للارهاب الف وجه ووجه | بقلم شنوده فيكتور فهمى
ما بين تأسيس حسن البنا لجماعة الاخوان عام 1928 منذ ما يقرب من تسعون عاما وبين افكار سيد قطب التكفيريه فى خمسينات القرن الماضى وخروج كل جماعات الارهاب من رحمها ما بين الجماعه الاسلاميه والتكفيرالهجره ( جماعة شكرى مصطفى ) سنوات وسنوات عاشت مصرخلالها وسط تلك الجماعات وافكارها الشيطانيه والغريب انه طوال القرن الماضى سواء من وقت تأسيس الجماعه فى بدايتها أو افكار سيد قطب فى منتصفه لم يتأثر المجتمع المصرى بهولاء بشكل كبير فى مجمله طوال تلك الفتره … وانما كان بداية التأثير والتغيير والتدهور بشكل عام فى ثقافة وشكل وفكر المجتمع المصرى منذ عام 1971 وقت ان فتح لهم الرئيس السادات الباب على مصراعيه واخرجهم من السجون بعد ما قضى عليهم الرئيس جمال عبد الناصر فى منتصف الستينات وكان هدف السادات المعلن انذاك هو مقاومه الافكار الشيوعيه وانصارها بهولاء ” الارهابيين ” وكم كانت تجربه قاسيه شديدة المراره دفعت ولا زالت تدفع مصر ثمنها الى الان.
بل دفع ثمنها هو شخصيا ً عندما تم اغتياله فى حادث المنصه الاشهر فى عام 1981 وفيما قبله العديد من الحوادث الارهابيه من الخانكه والفنيه العسكريه والزاويه الحمراء بخلاف ارهاب الثمانينات والتسعينات فى صعيد مصر.
وما بين وجهين شديدى التزييف والتلون بين ابناء البنا وسيد قطب وبين ضحكات صفراء كان يصدرها انصار البنا فى مشاهدهم طوال فتره ( الصعبانيه والمسكنه ) فى مرحله الخداع ومحاوله لتصدير انهم ” بتوع ربنا ” وبيحبوا كل الناس وبين هولاء التكفيريين القطبييين وكل من خرج من عبائتهم من ارهاب وقتل وتدمير.
ودفعت مصر ايضا ً ثمناً قاسيا ً لتلك الاكاذيب فتغير شكل المجتمع المصرى ( الليبرالى ) الى حد كبير طوال القرن العشرين اخذا ً المنحنى البيانى فى الهبوط منذ السبعينيات كما اوضحنا والذى صاحبه عودة البعض من الخليج العربى محملا ً بافكار الوهابيه وريدا ً رويدا ً تغير شكل المجتمتع بوجه عام ثقافيا ً واخلاقيا ً وانحصر التدين فى التدين الشكلى فى اللحيه والنقاب والجلباب.
لم يبداء الارهاب بالرصاص والقنابل والقتل وانما كانت البدايه التغيير الجذرى فى ثقافة المجتمع المصرى بوجه عام .
ومع ضعف العمليه التعليميه ومشكلاتها المتعدده وانصراف اولى الامر والكبار للبحث عن مصادر الرزق فقد مجتمعنا المصرى اكثر ما كان يميزه وهى ثقافة الاحتواء والذوبان فى الهوية المصريه وطفت على السطح الهويه الوهابيه ذات الصبغه الدينيه الخادعه (شكلا ً) وموضوعا ًوعلى الرغم من كل هذا كان هناك نسبه كبيره من المصريين بمختلف اطيافهم وديانتهم لم يتأثروا بتلك الهجمات والتشهوات وظلت مصر لهم مجتمع (( ولاد البلد )) والقيم والاصول والتدين القلبى والعلاقه الصوفيه الفريده بين المصرى وربه بعيدا ً عن تلك الرياح الشرقيه الغريبه.
وما بين كل افكار الارهاب الخارجه من رحم البنا وقطب كانت التجربه شديدة القسوه والمراره على مصر فيما بعد احدث 2011 ولكنها كانت كفيله بأن تحدث افاقه شديده وتنبيه هام للعديد منا من سباتهم العميق وان ندرك جميعا ً ان مصرنا حتى وان طغى عليها بعضا ً من تلك الثقافات والتى افقدتنا الكثير طوال سنوات عده الا انها لم تستطيع ان تمحى هويتنا وجذورنا وتركيبتنا الفريده والتى تعبر بمصر وقت الازمات.
ويظل المخرج الوحيد لمصر من تلك الشرنقه هو استعادة تلك الهويه مع الاجيال الجديده تعليميا ً ودينيا ً وثقافيا وتربويا ً لان الاوجه العديده للارهاب تحتاج منا جميعا تكاتفا ً وجهدا ً يفوق الوصف بدايه من القياده السياسيه وحتى رجل الشارع، ويقينا ً وايمانا ً بالله اننا على الطريق رغم كل التحديات والصعاب وما نخوضه من حرب وجود.