أخبار عالميةعاجل

قلق في أفغانستان وباكستان عقب أنباء سحب القوات الأمريكية

 

ألقت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء على تباين ردود الأفعال بين الحكومة الأفغانية والخبراء والمراقبين في أفغانستان وجارتها باكستان ؛ بشأن التقارير التي تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس سحب نصف قواته المتمركزة في أفغانستان والبالغ قوامها 14 ألف فرد.

وقالت الصحيفة -في تقرير لها اليوم- “إنه قبل يوم واحد فقط من تلك التقارير كان المسؤولون الأفغان قلقين بشأن إمكانية أن تتسرع الولايات المتحدة في إبرام اتفاق مع متمردي حركة طالبان قد ينجم عنه زعزعة أمن البلاد ومكاسبها الديمقراطية التي جنتها بعد 17 عاما من الحكم المدني إلا أن حكومة الرئيس الأفغاني محمد أشرف عبد الغني تخبطت من نبأ انسحاب القوات الأمريكية، وحرصا على حفظ ماء الوجه، سعى مساعدو الرئيس الأفغاني إلى تصوير هذا التحول الكبير المحتمل في السياسة العسكرية الأمريكية على أنه ليس بالأمر الخطير بالرغم من

أن الكثير من المراقبين في أفغانستان وأنحاء أخرى أعربوا عن قلقهم المتزايد”.

ونقلت “واشنطن بوست” عن المتحدث باسم الرئيس الأفغاني هارون شاخانسوري قوله : إن خفض أعداد القوات الأمريكية لن يكون له أثر كبير على قدرة أفغانستان على الدفاع عن نفسها وأن أغلب القوات الأمريكية التي من المرجح سحبها تعمل ضمن بعثة التدريب وتقديم الاستشارة للقوات الأفغانية، كما كرر مساعد آخر لعبدالغني التقديرات نفسها معتبرا في تغريدة على تويتر أن انسحاب عدة آلاف من المستشارين العسكريين الغربيين لن يؤثر على الأمن الأفغاني.

ورأت الصحيفة أن تلك التصريحات ذات النبرة التفاؤلية تتباين تباينا حادا مع ردود الأفعال القلقة والتنبؤات المتشائمة الصادرة في اليوم نفسه عن محللين ومسؤولين سابقين وشخصيات سياسية في أفغانستان وجارتها باكستان.

ففي كلا البلدين عبر مختلف المراقبين عن خشيتهم من أن أي تراجع مفاجئ أحادي الجانب للقوات الأمريكية قد يؤدي إلى فترة من الاضطراب السياسي، ويعطي متمردو طالبان مزيدا من القوة على طاولة المفاوضات أو يؤدي إلى إفساد محادثات السلام بالكامل، ويترك أفغانستان أكثر عرضة للعنف والهجمات الإرهابية.

وفسر العديد من المراقبين تلك الخطوة بإهمال الولايات المتحدة للشأن الأفغاني عقب انتهاء الاحتلال السوفييتي لها في عام 1989، والذي أدى إلى الانهيار الحكومي في كابول ونشوب حرب أهلية مدمرة بين الميليشيات العرقية ونزوح كبير للاجئين.

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الأفغانية مازالت تكابد العديد من المشكلات ومنها الفساد وانخفاض معدلات إعادة التجنيد بالرغم من المساعدة الإضافية التي حصلت عليها من جانب المستشارين الأمريكيين الذين أرسلوا العام الماضي، كما تكبدت قوات الجيش والشرطة الأفغانية خسائر بشرية ارتفعت إلى مستوى قياسى خلال العام الجاري مع هجوم طالبان العنيف على العديد من مناطق البلاد.

وفي باكستان.. طرح مسئول كبير في وزارة الخارجية – طلب عدم الكشف عن هويته – رؤية تكاد تكون مطابقة للرؤى القلقة في أفغانستان بشأن احتمالية حدوث اضطراب سياسي وحرب أهلية..معتبرا أن باكستان قد تواجه عبئا إضافيا في حال أثار ذلك الاضطراب السياسي موجة جديدة من الأفغان الفارين عبر الحدود مثلما حدث عندما أعرضت الولايات المتحدة عن أفغانستان عام 1989.

وصرح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الباكستاني مشاهد حسين، بأن انسحاب القوات الأمريكية سيزيد من اعتماد واشنطن على باكستان كقوة لتحقيق السلام في أفغانستان، وقد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات الأفغانية لتمهيد الطريق لحكومة وحدة وطنية واسعة تتضمن طالبان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى