كاتب بريطاني : هزيمة «داعش» لازمة للحفاظ على باريس

أ ش أ
وأضاف – في مقال نشرته (الـنيويورك تايمز) – أن قادة الناتو هم بالفعل يبحثون ماهية مثل هذا الرد؟ ، وقد تحدث أولاند إلى الرئيس الأمريكي أوباما ، فيما أعربت دول أخرى أعضاء بالحلف ، من بينها ألمانيا وكندا ، عن تضامنها .. ولكن المشاعر كالإنكار والاستياء هي وإن كانت مبررة إلا أنها غير كافية.
وتابع كوهين أن الرد المكافئ الوحيد ، بعد قتل نحو 129 شخصا على الأقل في باريس ، هو الردّ العسكري ، كما أن التعاطي الموضوعي الوحيد المناسب لمثل هذا التهديد المستمر إنما هو سحْق تنظيم داعش ودكّ حصونه في سوريا والعراق .. وإن الإرهابيين البرابرة المنتشرين على وسائل التواصل الاجتماعي بما يريقونه من دماء ، لا يمكن تركهم وشأنهم أكثر من ذلك للسيطرة على إقليم يستطيعون على أرضه التنظيم والتمويل والتوجيه والتخطيط لأعمالهم الوحشية.
ومضى الكاتب قائلا إنه كان من الخطأ إهمال داعش باعتباره تهديدا إقليميا ؛ فتهديده عالمي .. هذا يكفي ، ثمة نوع من الشر لا يمكن منحه مساحة ليتكاثر .. مشيرا الى أن البابا فرانسيس صرح بأن هجمات باريس “ليست إنسانية” ، وهو محق بمعنى من المعاني ، لكن التاريخ يعلمنا أن البشر قادرون على ارتكاب شرور لا قرار لأغوارها ، هذه الشرور إذا لم تُعالج فإنها تتكاثر.
وأوضح أنه لإنزال الهزيمة بداعش في سوريا والعراق ، فإن الأمر يتطلب تدخُّل قوات برية من حلف الناتو ، وبعد تدخلات غربية مطولة وغير حاسمة في العراق وأفغانستان ، فإن ثمة مبرر للتساؤل عما إذا كان تدخلا جديدا سيعتبر ضربا من الحماقة ، أم لا ، وعما إذا كان العمل العسكري لن يُسفر إلا عن انضمام المزيد من العناصر لصفوف داعش وبالتالي المزيد من الضحايا وعمليات النهب والسلب؟ .
أمثال تلك التساؤلات المبرَرة قد تكون مغرية ولكن يجب مقاومتها ، كما أن حربا جوية ضد داعش لن تنجز المهمة المطلوبة؛ الهجمات على باريس أُنجزت في ظل حملة قصْفٍ غير مقنعة .. إن قوى كبرى ، من بينها روسيا والصين ، أدانت بقوة الهجمات التي استهدفت باريس ، أمثال تلك القوى لا يجب أن تعترض طريق قرار تصدره الأمم المتحدة يرخص عملا عسكريا لإنزال الهزيمة بداعش والقضاء عليه في سوريا والعراق.
وأكد كوهين أن تنظيم داعش يدير بكفاءة عالية ماكينةً دعائية ، ويوظف بفعالية أيديولوجيةً مقنعة للشباب المسلم المحبَط المُحرَض ضد الغرب .. لقد أثمر التزاوج بين حَرْفية فهْم النصوص الدينية والمهارة في استخدام التكنولوجيا عن جيش متعصب لا حدود لجاذبيته .. غير أن تنظيم داعش بعيدٌ عن كونه لا يقهر من الناحية العسكرية .. الاستخبارات الغربية الآن دقيقة للغاية وليس أدلّ على ذلك من نجاحها في قتل الجهادي جون في غارة جوية الخميس الماضي.
ورأى الكاتب أنه لا يكفي القول – على غرار ما تفعل إدارة أوباما – أن تنظيم داعش ستلحقه الهزيمة .. هذه الكلمات تفتقر إلى المعنى في غياب خطة مناسبة .. الوقت عاملٌ ضاغطٌ ، لأنه يُستخدم بدقة للتخطيط لتنفيذ المزيد من العمليات الوحشية التي تزداد معها إمكانية انتشار العنف على أساس ديني ومذهبي في المجتمعات الأوروبية المتوترة .
وأشار كوهين إلى أن عمليات القتل هذه تجري بينما يتدفق مئات الألوف من اللاجئين اليائسين القادمين من سوريا إلى أوروبا .. هؤلاء أيضا أتوا فارّين من وحشية داعش وعنْف الرئيس بشار الأسد الذي لا يميز .. إن سياسة عدم التدخل في سوريا خلفت سيّلا من الدماء والخطر هو الآن ينساب إلى أوروبا.
واختتم كوهين قائلا “إن التجاهل هو وصْفة أكيدة للفشل.. لقد حان الوقت، باسم الإنسانية ، للعمل بإيمان وعزم ضد وباء داعش .. لقد قوّض التشرذم الجهود العسكرية السابقة لإنزال الهزيمة بالجهاديين ، الاتحاد الآن بات ممكنا وهو السبيل إلى النصر.”