أكد الكاتب الصحفي الفرنسي الشهير روبير سوليه أن مصر الدولة المركزية الكبرى بالعالم العربي تربطها علاقات جيوستراتيجية مع فرنسا.
ووصف روبير سوليه- في مقابلة مع إذاعة “أوروبا 1” للحديث عن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون لمصر، حيث كان ضمن الوفد الرسمي المرافق له – مصر بالشريكٌ الاساسي لفرنسا منذ عقود على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي، وبحائط الصد ضد الإرهاب والتطرف.
وأشار الى التقارب بين البلدين والتحديات التي تواجهها مصر من محاربة الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة مع جارتها ليبيا- الممتدة لمسافة نحو 1200 كيلو متر- وإلى الأهمية الكبرى التي توليها باريس للملف الليبي.
وتحدث الكاتب الفرنسي -ذو الأصول المصرية- عن الزيارات المتبادلة على مستوى القادة منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم بغية تدعيم الشراكة بين البلدين، وكذلك عن الحضور الفرنسي القوي على الصعيد الاقتصادي والتجاري في السوق المصري، في ظل 160 شركة فرنسية عاملة في مصر توظف نحو 30 ألف وذلك بالاضافة الى التعاون العسكري بين البلدين وما يشمله من صفقات العسكرية لا سيما الخاصة بتزويد مصر بمقاتلات الرافال.
وعلى المستوى الثقافي، أبرز الكاتب الفرنسي حالة الانبهار والشغف المستمرة بالحضارة الفرعونية من جانب فرنسا، وما تخللته الحملة الفرنسية من اكتشاف لحجر رشيد وفك رموز اللغة المصرية القديمة من قبل العالم الفرنسي جون ﻓرانسوا شامبليون.
وأشار روبير سوليه إلى الإقبال الجماهيري الكبير الذي يشهده دائما الجناح المصري بمتحف اللوفر الفرنسي، أكبر المتاحف حول العالم، واستعداد العاصمة الفرنسية “باريس” لاستقبال معرض آثار الملك “توت عنخ أمون” في 23 مارس المقبل بعنوان “كنوز الفرعون” والذي يعد واحدا من أكثر الأحداث المرتقبة في العام الثقافي المصري الفرنسي 2019.
والكاتب روبير سوليه هو روائي وصحفي فرنسي ولد في مصر عام 1946، وكرَّس جزءًا كبيرًا من كتاباته ورواياته الصادرة جميعها بالفرنسيّة لبلده الأمّ مصر التي تركها في ستينيات القرن الماضي ، بعد ان أنهى الثانوية في مدرسة الجيزويت بالقاهرة، ليستكمل دراسـته بفرنسا في المدرسة العليا للصحافة ثم عمل في جريدة «لوموند» حتى ترأس ملحقها الأدبي. ومن أعماله الإبداعية «الطربوش» و«المملوكة» و«فنارات الإسكندرية» التي تعد ثلاثية تحكي عن المجتمع المصري، إضافة إلى «ولع فرنسي» و«علماء بونابرت في مصر» و«الحجرة الوردية» و«رحلة المسلة المصرية إلى باريس» و«سفر إلى مصر» و«السادات»، و«قاموس عاشق لمصر» و«مــزاج»، و«فــندق مهرجان» و«سقوط الفرعون» عن ثورة يناير 2011.
وفي كتابه الأخير «هؤلاء صنعوا مصر الحديثة»، يتحدث سوليه عن أبرز الشخصيات، التى ساهمت فى نهضة مصر الحديثة بداية من محمد على وحتى الرئيس عبد الفتاح السيسى، والذي يرى الكاتب الفرنسي أنه تولى وزارة الدفاع في فترة حرجة من تاريخ مصر، إلا أنه استطاع أن ينقذ مصر من خطر الاحتقان الذي طال الكثير من الدول العربية.