كاتب أمريكي : استراتيجية ترامب في أفغانستان ليست للنصر وإنما لتجنب الخسارة
رأى الكاتب الأمريكي ديفيد إيجناتيوس أن استراتيجية أفغانستان الجديدة التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب أمس الأول الاثنين والتي تقضي ببقاء القوات الأمريكية هناك مع احتمالية نشر المزيد من القوات والمعدات ، ليست دلالة على قرب انتصار الولايات المتحدة في حربها بأفغانستان وإنما ربما صِيغت لتجنب الخسارة.
وتساءل إيجناتيوس – في مقال له نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية على موقعها الالكتروني اليوم الأربعاء – عما إذا كانت هذه الاستراتيجية الجديدة ستغير ديناميكيات أطول الحروب الأمريكية وأكثرها إحباطا على الإطلاق ؟! .. وهل يمتلك القادة العسكريون الآن أية فرصة أفضل تضمن النجاح أكثر من الوقت الذي بدأ فيه هذا الصراع قبل 16 عاما؟!.
وأوضح إيجناتيوس أنه تحدث عبر الهاتف مع الجنرال جون ميك نيكلسون الإبن الذي تولى قيادة القوات الأمريكية في كابول لأكثر من 18 شهرا وعاد مجددا ليشغل منصبه للسنة السادسة هناك ، حيث أشار إلى بعض الأسباب التي أدت إلى تقويض جهود الحرب في أفغانستان وأولها تمثل في حقيقة أن القادة الأمريكيين لم يدركوا مدى أهمية الدعم الخارجي الذي وفرته باكستان من أجل السماح لحركة طالبان المسلحة – التي لا تحظى بشعبية – للبقاء على قيد الحياة ، وثانيها عدم إدراك القادة حقيقة وقوف الفساد وراء إضعاف الهيكل الأمني الأفغاني الذي حاولت الولايات المتحدة بناءه.
وقال إيجناتيوس : “إن ترامب تطرق إلى كلا السببين بشكل متواضع في خطابه الأخير ، فأولا حذر من أن الولايات المتحدة لم تعد تستطع السكوت عن الملاذات الآمنة التي توفرها باكستان للمنظمات الارهابية ، وهذا من المرجح أن يعني المزيد من العصي والقليل من الجزر لإسلام أباد بما يُمكن أن يشمل فرض عقوبات جديدة ضد باكستان لتقديمها يد المساعدة للجماعات الارهابية مثل شبكة حقاني الإرهابية التي تقتل الأمريكيين وحلفاءهم”.
وأشار إلى أن ترامب تعهد بتقديم الدعم لحكومة الرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني التي تسعى لمكافحة الإرهاب وخوض الانتخابات المحلية في الصيف القادم..وقال “إن وجود قيادة قوية ومستقلة سوف تعزز نظريا الحملة ضد المتمردين حيث صرح ترامب بأن الشعب الأمريكي يتوقع أن يرى إصلاحات حقيقية وتقدما حقيقيا ونتائج حقيقية”.
ومن جهتهم..أعرب العديد من المحللين عن تشككاتهم في أن استراتيجية ترامب سوف (تدفع إلى الأمام نحو النصر) مثلما قال الرئيس الأمريكي ولكنهم توقعوا أنها قد تُجنب تكبد خسارة فادحة.
وأبرز الكاتب الأمريكي أن ثمة إجماعا بين هؤلاء المحللين يتمحور حول أنه بمجرد نشر المزيد من القوات الأمريكية واتباع إجراءات أخرى فإن الولايات المتحدة قد لا تنجح في تغيير حالة الجمود الراهن ، وفيها تسيطر حركة طالبان على نصف مساحة الريف الأفغاني فيما تسيطر الحكومة المركزية على كابول ومدن كبرى أخرى.
وقال إيجناتيوس : إن استراتيجية ترامب تقلل إمكانية سقوط حكومة كابول خلال العامين أو الثلاثة أعوام القادمة لذا يمكن اعتبار أن أفضل تفسير لسياسة ترامب يتمحور حول أنها تُجنب الخسارة، وتوقفها عند تكلفة منخفضة نسبيا، وتحتفظ بمنصة يمكن أن تعمل ضد ما قاله ترامب بأن هناك 20 جماعة إرهابية في المنطقة كما تحفظ قاعدة يمكن أن تسمح للولايات المتحدة بمراقبة نشاط الأسلحة النووية الباكستانية عن قرب هذا علاوة على تجنب فوز طالبان بسرعة والسماح بالمصالحة في نهاية المطاف لذا فإن جميع هذه الأهداف جديرة بالاهتمام.