آراءشويّة دردشة

لغتنا الجميلة .. هويتنا !| بقلم د. روان عصام يوسف

أحبّ لغتي، لغة الضاد، فهي مجدي، وسندي وأدبي، إنها ثقافتي ومسار دربي، إنها لغة الأجداد.

مؤخرًا تركنا كلمة السلام عليكم، وجزاك الله خيرًا، والكلمات العربية العريقة، وأصبحنا نقول (سانكس) أو (بنجور) وغيرها من الكلمات، وهذا ما يعرف بعقدة الخواجة، لا أعلم لماذا نخاصم لغتنا العربية الجليلة، هل هي على غير المستوى؟ أم أنها قبيحة.

وهذه تعتبر كارثة، جريمة نرتكبها نحن في حق لغتنا العربية، لا يجوز لنا أن نفعل هذا لأن هذه اللغة هي لغة القرآن .

أيها العربُ إذا ضاقت بكم .. مدن الشرق لهول العاديات، فاحذروا ان تخسروا الضاد ولو .. دحرجوكم معها في الفلوات، إن لغتنا العربية هي سيدة اللغات، وهي أجمل وأرقى وأعظم لغة في العالم على الإطلاق، فلا تجاريها وتعادلها أي لغةٍ أخرى في الدقة والروعة والجمال.

اللغة العربية هي هوية ولسان الأمة العربية، وهي لغة الأدب والعلم، وهي لغة الحياة بكل معانيها، وهي لغة الضاد، فمخرج هذا الحرف لم تعرفه أي لغة في العالم إلا اللغة العربية، وهي اللغة التي شاء الله عز وجل أن تكون لغة كتابه الكريم، فالله سبحانه وتعالى اصطفاها لتكون لغة كتابه العزيز الذي خاطب به البشرية جمعاء على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبناءً على هذا، ليس العرب وحدهم هم المطالبون بالحفاظ على العربية وتعلمها، وإنما المسلمون جميعًا مطالبون بتعلمها والحفاظ عليها، فاللغة العربية لغة القرآن والدين، ولا يتم فهم القرآن، وتعلم هذا الدين إلا بتعلم العربية، وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب.

وأهميَّة اللغة العربيَّة لا تقف عند حدود الديانة الإسلاميَّة فحسب؛ بل تتعدَّى ذلك إلى كونها اللغة التي استعملت لكتابة أدبٍ شعريٍّ عظيمٍ جدَّاً، وهذا الشعر لاقى إقبال العرب وغير العرب عليه، لجمال منطقه، وجمال مضمونه، وأصبح أدباء العالم مهتمُّون وبشكلٍ كبيرٍ جدَّاً في التعرُّف على أسرار الأدب العربي القديم والحديث.

وها هو يوم الثامن عشر من شهر ديسمبر، اليوم الذي يوافق اليوم العالمي للغة العربية، تلك اللغة التي لازالت تحمل بين ثنايا حروفها الكثير من الأسرار والزجالة، لتجعلك تقف أمامها حائرًا معجبًا ببلاغتها وكذا غرابتها.

كلماتها تجاوزت الاثني عشر مليونَ وثلاثمائة ألف كلمة حسب آخر التقارير، والتي لا نستخدم منها في حياتنا اليومية إلّا القليل.

إن اللغة لعربية هي عنوان العروبة، وهي رمز هويتنا واستقلالنا الثقافي، في عالم تتعالى فيه صيحات العولمة والاعتداء على خصوصية الشعوب.

وهنا يجب على كل المعنيين، والمهتمين، والمواطن أيا كان مكانه ومهما كانت حدود مسؤوليته، إدراك أن التمسك باللغة العربية الصحيحة والمبسطة، هو خط الدفاع الأخير عن هذه الهوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى