أكد الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوي .. أو « القوة الرابعة » كأحد الأفرع الرئيسية لقواتنا المسلحة .. أننا نملك واحدة من أكفأ منظومات حماية السماوات فى العالم، وأن قدراتنا تستطيع مجابهة وصد العدائيات الحالية والمنتظرة وتحمى الأهداف الحيوية بالدولة ومسرح عمليات قواتنا المسلحة، وأن السر فى كفاءة القوات لا يكمن فقط فى تحديث السلاح .. بل فى تطوير استخداماته ..
كما أوضح أننا حققنا أرقاما قياسية فى مسابقات المباريات الحربية بالصين بفضل التدريب الجيد والمستمر .. ومن هذا المنطلق يتم الاهتمام بطالب كلية الدفاع الجوى وبالفرد المقاتل .. وأن تأهيلهم يتم وفق أعلى مستويات العلم العسكرى .. جاء ذلك خلال لقاء عقده بمناسبة الاحتفال بالعيد التاسع والأربعين لـ قوات الدفاع الجوى، فكان هذا الحوار:
* توصف قوات الدفاع الجوى دائماً بأنها درع السماء القادر على صد أى عدوان جوى مهما علا شأنه أو تنوعت طائراته.. فماذا عن قوات دفاعنا الجوى من حيث القدرة والكفاءة ؟
– إن قوات الدفاع الجوى تمتلك قدرات وإمكانات قتالية تمكنها من مجابهة العدائيات الجوية الحالية والمنتظرة وتأمين الأهداف الحيوية بالدولة ومسرح العمليات للقوات المسلحة على كل الاتجاهات الإستراتيجية.. وأن رجال قوات الدفاع الجوى المرابطين فى مواقعهم بجميع أنحاء الجمهورية يواصلون العمل ليلا ونهارا سِلماً وحرباً لحماية قدسية سماء مصر الغالية ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها.. لتظل رايات الدفاع الجوى عالية خفاقة تحت قيادة الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى وفى ظل الزعامة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة.
* لماذا تعتبر منظومة الدفاع الجوى المصرى.. واحدة من أكفأ منظومات الدفاع الجوى فى العالم ؟
– لأنها نظام متكامل للقيادة والسيطرة فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال هدفه فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة .. بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة والذى يشتمل على نوعين من التكامل.. أولهما أفقى يشترط توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة، والثانى رأسى يتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة.
وتتكون منظومة الدفاع الجوى من عدة عناصر.. منها: الاستطلاع والإنذار وعناصر إيجابية ومراكز قيادة وسيطرة تمكن القادة على كل المستويات من اتخاذ الإجراءات التى تهدف لحرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره.. ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشتمل على أجهزة الرادار تقوم بأعمال الكشف والانذار بالاضافة الى عناصر المراقبة الجوية وعناصر ايجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية المضادة للطائرات والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية .
التدريب المستمر
* تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى الذى يعتبر أحد الركائز المهمة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية … كيف يتم ذلك؟
– تحرص قوات الدفاع الجوى على امتلاك القدرات والإمكانات القتالية التى تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علمية يتم اتباعها فى القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الشقيقة والصديقة بمجالاته المختلفة والتعاون بمجال التدريبات المشتركة ومنها: التدريب المصرى ــ الأمريكى المشترك (النجم الساطع)، التدريب اليونانى المشترك ( ميدوزا – 8 )، التدريب البحرى المصرى / الفرنسى المشترك ( كليوباترا -2019)، التدريب المصرى ــ الأردنى المشترك ( العقبة -5) لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول .. ونظرا للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى تسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون فى كل المجالات ( التدريب، التطوير، التحديث).
* أدى التطور الهائل فى الحصول على المعلومات وتعدد مصادر ذلك لعدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى معظم دول العالم فكيف يتم الحفاظ على سرية التسليح بقوات الدفاع الجوى ؟
– فى عصر السموات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة و تعددت وسائل الحصول على المعلومات سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية وشبكات المعلومات الدولية … بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها.
ولكن هناك شئ مهم يتعلق باستخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر.. ونحن لدينا اليقين بأن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن بما لدينا من قدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة.
تصويب مثالي
* أذاعت فضائية «دى إم سى» DMC حلقة خاصة عن فريق قوات الدفاع الجوى المشارك فى مسابقة السماء الصافية بدولة الصين والذى استطاع الحصول على المركز الثانى على مستوى العالم .. فما معنى ذلك؟
– تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على المشاركة فى مسابقات المباريات الحربية والتى تمثل محاكاة حقيقية للحرب لإعطاء الثقة لمقاتليها فى ظل مشاركة أقوى دول العالم التى تمتلك منظومات دفاع جوى متقدمة منها دول ( الصين وروسيا وبيلاروسيا وأوزباكستان وباكستان وفنزويلا).
وكانت مسئولية كبيرة خاصة أن العالم سوف يحدد استعدادنا القتالى وقدرتنا على حماية سماء مصر من خلال أدائنا فى هذه المسابقة ومن هنا كان الحافز الحقيقى للتدريب الجاد.
واستطاع فريق الدفاع الجوى الحصول على المركز الثانى على مستوى العالم بعد الدولة المنظمة ( الصين) وكان أداء الفريق المصرى مبهرا ومتميزا بشهادة جميع القادة والفرق المشاركة فى المسابقة .
وقد انتشر على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت) تسجيل فيديو لإصابة رماية صاروخ محمول على الكتف على هدف صاروخى مبتعد وتم تدميره بدقة متناهية وقد سجلت تلك الرماية فى أرشيف المسابقة على اعتبار أنه تدمير مثالى لم يسبق حدوثه «رقم قياسى» والذى اعتبره تكليلاً لجهود قيادة الدفاع الجوى للارتقاء بمستوى الفرد المقاتل .
تطوير المناهج
* فى ظل التطور الهائل فى تكنولوجيا التسليح الذى يشهده العالم الآن كيف يتم تأهيل طلبة كلية الدفاع الجوى لمواكبة هذا التطوير؟
– تعتبر كلية الدفاع الجوى من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط، ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية الشقيقة والأفريقية الصديقة .
ونظراً لما يمثلة دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على قوات الدفاع الجوى والتى تتعامل دائماً مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة فإننا نعمل على تطوير الكلية فى اتجاهين.. الأول تطوير العملية التدريبية وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية وتطويعها طبقاً لاحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوى، والثانى تزويد الكلية بفصول تعليمية لجميع أنواع معدات الدفاع الجوى.
التخطيط بعناية
* أكدت خبرات الحروب المصرية أن سر نجاح القوات المسلحة يكمن فى العنصر البشرى فماذا أعددتم للارتقاء بأداء الجندى المقاتل علميا وبدنيا ونفسيا ؟
– بادرت قوات الدفاع الجوى وبمساندة قوية صادقة من القيادة العامة للقوات المسلحة فى التحديث و خلق أنماط جديدة فى العنصر البشري.. من خلال رعاية تامة لمراكز التدريب وللجنود المستجدين منذ لحظة وصولهم وحتى نقلهم إلى وحداتهم بعد انتهاء فترة التدريب الأساسى.