قصور الثقافة تواكب مئوية ثورة 1919 بإعادة طبع «مستقبل الثقافة في مصر»
في إطار الاحتفالات بمئوية ثورة 1919 وآثارها على الوعي المصري سياسيا وثقافيا واجتماعيا، أعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة إصدار كتاب “مستقبل الثقافة في مصر” لعميد الأدب العربي طه حسين، الذي كان أحد المنتجات الفكرية البارزة لجيل ثورة 1919، ضمن العدد 206 من سلسلة ذاكرة الكتابة.
و”مستقبل الثقافة في مصر ” كتاب لعميد الأدب العربي طه حسين نشر في القاهرة سنة 1938، وبرغم من أنه يعتبر من أصغر كتبه لكن في نفس الوقت يعتبر من أهم الكتب لدرجة أنه لا زال يناقش وتقام ندوات عنه حتى الآن.
وكتب طه حسين الكتاب بعد معاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا، وكتب فيه أفكاره بخصوص ما يجب أن يحدث للعقل المصري بعدما نالت مصر الاستقلال الجزئي من الإنجليز بتوقيع المعاهدة.
ومن أبرز قضايا الكتاب التي أثارها في ذلك الوقت قضية هل الحضارة المصرية شرقية أم غربية، إذ رجح طه حسين رأيه بأن الثقافة المصرية غربية العقل ما ألهب عليه أقلام المفكرين من الجانب الآخر المؤمنين بشرقية مصر.
ومن القضايا الجدلية التي أطلقها طه حسين في الكتاب حديثه عن العامية واعتبارها لغة وهو ما أثير في تلك الحقبة، إذ يقول “إني من أشد الناس إزورارا عن الذين يفكرون “في اللغة العامية على أنها تصلح أداة للفهم والتفاهم، ووسيلة إلى تحقيق الأغراض المختلفة لحياتنا العقلية. قاومت ذلك منذ الصبا ما وسعتني المقاومة، ولعلي أن أكون قد وفقت في هذه المقاومة إلى حد بعيد، وسأقاوم ذلك فيما بقي لي من الحياة ما وسعتني المقاومة، لأني لا أستطيع أن أتصور التفريط-ولو كان يسيرا- في هذا التراث العظيم الذي حفظته لنا اللغة العربية الفصحى”.
وأكد أن سبب ذلك “لأني لم أومن قط ولن أستطيع أن أومن بأن للغة العامية من الخصائص والمميزات ما يجعلها خليقة بأن تسمى لغة، وإنما رأيتها وسأراها دائما لهجة من اللهجات قد أدركها الفساد في كثير من أوضاعها وأشكالها، وهي خليقة أن تفنى في اللغة العربية إذا نحن منحناها ما يجب لها من العناية فارتفعنا بالشعب من طريق التعليم والتثقيف، وهبطنا بها هي من طريق التيسير والإصلاح الي حيث يلتقيان من غير مشقة ولا جهد ولا فساد”.