لماذا لا يحق للفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم؟!| بقلم وليد عبد الرحمن

أزمة فتح معبر رفح كان معبرا جدا وله العديد من الدلالات التي يمكنها أن تلخص المشهد الفلسطيني بدقة، حيث منعت إسرائيل من خلال تهديد واضح وصريح باستهدافها اية شاحنات للمساعدات تدخل إلي قطاع غزة عبر المعبر أية مساعدات طبية أو غذائية تدخل القطاع.
وبعد شد وجذب وتفاوض مصري وأممي مع الكيان الارهابي الصهيوني تمت الموافقة على فتح المعبر، ولكن أيضا بعد وقفة مصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي صارمة وحاسمة وحازمة بعدم السماح بتهجير أهالي غزة إلى مصر لعدم الإجهاز على البقية الباقية من القضية الفلسطينية بعد ضغوطات أميركية وإسرائيلية وتصعيد صهيوني متعمد لإجبار أهالي غزة على النزوح.
وعلى الرغم من كون تلك المساعدات إنسانية تحمل بالدرجة الاولى المساعدات الطبية لاغاثة المصابين نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف والذي استهدف اغلبه المستشفيات الا أن إسرائيل أعلنت صراحة انها ستعزل القطاع عن العالم وتمنع عنه كافة الاحتياجات الأساسية حتى مغادرة الفلسطينيين القطاع إلى الجنوب ومحاولة دفعهم لدخول رفح المصرية أو الموت لمن لن يغادر، وحتى من غادر منهم تم استهداف قافلتهم المكشوفة والتي لم يكن بها الا النساء والأطفال والتي لم يراها العالم الاعمى الذي لا يرى الا المقاومة الفلسطينية فقط.
تلك العدوانية الصهيونية ليست بغريبة عليهم فهم يتحكمون في الكهرباء والماء والطاقة والاتصالات لقطاع غزة، كما انهم يتحكمون في الأموال المحولة اليهم من الدعم العربي والدولي لانها تحول من خلال البنك المركزي الاسرائيلي، هم يتحكمون في كل شيء ويسرقون من الفلسطينيين كل شيء وفي النهاية يقتلون الفلسطينيين بدم بارد بل ويستمتعون بارهابهم للفلسطينيين.
الهجمات الإرهابية الإسرائيلية التي استهدفت دور العبادة الاسلامية والمسيحية على السواء والتي اتخذها أهالي غزة كملاجىء لهم حولها العدوان الإسرائيلي الإرهابي إلى مقابر لهم تحت سمع وبصر العالم المنحاز للإرهاب الإسرائيلي النازي الدموي العنيف الذي لامس أعداد شهداء عدوانهم 5 الاف شهيد بالإضافة إلى الاف المصابين.
العالم المنحاز للإرهاب الإسرائيلي يعتبر الهجمات الإسرائيلية الإرهابية دفاعا عن النفس،ولا يعتبر تحت اي مسمى أن الفلسطينيين لهم ذات الحق في الدفاع عن أنفسهم أيضا ،ولنتسأل جميعا متى يحق للفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم، وكيف يمكنهم الدفاع عن انفسهم …متى وكيف لان العالم يرى بجلاء العدوان الإسرائيلي الذي يتكرر دوريا ولا يتوقف الا عندما يتوقف نهم مصاصي الدماء من قادة إسرائيل عن الشغف لمزيد من الدماء ثم يعودون في جولة جديدة بمزيد من القتل والهجمات الإرهابية الدموية، يرى العالم هذا ولا يحرك ساكنا.
لم يصحو ضمير العالم المنحاز ليرى أطفال فلسطين ونساءهم يسقطون قتلى وتتناثر اشلاءهم ،بل ولم ير العالم الاسرائيليين وهم يمثلون بجثث الفلسطينيين الموتى بل ويتباهون بنشر صورهم وهم يمثلون بالجثامين على مواقع التواصل الاجتماعي.
يا سادة لنوجه جميعا رسالة واحدة بكل اللغات، وبكل الوسائل والسبل إلي العالم أجمع …يا ضمير العالم أفق، هناك إرهاب إسرائيلي يغتال شعب أعزل يقتل أطفاله ونساءه ويمثل بجثث الموتى ويتبول عليهم ويحرقهم بالسجائر.
اذا كان العالم يدافع عن إسرائيل بدافع من اللوبي الصهيوني في أميركا أو لانهم صناعة بريطانية منذ وعد بلفور، فلنحاول أن نجد صدى في ضمير اي من الدول التي يمكنها دعم حقوق شعب أعزل يغتاله إرهاب أسود ليس له ضمير وقادته من مصاصي الدماء.
الاحتلال الصهيوني الوهابي لفلسطين تاريخيا بدأ واستمر بسفك الدماء الفلسطينية ودعم غربي اعمى لاقامة دولة على اراضي دولة اخرى اغتصابا واحتلالا لها دون النظر الى قوانين او حقوق او مباديء الانسانية البسيطة.
اننا امام ارهاب صريح لا مراء فيه ولا يحتمل المناقشة ما اذا كان ارهابا ام لا، واي دعم لهذا الارهاب سواء بسبب مصالح اقتصادية او عسكرية أو غيرها هو خيانة الانسانية وقواعد الاخلاق الانسانية جمعاء.