آراءشويّة دردشة

كلنا كنا هناك| بقلم عميد د. عمرو ناصف

وسط هذة الفلاة من الأرض، تحت الشمس النابتة من مدى المشرق البعيد، حين تقفُ مسترجعاً كل ما شهدته هذا البقعة من الأهوال عبر السنين، وبين كل ما يترددُ فى مخيلتك من فاجعات تسطرت فى تلك الأودية وعلى رؤس الجبال، وتحت نظرتِكَ الثاقبة للأمام المديد، وسْطَ غبارِ الحاضر العنيد، تحت جُنحِ ظلامِ الماضى البعيد، ساعياً وراء ذلك القبسِ من الضياء، حيث تبحثُ فى شغف عن الغد، وأمامَ فيضٍٍ من أسئلةِ لاعقلية، تستجدى أحداثاً بطولية، وحكايا لامنطقية.

تجدُ نفسكَ تترددُ فى جنباتِ أمتارٍ مربعةٍ لا تعرفُ مداها، وحين لا تقوى قدماكَ على حملك، فتستند إلى صخورها لتستريح، وحين لا يسعفكَ عقلُك على دفعِ ما أحاطكَ من الذكريات فتغمض عينيك وتطلق أذنيك للريح، لتسمع صيحات الرجال تتردد، وزمجرات الحديد والنيران والصفيح، وتجد كل ما فات يصر على البقاء، ويحاول كل ماهو آت الإحتفاظ بالحياة، فينتزعكُ الحاضرُ من بين طياتِ الماضى إنتزاعا، ويقدم ماضيكَ قرباناً لمستقبلكَ، لتشرقَ وتستنير شمسُه، وتتلألأُ مع الغدِ نجومُه، فيتسللُ إليكَ ضوءُ قمر بلادِك اللؤلؤى، ومعه صوتُ ناىِ الرعاة العتيق، عازفآ فى شجنٍ لحنَ اللقاء، تلك المقطوعةِ التى تعرفُها ونعرفُها جميعآ، مؤكِداً على إنتماءك لتلك البقعةِ من الأرض، آخذاً بتلابيبكَ، مسربلاً إياكَ من يديك إلى الجانبِ الآخرِ من التاريخ، مبتسماً لعينيكَ، هامساًُ لأذنيكَ، لتنطلقَ انت مرفرفاً مغردآ فى الأفق باحثاً عن السماح، مطلقُاً عنانَكَ للرياح، صارخآ فى ماضِيكَ المُستباح،.. رايحين _ شايلين فى ايدنا سلاح.

كل سنة وإنتى طيبة يا كل حبة رمل فى سيناء.

كل سنة وانتى طيبة يامصر.

كل سنة وانتو طيبين يامصريين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى