لحظة تأمل | بقلم د. روان عصام يوسف
نظن جميعا ان كلمة لحظة تؤل الي زمن بسيط جدا يصل الي انه ثانية وهي أقل قيمة زمنية لقياس الوقت .. ولحظة التامل هنا هي أعلي درجات التركيز عندما انظر للمشهد بشكل فلسفي .
ننظر الي المشهد المحيط بنا سواء اقليميا او عالميا نرى ان مصر قد عادت وبقوه لتحتل الصدارة في كافة المحافل الدولية والاقليمية .
عادت وبقوة لتكون كسابق عهدها لتكون هي الوطن الذي يسحرك اسمه بمجرّد أن يذكر أمامك، فيكفي أن تغلق عينيك، وتسرح طويلاً في خيالك الرائع، لتتخيل نفسك تتجول في شوارعها وأزقتها، تشمّ رائحة العراقة والأصالة، والعمق الحضاري الممتد عبر آلاف السنين، فمصر لم تكن يوماً وليدة حاضرٍ قريبٍ فقط، بل هي دولة التاريخ والحضارة، ولا يمكن ان تتخلي عن هذه المكانة , فهي التي ذَكَرها الله سبحانه وتعالى في مُحكم التنزيل بقوله في سورة يوسف ” ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ “، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنما يدلّ على عمق وجود مصر عبر التاريخ الطويل، فلطالما كانت هي الحاضنة لاشقائها العرب ومازالت هي الحضن الذي يلجأ اليه كل من حولها ليطمئن ولينهي الضغينه , فهي كالاب الحنون الذي يطمئن ابنائه ويجمع شملهم فأخرها كانت المصالحة الفلسطينية، فدائما ما كانت القضية الفلسطينية هي قلب القضايا العربية التي لا يمكن على الاطلاق تجاهلها في أي مجال، فكثيرا ما كان الاحتلال الصهيوني هو سبب تفرقتهم ولطالما كانت مصر هي التي تجمع شملهم دون حيازية لاي طرف هذا هو دور مصرنا .. البلد التي لطالما رفعت راية الاسلام والعروبه في مشارق الارض ومغاربها .
لنعطي لنفسنا لحظة تأمل نجد اننا بأكثر من 50 جولة خارجية نجد أن مصر قد استعادة مكانتها الإقليمية والدولية التي تستحقها، وعادت الي ترتيب الأوراق الدبلوماسية لتتبوأ مصر دورها المحوري الحقيقي والفعلي بين الدول.
وفي ضوء بذل الخارجية المصرية والحكومة جهودًا جبارة في ملف السياسة الخارجية، تحققت نتائج إيجابية بارزة في هذا الملف أهمها استعادة عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، واستعادة دور مصر الريادي بالقارة السمراء وفوز مصر بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن وتوسيع قاعدة الشركاء لتشمل أصدقاء جدد في مقدمتهم الدول الأوروبية التي عمل الرئيس السيسي إلى الانفتاح عليهم بدلًا من الانغلاق والاعتماد على دول كبرى معينة فمنذ توليه حكم مصر، اظهر السيسي نشاطا ملحوظا في ملف الزيارات الخارجية إلى الدول الأوربية وصفها محللون بأنها ناجحة.
فقط لنعطي انفسنا لحظة تأمل .. ماذا سنرى ؟ بكل تاكيد سنرى مصر وهي عائدة الي حضن القارة السمراء , سنرى مصر التي تُدافع عن شرف أمتها ودينها، لأنّها الشقيقة الكبرى لجميع العرب، وهي مصنع الرجال الأشاوس، الذين يذودون عن الحمى بقلوبهم الجسورة، ليسطّروا أعظم أنواع التضحية، فكانت مصر وستبقى أم العرب جميعاً، وحاضنتهم مهما غدر الزمان، وتكالبت الأمم، لأنها بكلّ ما فيها من عظمةٍ من مواطنين، وحضارة، وثقافة، ولهجة يكاد يتقنها كلّ العرب، ستبقى بيتاً للجميع .. ستظلّ مصر منارةً للعروبة، لا تردّ الغريب، وتذود عن حمى الوطن العربي الكبير، وستبقى رغم كل الصعاب، وطناً يضمّ أوطاناً، وحضارةً لا تنبغي إلا لها.
فقط لحظة تأمل ..!