آراءشويّة دردشة

لن تعطش مصر| بقلم عميد دكتور عمرو ناصف

مصدر الحياة لكل شئ، وان شئت فاقرأ قول الحق تبارك وتعالى ( وجعلنا من الماء كل شئ حي )، ومن ثم فإذا أردت ان تميت حياً فامنع عنه الماء أو إنزعه منه، إذا ً، فالماء هو بيت القصيد.

.. ثم أما بعد ..

كلما مرت السنون لاح برهان جديد على حب المولى عز وجل وإصطفاءه لمصر، فكل مؤشرات النوب عبر الزمن تقرأ حبه هذا لها، فهو يحبها، ويؤازرها، ويدفعها دائماً للنصر، ولم لا وجيشها يدافع ولا يعتدى، ويهب لنصرة المظلوم، وشعبها طيب بالفطرة، سيرته على مر التاريخ عطرة، ينصر المظلوم، يغيث الملهوف، ويعين على المصائب والنوب، وإستقبل آل بيت النبوة ونصّبوهم حين رفضهم الناس، وسيدوهم حين لفظهم الناس، وملّكوهم حين جردهم الناس، ونصروهم حين قتلهم الناس.

من هنا ساند المولى عز وجل مصر، على أرض المعارك، وعلى طاولات المفاوضات، وحتى على وسائل الإعلام، فمنذ إستهداف الهكسوس لمصر وحتى إستهداف خليفة الشر العثمانلى ومعه إستهداف الحبشة – التى طالما دعمناهم ونصرناهم و احسنا إليهم – مروراً بأكتوبر مقبرة إسرائيل بيت الشر، وزوابع الإخوان بيت الخيانة، ومن هنا لهناك نجد يدُ الله ظاهرة جلية فى دعم مصر ونصرتها على مر التاريخ.

ولكن العقبة كؤد، والعدو متربص، فما أن نخرج من كبوة حتى تأتينا عثرة، وما أن ننجح فى إختبار حتى يلحقنا ماهو اقوى، وما يحدونا الآن على إتجاهات الخريطة الأصلية الاربعة من إرهاب نحاربه فى الشرق منذ سنوات، وتربص عثمانلى فى الغرب، ومناوشات المتوسط التى هو عاملها الأساسى أيضاً، ثم الغدر الممزوج بمياه النيل من الجنوب، كل ذلك ماهو إلا دليل قوى على رغبتهم الشبقة الشرهة المريضة فى إستهداف تلك الأرض الطيبة.

ولكن الإستهداف هذة المرة مختلف، فبعد أن عجزت العمليات العسكرية عن دحر جيشنا فى سيناء وباقى الإتجاهات الحدودية وإستيقافه، وبعد فشلهم فى ضرب الداخل وزعزة إستقراره، وبعد ما حققناه من جولاتٍ دبلوماسية وتاييدٍ دولى لمواقف مصر على كل الأصعدة وفى كل الأمور، باتت الخسة جلية فى إستهداف الشعب نفسه،

إنهم يستهدفون حياة المصريين وأرواحهم، عسكرييهم ومدنييهم، رجالهم ونساءهم، شبابهم وأطفالهم، وقد بات عواءهم النجس يملأ سماء الأرض كلها، إنهم يبتغون تعطيش المصريين.

وهنا نجدهم قد أسقطوا بأنفسهم وأفعالهم كل قوانين تنظيم الحروب التى إبتدعوها هم أنفسهم، وسقطت كل إتفاقيات چنيڤ، وسقطت حقوق الإنسان حول العالم، أمام صراحة المطمع وفُجر الخصومة، ولم لا، فضربات مصر فى عقر دارهم موجعة، لم لا ومصر صمود وتحدى، لم لا وقد تساقطت كل بيادقهم أمام تسلل أجهزة معلوماتنا إلى غرفهم الخاصة فى العشر سنوات الأخيرة، حتى جهر العاصى بمعصيته، وصرح بفجره، تؤيده فى صمت كل مؤسسات المجتمع الدولى والتى هى فى الأصل صنيعته وتأسست بأمواله لينال دعمها وتأييدها اليوم.

ولكننا، وكعهد مصرنا، دوماً وأبداً، برئيسٍ إنسانٍ يعامل الله فى أعداءه قبل أبناءه، وبجيش مغوار متربصٍ ومستعد، وأجهزة معلوماتٍ يقظة، ومؤسساتٍ ناجزة، وتحركات دبلوماسية مستنيرةٍ واعية، ووزير خارجيةٍ مجتهد ذو ضمير يقظ، وشعب عظيم وطنى فتى من وراءهم يساندهم ويدعوا لهم ومستعد لبذل دمه لبلاده، ومن فوق ذلك كله ربٌ عظيم ينصر من ينصره، ويثبت أقدام من يُعلى كلمته.

وإذاً سألك أحدهم عن ( سد النهضة ) فقل له ( حفار كينتنج ) وقل له : لن تعطش مصر، ولن تسقط مصر، ولن ترضخ مصر.

وتحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى