آراءشويّة دردشة

كلمة حق | بقلم محمد ناقد

أوقات كثيرة يكون أستئصال الورم السرطاني من الجسد أفيد كثيرا من معالجته بمسكنات وأدوية مؤقته .. عن برنامج الإصلاح الإقتصادي أتحدث ..

ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يفعله رئيس سابق وربما ولا حتى رئيس قادم لانه غامر بشعبيته وتعاطف الناس وحبهم له باتخاذ خطوات اصلاحية جريئة جدا وطبق نظرية دمر حمامك القديم بالسعي في اعادة تأهيل وصيانه جميع قطاعات الدولة التي تهالكت وشاخت نتيجة عوامل التعرية التي تعرضت لها على مدار السنوات العديدة الماضية ولم يجرأ أي رئيس على التصدي لها برؤية وخطة زمنية واضحة المعالم واستراتيجية واقعية تطابق مع ظروف البلد .

فما تحقق من نتائج حتى الآن وما سيتحقق بمشيئة الله تعالى مستقبلا يجعلني أتسائل كيف تحققت تلك النهضة والتنمية العمرانية في إنشاء المدن الجديدة وتطوير البنية التحتية والقضاء على العشوائيات في أربع سنوات فقط وماذا لو عمل عليها رؤوساء مصر السابقين، فالذي فعلة الرئيس وما ينوي فعله دلاله قاطعة على أننا نستطيع تحقيق ذاتنا وفي أحلج الظروف وأصعبها.

حقيقة لو كنا نملك فانوس علاء الدين السحري لما تحققت تلك المشروعات الكبرى في هذا التوقيت القياسي من حيث الامكانيات المادية لها وكلفتها ولا من حيث القدرة البشرية على التنفيذ والإنتاج في هذا الوقت القياسي.

ولكن كما ان لكل داء دواء فأن عمليه استئصال الورم السرطاني من جسد مصر عمليه أجريت بنجاح وبفريق عمل وطني مخلص لوطنه مؤمن بفكرته وعقيدته، ولكن اتمني ان تمر فترة النقاهة بخير لانها اخطر مرحلة من مراحل العلاج ذاته ويجب الحيطه والحذر حتى لا يموت المريض لا قدر الله او تنتكس حالته الصحية ونعود لنقطة الصفر.

وهنا اقصد بفترة النقاهه هي الفترة التي تأتي عقب أي إجراء عملية جراحية ناجحة يحتاج المريض فيها لإعادة التأهيل البدني والذهني ونموه ولو ببعض الفيتامينات لأن كثرة المضادات الحيوية قد تقضي على المريض وهنا أنوه أنه يجب أن نتوقف عن رفع الأسعار وفرض المزيد من الضرائب ورفع أسعار الخدمات الحكومية قبل العمل على تحسينها مسبقا ولو لبرهه من الزمن نلتقط فيها الأنفاس ونستعيد قوتنا البدنية ولعل قرار الحكومة مؤخرا بصرف علاوة استثنائية للعاملين بالحكومة وأصحاب المعاشات جاء نوعا ما من المقويات والفيتامينات الجيدة للجسد ولكن يتبقى أعضاء في الجسد لم يصل إليها مفعول هذه الفيتامينات وهي العاملين بالقطاع الخاص والذي لم تتحرك رواتبهم نهائيا وهي تمثل اغلبية الطبقة المتوسطة التي تحملت وحدها فاتورة الإصلاح الاقتصادي كاملا اعواما كثيرة وهي أولى بجرعة من تلك الفيتامينات فهي لم تستفاد من تكافل وكرامة ولا دعم المواد التموينية واتمنى من الله ألا تحتاج لهما وأيضا لم تستفاد بتسهيلات القوانين الجاذبة للاستثمار وحماية كبار رجال الأعمال ودعمهم لضخ المزيد من استثماراتهم ولكن تحملوا فاتورة رفع الدعم عن المواد البترولية والكهرباء والمياه والاتصالات والإسكان والمرافق دون تحرك لحمايتهم وحماية دخولهم الثابته والتي لم تتحرك ولم يطولها الدعم والرعاية .

يجب الآن وبشكل سريع البحث عن وسائل أخرى غير فرض المزيد من الضرائب ورفع الاسعار لمعالجة الآثار السلبية الناتجة عن العلاج ولنبحث عن وسائل غير تقليدية وأفكار خارج الصندوق لسد عجز ميزانيتها وتنمية موارد الدولة واختيار إدارات محترفة تجيد إدارة تلك الموارد وتحقيق الأرباح والتخلص من فكر الموظفين والترقي بالدور فلا ينصلح حال مصر وشفاء الجسد إلا بالتكاتف والتحالف والعمل معا على التصدي لأي آثار سلبية تولدت عن فترة العلاج ولنرفع قيمة المصلحة العليا للبلاد فوق كل القيم والاعتبارات.

فقد تتوالى المصائب والمحن على المرء فلا يصحو من مصيبة الا والاخرى متشبثة بها !! وقد لا يرى الفرح والسرور الا نادرا ,,
ولله در الشافعي رحمه الله حين تحدث عن قلة السرور وكثرة الغموم فقال : محن الزمان كثيرةٌ لا تنقضي … وسرورها يأتيك كالأعياد !!

نعم قد تتكالب الظروف الصعبة والغلاء علينا وتتوالى مجتمعة، وربما نفقد معها توازننا بعض الشي ,, ولكن الإنسان المصري الأصيل مهما تكاثرت عليه الشدائد والمحن ,,
نجده واثق برحمة ربه عز وجل متوكل عليه ,, متيقن من إنفراج الشدة وزوالها حتى في أشد الظروف ,,

وقال الشاعر :
ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى — ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها — فرجت وكنت أظنها لا تفرج

والمؤمن لاينسى أن العطاء قد يكون في المنع وأن وراء كل محنة منحة، ونحن نعلم يقينا ان الله سبحانه لم يبتلينا ليعذبنا، بل ليرحمنا، فمهما كان الإبتلاء شديداً فلا بد أن يكون وراءه خيراً كثيراً .. قد تخفى علينا الحكمة منه ولا نعلم بذلك إلا بعد مرور تلك الشدة والإبتلاء حفظ الله مصر وشعبها من البلاء والابتلاء.

تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى