لبنان : أنصار حزب الله يعتدون على المتظاهرين بوسط بيروت
شهدت ساحتا الشهداء ورياض الصلح بوسط العاصمة اللبنانية بيروت، اشتباكات عنيفة بين مجموعات مؤيدة لحزب الله من جهة، وبين المتظاهرين والمحتجين من جهة أخرى، تسببت في وقوع العديد من الإصابات في صفوف المتظاهرين والمعتصمين.
وكانت مجموعة من الأشخاص الذين تتراوح أعدادهم نحو 300 شخص ومعظمهم يرتدون القمصان السوداء، والذين وصفوا أنفسهم بأنهم من داعمي ومناصري حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، قد اقتحموا بشكل منظم ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وقاموا بالهجوم على المتظاهرين والاشتباك معهم بالأيدي والعصي والحجارة.
ورددت المجموعة هتافات داعمة لحزب الله وأمينه العام من بينها (لبيك يا نصر الله) إلى جانب ترديد سباب وهتافات مناوئة بحق حاكم البنك المركزي رياض سلامه، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة.
وبررت تلك المجموعة اعتداءاتها على المحتجين والمتظاهرين نظرا لقيامهم منذ بدء الاحتجاجات بترديد هتافات تطالب برحيل الطبقة السياسية الموجودة بأكملها، وهو ما اعتبرته تلك المجموعة بمثابة إساءة إلى الأمين العام لحزب الله وأنه يجب أن يُستثنى من أي مطالب برحيل الطاقم السياسي الموجود في البلاد.
وقام عناصر المجموعة برشق القوى الأمنية والمتظاهرين بالحجارة الكثيفة، لا سيما في ساحة رياض الصلح بالقرب من السراي الحكومي (مقر مجلس الوزراء) على نحو تسبب في احتدام الاشتباك وقوع إصابات، قبل أن تدفع القوى الأمنية بتعزيزات كثيفة من عناصر مكافحة الشغب، وأقامت جدارا بشريا فاصلا بين تلك المجموعة المناصرة لحزب الله والمتظاهرين.
وتشهد ساحتا رياض الصلح والشهداء حالة من الكر والفر والتوتر الشديد جراء تلك الأحداث التي لا تزال مستمرة حتى الآن.
وكانت مجموعة مماثلة من أنصار حزب الله نفذت بالأمس اعتداءات مشابهة – بوتيرة أقل – بحق المتظاهرين في ساحة رياض الصلح، قبل أن تتدخل قوات الأمن لإيقاف ومنع تلك الاعتداءات .
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الجاري سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.