أخبار مصرعاجل

قمة «الطيب و فرنسيس» تأكد أن جميع البشر أبناء حضارة إنسانية واحدة

 

القمة التاريخية المرتقبة التى ستجمع فى وقت لاحق اليوم ( الاثنين )، بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، ورأس الكنيسة الكاثوليكية فى رحاب دولة الإمارات العربية المتحدة ، تعكس حرص أرفع رمزين للدين الإسلامى والدين المسيحى على التأكيد أن جميع البشر أبناء حضارة إنسانية واحدة.

وتؤكد أن الأخوة الإنسانية تبنى على أساس السلام والمحبة والمودة والتعاون والمسئولية بعيدا عن المسجد والكنيسة بما يحقق المساواة بين المسلم والمسيحى دون تمييز عندما تكون المساواة فى الحقوق والواجبات ثقافة حياة وسكوك يومى ، وأن التعددية الفكرية تثرى حياة البشر لا تتصادم معها ، ويعكس كذلك اعترافهما بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والإنسجام والتعاون بين شعوب العالم .

واللقاء يأتي إطار عدة فعاليات تشملها الزيارة الحالي المشتركة لكل من شيخ الأزهر والكرسى البابوى للإمارات، التى أعلنت “عام 2019 عاما للتسامح ” ، سيسهم بلاشك فى دعم الجهود المشتركة بين أكبر مرجعتين دينيتين فى العالم ( الازهر والفاتيكان) لنشر قيم السلام العالمى والأخوة الإنسانية بين البشرية جمعاء، بما يضمن حياة أكثر أمنا واستقرارا ، ويسلحهم بآداب الحوار، ويربى أبناءهم على شرعية الاختلاف، ويغرس فى نفوسهم فقه المواطنة ، والعيش المشترك.

ويتعاظم أثر هذا اللقاء فى نفوس الجميع لتوقيته الذى جاء متزامنا مع إحياء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ” اليونسكو” لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان هو حدث سنوي تحتفل به على مدى الأسبوع الأول من شهر فبراير ،منذ عام 2011 ، حينما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في قرارها رقم 5/65 والذي اتخذ في أكتوبر 2010 ، مشددة على أهمية التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان باعتبارهما يشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم.

ويطلق مفهوم حوار الأديان على المنتديات والاجتماعات التي تكون بين أتباع الديانات السماوية المختلفة بهدف تحقيق غايات معينة منها نبذ العنف والتمييز العرقي والطائفي، ومكافحة الإرهاب، والوصول إلى نقطة تلاقي، وقاسم مشترك بين جميع أتباع الديانات السماوية بهدف التعاون من أجل مصلحة البشرية وبما يعود بالنفع عليها في جميع المجالات، وبما يجنبها مخاطر الخلاف والتناحر.

وموقف الإسلام من حوار الأديان ، موقف إيجابي يشجع على تعزيزه، فعلى الرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد بين في كتابه العزيز أن الدين المتقبل عنده هو الإسلام فقط، وأن الله لن يقبل من الناس غيره ، إلا أن تلك الحقيقة لم تمنع المسلمين من السعي لبناء قواسم مشتركة بينهم وبين غيرهم من الديانات السماوية، مبنية على الحوار، وتبادل الأفكار.

وأهم ما يرتكز عليه مفهوم حوار الأديان في الإسلام يأتى من الإيمان بضرورة استمرار دعوة أتباع الديانات السماوية للجلوس على طاولة الحوار من أجل التوصل إلى نقاط مشتركة بين المسلمين وغيرهم على قاعدة بيان الصواب والخطأ، والحق والباطل ، والتأكيد على حسن الأساليب المستخدمة في الحوار، فالحوار ليس هدفاً في حد ذاته، وإنما هو وسيلة للوصول إلى الاتفاق ، ومن بين الأساليب التي حث عليها الإسلام في الدعوة والحوار عموماً أسلوب الموعظة الحسنة ، والتذكير الطيب، والمجادلة الرفيقة التي لا يكون فيها غلظة أو شدة ، و التأكيد على معاني التعارف والتعاون الإنساني الذي لا تشترط له وحدة العقائد والأديان، وقد ضرب النبي صلي الله عليه وسلم المثال والنموذج في ذلك حينما كان يتعامل مع أهل الكتاب، فالناس جميعاً قادرون على أن يتعاونوا فيما بينهم وإن اختلفت أديانهم من أجل مصلحة البشرية عموماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى