بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الحضور الكرام
السيدات والسادة
اسمحوا لى بداية أن أعرب باسمكم عن إدانتنا الكاملة للأعمال الإرهابية التى ضربت مؤخرًا العديد من دول التجمع كما أعلن عن إدانتنا بأشد العبارات للأعمال الإرهابية الخسيسة التى ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل، وأن أنقل نيابة عن اجتماعنا اليوم رسالة تعزية وتضامن مع أسر الضحايا الأبرياء، وأدعو حضراتكم للوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء الإنسانية جميعًا وأرواح ضحايا الإرهاب الغادر .
أصحاب المعالى
السادة وزراء الدفاع لدول تجمع الساحل والصحراء
السيد إبراهيم سانى أبانى أمين عام تجمع الساحل والصحراء بالإنابة
السادة الضيوف الكرام
السيدات والسادة
أشرف اليوم أن أكون معكم بوطنكم الثانى مصر وعلى اأرض سيناء الحبيبة وفى مدينة شرم الشيخ رمز الأمن والسلام ممثلًا لشعب مصر العظيم وقواته المسلحة الباسلة التى تعتز وتفخر بالانتماء للقارة الإفريقية ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا وإنما هو لروابط الهوية والعلاقات الأزلية وملحمة النضال المشتركة لشعوبنا ووحدة المصير والمستقبل الواحد فى التنمية والأمن، ففى الأمس القريب احتضنت شرم الشيخ مؤتمرًا للتنمية بإفريقيا، واليوم تحتضن اجتماعا لتعزيز الأمن .
السيدات والسادة
بداية نود الإعراب جميعًا عن خالص التقدير لجمهورية تشاد الشقيقة بقيادة فخامة الرئيس إدريس ديبى للجهود التى تبذلها حكومة وشعبًا، من أجل إعادة تفعيل التجمع وتعزيز آلياته، للتعاون فى التنمية ومواجهة التحديات الأمنية فى فضاء التجمع ودوله، بما فى ذلك عقد الاجتماع الاستثنائى لوزراء خارجية دول التجمع على هامش الدورة الثامنة والعشرين للمجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى بأديس أبابا فى يناير 2016
ولا يفوتنا أيضًا أن نعرب عن تقديرنا البالغ للأمانة الفنية لتجمع الساحل والصحراء على التعاون الوثيق فى الإعداد والتحضير لعقد هذا الاجتماع لتحقيق الأهداف المرجوة .
السيدات والسادة
نجتمع اليوم وكلنا أمل فى أن يكون ما نقوم به يمثل نقطة بداية هامة فى تاريخ التكامل والعمل المشترك داخل تجمع الساحل والصحراء .
فهذا الاجتماع يأتى فى لحظة هامة وفارقة بمسيرة التجمع، لحظة تجعل من خيار الشراكة والتعاون الخيار الأجدى أمام شعوبنا وحكوماتنا، لحظة تتطلب التعاون والتنسيق والتكامل والعمل على تطوير آليات العمل المشترك، لتحقيق الأمن والاستقرار، بامتداد فضاء الساحل والصحراء، كضمانة أساسية لإزالة كافة معوقات التنمية المستدامة التى هى الهدف الاستراتيجى الذى نسعى جميعًا للوصول إليه تحقيقًا لرفاهية وازدهار وتقدم شعوبنا ودولنا .
السيدات والسادة
إن ما تشهده القارة الإفريقية ـــ وبصفة خاصة فضاء تجمع الساحل والصحراء ـــ فى السنوات الأخيرة من تطورات باتت تطرح بالعديد من التحديات والتهديدات التى تستهدف أمن أوطاننا وتعرقل خطط التنمية التى نصبو جميعا لتنفيذها .
ولا جدال فى أن الإرهاب والتطرف بات يشكل تهديدًا قويًا، امتد بتداعياته لكافة بقاع العالم واستهدف بعملياته البغيضة المدنيين الأبرياء، دون تفرقة أو استثناء لدولة أو منطقة أو اقليم وهو ما يؤكد على حتمية العمل المشترك ـــ الإقليمى والدولى ـــ لهزيمة هذه التنظيمات الإرهابية التى نستمد أفكارها من منبع واحد .
ففى السنوات الأخيرة، لم يصبح الإرهاب والتطرف ظاهرة دخيلة على القارة الإفريقية، وبصفة خاصة فضاء الساحل والصحراء، بعد أن صارت دول وشعوب المنطقة تعانى من حدة العمليات الإرهابية، وباتت مسرحًا لأنشطة العديد من الجماعات الإرهابية يمتد من شمال وشرق القارة إلى غرب ووسط القارة .
تتزايد تعقيدات هذا التهديد، مع ارتباطه بالصور الأخرى للجريمة المنظمة عابرة الحدود، مثل الاتجار بالمخدرات والأسلحة وتهريب البشر والاختطاف، والتى تشكل فى مجموعها مصادر التمويل والتسليح للجماعات الإرهابية أيضًا، أصبحت العمليات ـــ فى الفضاء الإلكترونى ـــ عنصرًا شديد الخطورة، سواء فى تنفيذ الجريمة المنظمة العابرة للحدود أو فى تصاعد وانتشار الإرهاب والتطرف بالترويج للأفكار المتطرفة والتجنيد والتدريب والتسليح والتغلب على الإجراءات الأمنية لتنفيذ العمليات .
السيدات والسادة
أدانت مصر كافة العمليات الإرهابية، التى استهدفت الدول الشقيقة والصديقة، وأكدت حرصها على التعاون ودعم كافة المبادرات والمشروعات الإقليمية والدولية، التى تسعى لتعزيز الأمن والاستقرار، والقضاء بصفة خاصة على الإرهاب والتطرف .
ذلك من منطلق القناعة المصرية، بضرورة تضافر وتكاتف كافة الجهود الإقليمية والدولية لتصب فى استراتيجية واحدة، تكون قادرة على هزيمة الإرهاب والتطرف والإدراك بأن النجاح فى تحقيق هذا الهدف يتطلب العمل من خلال مقاربة شاملة لا تستثنى أى من التنظيمات، ولا تقتصر على العمليات الأمنية والعسكرية، وإنما تشمل أيضًا نواحى التنمية البشرية والاجتماعية والأبعاد الفكرية والثقافية وتجديد الخطاب الدينى .
السيدات والسادة
إن اجتماعنا اليوم يمثل فرصة تاريخية لاستعراض وتقييم الدراسات والوثائق الخاصة بتطوير العمل، فى الأمانة العامة لتجمع الساحل والصحراء وأجهزته، خاصة المرتبطة بتعزيز الأمن والاستقرار داخل فضاء التجمع، ولاسيما ما يخص الوثيقة الإطارية لاستراتيجية التنمية والأمن، وكذا مقررات القمة الاستثنائية، التى عقدت فى ندجامينا فى فبراير 2013 وفى مقدمتها إنشاء وتفعيل مجلس السلم والأمن وآلية منع وتسوية المنازعات .
وفى هذا الإطار، اسمحوا لى بالإعراب عن استعداد مصر الدائم للتعاون وتقديم ما لديها من خبرات وإمكانيات لدعم مصالح وأهداف شعوبنا ودولنا، فى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، مستندين فى ذلك على الدعم القوى من القيادة السياسية لاستراتيجية الانفتاح على الأشقاء بالقارة الإفريقية، خاصة تجمع الساحل والصحراء الذى يشكل أحد الدوائر الأساسية لأمننا القومى .
ثانيًا : الإيمان بالعلاقة الأساسية والمتبادلة بين تحقيق الأمن والدفع بجهود التنمية .
ثالثًا : رصيد القوات المسلحة المصرية فى الإمكانيات والخبرات والتعاون مع الأشقاء بالدول الإفريقية، سواء بالمجالات الأمنية والعسكرية أو التنمية الاقتصادية عبر جهاز الخدمة الوطنية .
رابعًا : الإمكانيات والخبرات المصرية فى مجال الإعداد والتأهيل والمشاركة بعمليات فض وتسوية المنازعات وحفظ السلام، خاصة مع المشاركة المصرية العملية فى الكثير من العمليات التى تمت ولازالت فى العديد من دول التجمع .
خامسًا : عضوية مصر الحالية فى مجلس السلم والأمن الإفريقى ومجلس الأمن الدولى مع رئاسة اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب، بما يسمح لها أن تكون حلقة الوصل بين المجلسين وتعزيز الجهود الإقليمية والدولية، الساعية لإرساء حالة السلم والأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف بالقارة والتجمع .
فى نفس السياق اعتمدت قمة ندجامينا 2013، المبادرة المصرية لإنشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب ليكون أداة لتبادل المعلومات الاستخبارية، والعمل التشاورى حول المشاغل المشتركة المرتبطة بالتهديدات الإرهابية وعلاقتها بالجريمة المنظمة، وهو ما جرى بحثه فى اجتماع الخبراء على مدار اليومين السابقين، والذى نتطلع لقيام الأمانة العامة بإضافة كافة الافكار والمقترحات المقدمة لتحقيق أهداف التجمع بذات الشأن حتى يتم الانتهاء من إجراءات إنشائه فى القريب العاجل .
السيدات والسادة
فى الختام، أود التأكيد على الالتزام الكامل بكافة قرارات تفعيل تجمع الساحل والصحراء، وتطوير بنيته المؤسسية والتطلع لأن يشكل اجتماع شرم الشيخ نقطة التحول التاريخى، والانطلاق نحو المستقبل بامتلاك أدوات التعامل مع كافة التحديات الأمنية، التى تعرقل السلم والأمن بفضاء التجمع، وتحية لكم جميعًا من الشعب المصرى العظيم وقواته المسلحة التى تعتز وتفتخر بانتمائها وهويتها الإفريقية .
وأتمنى لكم جميعا إقامة سعيدة فى شرم الشيخ، أرض الفيروز، ومدينة السلام، وحلقة الاتصال بالأشقاء والأصدقاء لتحقيق الأمن والرفاهية لشعوبنا، وشعوب العالم أجمع ، واشكركم جميعًا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته