
قد انتهى شهر رمضان الكريم، لكن تداعيات التغييرات الجوهرية في نمط الحياة خلاله ربما تستغرق بعض الوقت كي تعود إلى طبيعتها، لا سيما في ساعات النوم أو في مواعيد تناول الوجبات، وتواجه البعض أزمة متعلّقة بضبط الساعة البيولوجية الخاصة بمواعيد النوم، لذا يحتاج الأمر إلى تغيير نظام النوم ليتناسب مع عودة أنماط العمل والحياة المعتادة قبل رمضان بعيدا عن السهر الذي كان السمة الأساسية خلال الشهر الفضيل.
ولمواجهة مشكلة اضطراب النوم، يلجأ البعض إلى استخدام أنواع من المهدئات أو الأقراص المنومة، وهي ما تخلق المزيد من المشكلات بدلا من أن تحلها، حسبما يؤكد خبراء طب النوم.
هذا ويشير خبراء طب النوم إلى أن الساعة البيولوجية هي خلايا في المخ تسمى خلايا ” فوق التسرب البصري” وهي مسؤولة عن أشياء كثيرة من أهمها النوم والاستيقاظ، وأن أي خلل في الساعة البيولوجية يؤدي إلى اضطرابات في النوم.
من بين الأشياء المهمة للحصول على النوم الهادئ وضبط الساعة البيولوجية، عدم تناول أي منومات لأن هذا الأمر غير صحي ويتسبب في أزمات كبيرة بمرور الوقت، وتغيير الأمر يجب أن يكون بطريقة علمية وهي تقديم ساعة الاستيقاظ تدريجيا، وعدم النوم على الإطلاق في حال عدم الإحساس بالنعاس، إضافة إلى الاستيقاظ في مواعيد ثابتة حتى في حالة عدم الحصول على نوم كاف.
كما يؤكد الخبراء أن عدد ساعات النوم ليست وحدها المتحكمة في صحة النوم، فهناك 3 مقومات أساسية وهي عدد ساعات النوم وتوقيته ونوعه، وتلك المقومات هي المتحكمة في صحة الإنسان واعتدال مزاجه اليومي.
ويختلف عدد ساعات النوم من شخص إلى آخر، فيجب عدم النظر لبعضنا البعض لأن التعميم يؤدي إلى أزمات صحية مختلفة، فهناك أشخاص يكتفون بـ 5 ساعات نوم فقط، وآخرون لا يشعرون بتحسن مزاجهم إلا بالنوم 11 ساعة يوميا.
وكما أن بعض الأشخاص حياتهم مسائية أكثر، فتراهم يتعايشون أفضل في وقت الليل وينامون في النهار والعكس، لذا على كل شخص أن يضبط ساعته البيولوجية بالشكل الأمثل له، مع التركيز على أن الأهم هو ضبط مواعيد الاستيقاظ وليس ضبط عدد ساعات النوم في البداية، وإن كان النوم ليلا أكثر فائدة للأجهزة الحيوية للجسم وبخاصة المخ، ولنيل قسط وفير من الراحة والاسترخاء تعين الإنسان على مواصلة نشاطه نهارا بكفاءة وتركيز.