افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرتقاريرعاجل

كشف المستور.. ماذا يريد الرئيس من الإعلام

افتتاحية بروباجندا

طوال السنوات الماضية .. لم ينقطع الحديث عن الإعلام ووسائله ورجاله، وقد تراوحت تلك الأحاديث ما بين الشد والجذب، الإشادة والنقد .. الاعتراف بالأهمية واستحسان التعتيم .

مصر و الرئيس

وبين كل هذا وذاك، كان الرئيس عبدالفتاح السيسي حاضراً وبمنتهى القوة.. وكيف لا يحضر وهو الواعي جيداً لخطورة الدور والرسالة المنوطة بالإعلام وأهميتها في بناء الدولة، أو لا قدر الله هدمها إذا كانت مأجورة أو عميلة، لذا كان السؤال المطروح دائماً في الأروقة والكواليس ما الذي بين الرئيس والإعلام حتى أنه لا يترك فرصة إلا وتحدث عنه وتطرق للمأمول من الإعلاميين .

ولعله من الإنصاف توضيح أمر في غاية الأهمية أنه من الخطأ بمكان شخصنة القضية والتحدث بصيغة “ماذا يريد الرئيس من الإعلام”، فالواقع يؤكد أن الرئيس لا يريد شيئا لنفسه ولا يقبل مجاملة أو نفاق إعلامي رخيص لسبب بسيط أنه يعتمد منهج الصدق والصراحة والمكاشفة مع المصريين.. فهناك جسر موصول دائم بينهما، لذا فإن ما يراه الرئيس في الإعلام إنما يصب في صالح مصرنا الغالية .

لذا قرر موقع “بروباجندا” الاخباري خوض غمار هذا الملف الشائك والبحث عن إجابة على التساؤلات التي يتهامس بها الجميع في الغرف المغلقة: ماذا يريد الرئيس من الإعلام.. وهل هذا اضطهاد أم تقويم.. استهانة بالدور أم تقدير بالغ لأهميته، وهل يبحث الرئيس عن هدف خاص من الإعلام أم أنه من أجل الوطن.. كل هذه وغيرها من المحاور وغيرها نجيب عليها في المحاور والمحطات الآتية:

خط سير الإعلام

** قبل 6 أعوام وتحديداً منذ ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الارهابية والرئيس التابع لجمهورية المرشد، لعب الإعلام دوراً في غاية الأهمية بتوعية المواطنين لخطر اختطاف مصر ومحاولة أخونتها وتحويلها إلى إحدى ولايات “الخلافة”، وبالفعل قامت وسائل الإعلام بدور وطني لا يمكن إغفاله في حشد المواطنين للخروج يوم 3 يوليو لإعلان إسقاط دولة الإخوان وعودة مصر لأبنائها .

** كان من الطبيعي أن لا يستسلم أعداء الوطن للهزيمة الساحقة.. فسعت الجماعة الإرهابية بدعم من الدول الراعية للتطرف للسيطرة على بعض الأبواق الإعلامية المأجورة والمواقع الإخبارية العميلة عبر إغداق الأموال عليها لتنفيذ الأجندات الخاصة التي تكفل زعزعة الاستقرار في مصر ونشر الشائعات والأخبار المغلوطة لإثارة مشاعر المواطنين وإفساد العلاقة بين الدولة والشعب .

** وهنا ظهرت أهمية تفعيل دولة القانون وممارسة السيادة على هذه المواخير الإعلامية التي لا هدف لها إلا إعادة مصر لحرملك الإخوان ومن ورائهم قطر وتركيا.. فتم وضع لوائح تنظيم مهنة الإعلام واشتراط حصول كل وسيلة على ترخيص للقيام بعملها في النور وبمنتهى الحرية بعيداً عن بث الأخبار الكاذبة والتحريض على الفتنة.. فهل هذا من شأنه أن يغضب أحد.. بكل أسف نعم، فقد غضب بعض المغرر بهم والذين يسهل تزييف وعيهم بعبارات مطاطة من بينها حرية الإعلام ورفع القيود.. إلى آخر هذه المصطلحات التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب .

** عندئذ وتحت وطأة محاسبة المنفلتين إعلاميا من أصحاب الفضائيات والمواقع الإليكترونية، قرر المأجورون نقل ساحة حروبهم القذرة إلى منطقة أخرى وهي وسائل التواصل الاجتماعي، فاتخذوا من مواقع “فيس بوك” و”يوتيوب” و”تويتر” منصات هجوم وتضليل ونشر شائعات ضد مصر والتقليل من أي إنجاز يتم تحقيقه على أرض الواقع .

** أكثر من هذا.. استعان هؤلاء المتآمرين على مصر وشعبها وأمنها ببعض الشخصيات أمثال المخرج ال…. والمقاول ال….. والروائي ال….. ، واتخاذهم دمى متحركة لزعزعة ثقة المواطنين في الدولة المصرية والوقيعة بينهم وبين الجيش الوطني الباسل الذي يفدي الشعب بروحه ودمائه ويخوض حرباً ضروساً في سيناء وغيرها للدفاع عن استقلال كل حبة تراب من أرض مصر، وفداءً لكل أبناء هذا البلد الأمين .

** لجأ هؤلاء المأجورين لتحريض الشعب على الخروج في مظاهرات.. إلا أن الإجابة كانت رائعة بصورة تفوق الوصف، وكانت أشبه بمباراة بين الحق والباطل.. حيث لقن الإعلام الوطني المحترم، وسائل الإعلام الخائنة درساً لن تنساه طول حياتها القصيرة وأجبرها على الاعتراف بكذبها وتدليسها ونشر فيديوهات كاذبة وصوراً ليست من مصر .

** تولت المليشيات الإليكترونية عمل حسابات وهمية للسيطرة على توجيه مواقع التواصل الاجتماعي صوب الدولة المصرية، وانتهجت هذه الدوائر المتآمرة استئجار بعض الأبواق المأجورة لتقديم صور مغلوطة وغير واقعية لحقيقة ما يجري في مصر ،

رسالة الإعلام

يخطئ تماماً من يتصور أن طبيعة العلاقة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وملف الإعلام مضطربة أو غير مستقرة أو متأرجحة، ربما على العكس تماماً.. فمنذ تولى السيسي مسئولية وأمانة حكم مصر وهو ثابت على وجهة نظره حيال الإعلام والتي تتلخص في أنه قيمة عظيمة لو أحسنا تنظيمها من الفوضى والارتجال وأحسنا الاستفادة منه كعامل مساعد رئيسي في تحقيق خطط التنمية المستدامة والشاملة والنهضة المأمولة .

لذا يركز الرئيس السيسي حديثه دائما على ضرورة أن يكون المتصدر للمشهد الإعلامي على وعي بقضايا الوطن وأهدافه السامية، كما أنه من الضرورة بمكان امتلاك الأدوات المهنية للعمل بهذا الميدان المؤثر في ملايين البشر .

ويريد الرئيس إعلاماً على قدر المسئوليات العظيمة التي يتم الاضطلاع بها على أرض الواقع ليكون معيناً للجماهير وحاشداً للهمم والطاقات لتنفيذ خطط التطوير والارتقاء التي تتم على أرض الواقع .

وتريد مصر، ممثلة في الرئيس، إعلاماً موضوعياً بدون تهويل أو تهوين وبدون لغة مسفة أو تراشق بالألفاظ وقلب الكراسي واشتباكات بالأيدي والأرجل تنتهي في ساحات أقسام البوليس والمحاكم .

يحتاج الوطن إعلاماً يرتقي بسلوك وأولويات المشاهدين، يعودهم على ما ينفعهم ولا يعتمد على المثيرات المذمومة أو جلسات النميمة لفتح شهية المعلنين وتسجيل مشاهدات زائفة .

لذا يتحدث الرئيس دائماً عن حظ رؤساء سابقين في مقدمتهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي كان على أيامه هناك دور محدد للاعلام يتماشى تماماً مع معطيات واحتياجات العصر من جهة وطبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد من جهة أخرى .

لذا فإنه من العبث بمكان الخلط بين حرية الإعلام، التي لا ينكرها أو يرفضها أحد، وبين الفوضى الإعلامية التي كانت إحدى سمات الابتذال في وقت ما.. وهو ما سعت إليه أغلب وسائل الإغلام في محاولة لضبط أداء الإيقاع الإعلامي للوصول إلى إعلام تنموي يساير روح النهضة الشاملة والتنمية المستدامة التي تنتهجها جميع أجهزة الدولة .

ميثاق شرف وطني

وهنا لا يجب إغفال دور خبراء الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ومسئولي المواقع الإليكترونية الملتزمة في صياغة ميثاق شرف إعلامي يحدد الأهداف المنوطة بالإعلام وضرورة السيطرة على جميع نوافذ الإعلام المضلل القائم على بث الشائعات وفتح المجال على مصراعيه أمام الإعلام التنموي الهادف الذي يخدم خطط البناء والتقدم .

كما أنه من المأمول خلال الأيام القادمة إيجاد آليات محاسبة دقيقة وحازمة لوسائل التواصل الاجتماعي التي باتت عبأ لا يحتمل على الإعلام لما لها من وسائل انتشار كبرى وقدرة على اختراق العقول والجدران، والتي طالما حذر منها الرئيس عبد الفتاح السيسي باعتبارها وسائل تخضع لأجهزة مخابرات تسعى لتدمير المجتمعات.. فلا يجوز أن نتركها تضلل عقول وتزيف وعي أبنائنا على هذا النحو الخطير .

كلمة أخيرة

أعطني إعلاماً صالحاً .. أعطيك مجتمعاً مزدهراً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى