسيًا ومعقد !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى