“إن مع العسر يسراً” .. تلك الآية الكريمة التي تراها معلقة خلف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء نقل أنشطة سيادتة على شاشة التليفزيون ربما تعبر لنا عن الواقع الذي نعيشه في مصر بل وأن السيد الرئيس مقتنع تماماً بما تعنيه هذه الآية القرآنية العظيمة لأن مصر مرت وتمر بالعسر الذي لا يخلوا أبداً من اليسر.
وسيادة الرئيس يؤكد دائماً أثناء حديثة عن اي إنجاز حالي أو مستقبلي أنه “بأمر الله” أو “بإذن الله” أو أي عبارة كريمة أخرى تعني أننا نجتهد وعلى الله التوفيق؛ وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على إيمان عميق بأن مع العسر يسر وإذا استرجعنا ما مر به الوطن الغالي سنجد العسر واليسر يمشيان يداً بيد.
فمثلاً مع محاربة الإرهاب وأرواح الشهداء التي صعدت لبارءها نجد جيشنا في أوج عظمته مسيطراً قوياً ومحافظا على الأرض والعرض والهوية .. ومع إرتفاع الأسعار الذي يتسبب فيه الجشعين من التجار الذين يلعبون بأقوات البشر نجد القوات المسلحة والشرطة المدنية يوفران السلع بأسعار معقولة من خلال منافذ ثابته ومتحركة إلى جانب المزارع السمكية والحيوانية والزراعة المحمية.
وفي الوقت الحالي نري عسراً متمثلاً في إنتشار فيروس كورونا في العالم كله ووصوله إلى مصر “المحروسة” نجد اليسر متمثلاً في تحركات الحكومة المصرية وإدارتها للأزمة التي لمسها وأشاد بها كل من يعيش على تراب هذا الوطن ؛ حتى هؤلاء الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.
بل أن من رحم العسر المتمثل في الإجراءات التي تم إتخاذها لإبقاء المواطنين في منازلهم أكبر وقت ممكن وثقة الحكومة في وعي المواطن في تنفيذ ذلك ربما سيخرج منه اليسر المتمثل في تغيير بعض العادات غير الصحيحة لدى المصريين مثل السهر الزائد على المقاهي وشراء الإحتياجات الحياتية بعد الساعة العاشرة مساءاً والضجيج المستمر حتى الثالثة صباحاً وما بعدها .. وبالتالي الذهاب للعمل بمشقة في صباح اليوم التالي سواء بسبب الطرق المزدحمة لأن الكل يتوجه إلى عمله في وقت واحد أو بسبب الإرهاق من السهر.
فإذا كان رئيسنا يعلق في غرفة إجتماعاته الآية الكريمة “إن مع العسر يسراً” بما يعني إيمانه الشديد بها وأن ما يحدث على أرض واقعنا هو تطبيق لها .. فعلينا نحن أن نحذوا حذو سيادة الرئيس ونؤمن كما يؤمن سيادته أن العسر لا يأتي وحده أبداً وإنما لا بد أن يكون مصحوباً باليسر… تفاءلوا يرحمكم الله.
