قلق بالغ للصليب الأحمر على مصير العالقين في الرقة بسوريا والموصل بالعراق
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على لسان روبير ماردينى مديرها الإقليمي للشرق الأدنى والأوسط – في بيان صدر في جنيف – عن قلقها البالغ على مصير الألاف من المدنيين السوريين والعراقيين العالقين في مدينة الرقة بسوريا والموصل بالعراق، وذلك مع احتدام القتال في المدينتين.
وقال ماردينى إن العالقين الذين يشعرون بالصدمة ويعيشون في خوف دائم من الموت بطريقة عنيفة محرومين من فرص الحصول على أبسط ضرورات البقاء على قيد الحياة .. ففي كل من الرقة والموصل يجد المدنيون أنفسهم بين المطرقة والسندان وبلا أمل في البقاء على قيد الحياة تحت وطأة الضربات الجوية ونيران القناصة والقصف والقنابل وليس لهم مكان أمن يلجأون إليه.
وأضاف أن التقارير الواردة من الرقة مرعبة حيث تفيد بوقوع ضحايا مدنيين واستهداف منازل ومستشفيات ومدارس وكذلك عن عن أناس يعانون من الجوع بينما يظل المرضى والجرحى بلا رعاية .. أما في الموصل بالعراق، لفت ماردينى إلى أن الأطباء التابعين للجنة الدولية والعاملين في مستشفى الموصل العام بالقرب من خط المواجهة يقومون بتقديم العلاج لمئات المدنيين المصابين بجروح مفزعة ومن بينهم أطفال صغار في الوقت الذي يلقى العديد منهم مصرعهم عند وصولهم.
وناشد ماردينى جميع الأطراف أن توفر الحماية للمدنيين وأن تحترم قواعد الحرب .. مؤكدا ضرورة عدم استهداف المدنيين الذين لا يزالون في الرقة والموصل وتوفير حرية المرور لهم إذا ما أرادوا المغادرة، كما أكد كذلك ضرورة أن يحصل الفارون على كل ما يحتاجون إليه من مساعدات وأن تتم معاملتهم معاملة كريمة.
وقال إن لهذا أهمية حيوية على المدى القريب من أجل إنقاذ الأرواح والحد من المعاناة إضافة الى أنه سيساعد على المدى البعيد على إرساء القواعد لمستقبل أفضل خاصة وأن إعادة البناء والمصالحة والتعمير تكون أسهل كثيرا إذا ما أبقيت الحرب نفسها في نطاق حدود معينة تحترم فيها الاعتبارات الإنسانية .. وحذر مسؤول الصليب الأحمر من أن تجاهل ذلك سيؤدي إلى أن جيلا جديدا سينشأ في حاضنة النزاع وستظل حلقة العنف المفرغة مستمرة.