كورونا الـ tik tok .. وباء اليكتروني يهدد المجتمع| بقلم اللواء محمود الرشيدي

علي الرغم من صعوبة الأوضاع الراهنة و ما يواجه المحتمع الدولي من تحديات غير مسبوقة ناجمة عن الانتشار المتزايد لوباء كورونا المستجد (covid19) و الذي استشري بجميع دول العالم و الحق بها خسائر كارثيه في إلارواح و الاقتصاد و كافه الانشطه المحليه و الدوليه وأصبح هذا الوباء هو الشغل الشاغل لجميع دول العالم و تتكاتف الجهود و الأنشطة في محاوله لتحجيم انتشاره و التخفيف من وطأة خسائره.
كانت الدولة المصرية سباقه في اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية و الاستباقية والعلاجية والتي أدت بالفعل الي تقليص نسبة الإصابات بين المواطنين بالمقارنة بمثيلاتها بالعديد من دول العالم.. وقد تمثلت اهم هذه الإجراءات في تعليق الدراسة و تنظيم العمل بالاجهزة و مؤسسات الدولة و تعليق كافة الانشطة الرياضية و اغلاق تام للانديه و مراكز الشباب.
وكذلك فرض حظر التجوال مساء بجميع أنحاء الدولة لتقليل فرص الاختلاط لمنع انتشار الوباء اللعين و دعوة المواطنين الي التزام مساكنهم و عدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى.
ولكن للاسف الشديد كان هناك جانب سلبي صاحب الأوضاع الراهنة نتبجه الزيادة الملحوظة في أوقات الفراغ و التزام المنازل و الإكثار من استخدام شبكة الإنترنت و مواقع التواصل من جميع المواطنين و خاصة الأطفال و الشباب لأغراض و مهام عديده.
و هو ما تناولته العديد من وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي من انتشار لوباء اليكتروني أكثر خطوره علي المجتمع تمثل في الزيادة المطردة لاستخدام مواقع التيكتوك tik tok ولايكي liky و غيرها مما تمنح المستخدمين امكانية عرض فيديوهات خاصة بهم بدعم موسيقي و غنائي متنوع.. و المفروض والظاهر ان يكون ذلك لخلق نوع من التنافس في الإبداع و المهارات المختلفة و لكن واقع الأمر أن هذه المواقع امتلأت و تخصصت في خلق حاله من التنافس بين كليبات المستخدمين في حالات الانفلات الأخلاقي و الاباحيه والكثير من الأفعال غير المشروعة و غير الآمنه ومنح هذه المواقع مقابل مادي لكل من يحقق نسب مشاهده عاليه و هو الامر الذي دفع المستخدمين خاصة من فئه الشباب من الجنسين الي التنافس للحصول علي اكبر قدر من المكاسب المادية وهو ما يكون بمزيد من التنازلات علي حساب الأخلاق و القيم و الاحترام و الوطنيه .(( وهو ما نشر بشأن فتاه جامعيه شابه تستخدم هي وغيرها هذه المواقع في أفعال غير مشروعه و لبث فيديوهات خاصه بهم تتضمن الكثير من المخالفات الأخلاقية و القانونيه و الاداريه )).
ولكن يبقي السؤال لهذه الفتاه وغيرها ممن يحاكوها في مثل هذه الأفعال غير المشروعه وهو :
هل الشهره الزائفه و المهينه علي مواقع التواصل الاجتماعي و التربح المادي مقابل التنازل عن القيم الدينية و المجتمعيه هل هي فعلا منتهي غاياتكم و أمانيكم في الحياه ؟؟؟؟ ام المفروض ان تكون هي تحصيل العلم و المعرفه والصلاح و الاستقامة و الستر و خدمه المجتمع و الوطن و تحقيق أحلام والديكم في أن تكونوا عونا لهم و المجتمع و الدوله.؟؟؟؟؟؟.
ولكن رب ضارة نافعه فقد أشارت وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي الي هذا الوباء الإليكتروني الذي استشرى بين الشباب من الجنسبن و الإقبال المتزايد علي استخدام تلك المواقع لتحقيق الشهره و الحصول علي مكاسب ماديه ايا كان المقابل الذي يقدمونه من اباحيه و انحلال و إهدار للقيم المجتمعيه.
وهو الأمر الذي كشف النقاب بالفعل عن حجم المخاطر الالكترونية غير المسبوقة علي مجتمعنا و التي تهدد مستقبل أبنائنا من الأطفال و الشباب من الجنسين في ضوء غياب أو عدم فاعلية دور الاسره في ممارسة مهامها التربوية و التوعوية للأبناء.
وتنحصر أهم المخاطر و التهديدات التي يمكن يتعرض لها الأطفال و الشباب من جراء هذا الاستخدام غير المشروع وغير الأمن لهذه المواقع الاليكترونيه الوبائيه اللعينة فيما يلي:
الغزو الفكري و الثقافي بأخلاقيات و قيم و سلوكيات تتنافي مع طبيعه مجتمعاتنا الشرقيه و التسبب في الاصابه بأمراض نفسيه متنوعة فضلا عن إحداث خلل اسري و مجتمعي في غايه الخطوره.
تأجيج شده المنافسة بين الأطفال و الشباب في عرض فيديوهات أكثر انحرافا و مهانه علي امل تحقيق اعلي نسب مشاهده للحصول علي اكبر قدر من المقابل المادي.
اهمال النواحي التعليمية و العلمية و أهميتها في إعداد أجيال من الشباب تكون قادره علي استمرار مسيره التقدم العلمي و الخسائر التي تشهدهاالدولة.
التعرض للاختراقات الإليكترونيه و القرصنه المعلوماتية لكل بيانات و معلومات المستخدم و امكانيه ابتزازه ماديا أو جسديا أو معنويا لاحقا.
باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) يمكن للغير أو أي جهات أو تنظيمات ايا كانت هويتها من دراسه تحليليه لشخصيه المستخدم لاستقطابه لاحقا في ايه أعمال اجراميه او استخباراتية.
وفي ضوء ما سبق نشير الي وجود قانون حالي لمكافحة كافة صور و أنماط الاستخدام غير المشروع لشبكة الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي (ق١٧٥لسنه٢٠١٨) كما توجد في وزاره الداخلية اداره متخصصة لتلقي بلاغات المواطنين ضحايا الجرائم التكنولوجية (خط ساخن ١٠٨) وكذلك لرصد الانشطة الإجرامية غير المشروعة وغير الآمنه التي تبث عبر الشبكه و التي تهدد امن و سلامه و استقرار المجتمع و الدوله و ضبط مرتكبيها طبقا الإجراءات القانونيه و تقديمهم للمحاكمة.
ولكن مع ذلك يبقي خط الدفاع الأول و الاكيد لحمايه الدوله و المجتمع من تلك الأوبئة الالكترونية الفتاكه يكمن في المزيد والمزيد من التوعيه المجتمعية بماهيه المخاطر و التهديدات الشخصية و النفسية والعامه من جراء لاستخدام غير المشروع و غير الأمن لهذه المواقع الإليكترونيه اللعينه التي أفسدت الكثير من القيم و الأخلاق و الأداب العامه التي تتميز بها مجتمعاتنا الشرقية و التي تنص عليها الأديان السماوية و القيم و الأعراف المجتمعية.