في عالم الاشتغالات.. تعرف ايه عن المنطق؟| بقلم شنوده فيكتور فهمى
انها الجمله الاشهر فى عالم الكوميديا فى السؤال الموجه من القديره سهير البابلى للزعيم عادل امام فى العمل المسرحى الاروع “مدرسة المشاغبين”
وشتان بين كوميديا مبهجه تسعد الناس وتبهج القلوب وكوميديا سوداء تثير الشفقه وتحمل بين طياتها رائحه الخراب والهدم واللعب فى العقول
وهو ما نعيشه من فتره ليست بقليله من حالات هزليه على مواقع التواصل الاجتماعى وتوابعه من المواقع المشبوهه والموجهه لاغراض الندب والشجب وصناعة حالات مزيفه من الادعاءات او خلط الامور والانسياق فى اتجاهات عادة ما تكون عكس الحقائق او التفكير المنطقى بصفه عامه
وعلى فترات متقاربه وتكاد تكون شبه يوميه تتعدد الاخبار والقضايا والحوادث بمختلف اشكالها اقتصاديا ً واجتماعيا ً وسياسيا ً وما هى الا لحظات قليله من سريان الخبر حتى نشهد حالات صارخه ومندفعه غالبا ً من التحليلات للخبراء الجدد على صفحات التواصل الاجتماعى ومواقع الانترنت
لنعيش حاله فوضى الاشاعات وتناقل الاخبار المغلوطه والمغرضه دون التأكد من صحتها او جديتها او على الاقل منطقيه الخبر
المثير للدهشه فى الامران تجد البعض يسلم عقله “تسليم مفتاح” لتلك المواقع او الحسابات متجاهلا ً تماما ً كل قواعد التفكير المنطقى العلمى اوالبديهيات البسيطه .
وتحت مسميات تجيد قواعد تلك اللعبه بمهاره فائقه تنتشر الاقاويل والحكايات وبغرابه شديده تجد نسبه ليست بقليله من اصحاب القدر الاوفر من التعليم والمؤهلات العليا بل والدراسات العليا احيانا ً تنساق ودون تروى او تدقيق عن جهل او قصد وراء هذه الروايات والاشاعات تقابلها نسبه وعى عاليه جداً من اخرين ربما لهم حظ اقل من التعليم ولكن لديهم احساس اقوى واعمق واقدس بقيمة الوطن ومقدراته
وبكل الاسف يحصر البعض مشاهد الافلام المصريه فيما قبل 2011 للمخرج فلان او المؤلف علان .. ان علاقه الشرطه بالشعب هى مشاهد محمد امام فى روايه عمارة يعقوبيان .. او الفنان الراحل خالد صالح فى فيلم هى فوضى ولتكن تلك المشاهد هى المقياس الذى يتم الرجوع اليه واستدعائه دائما فى علاقه المواطن المصرى برجال الشرطه بوجه عام .
وهنا اطرح التساؤل الاهم والاخطر لماذا كان الاصرارالدائم من بعض صناع السينما فى وقت ما على تصوير واعلاء السلبيات فى المجتمع المصرى بوجه عام والشرطه بوجه خاص انها هى القاعده وليس الاستثناء !!!!!!!
مع اننا لو دققنا قليلا ً فى صناعة الدراما والسينما فى دول اخرى لوجدنا العكس تماما بأن يكون التركيز اكثر على الايجابيات والبعد عن السلبيات سينما هوليود على سبيل المثال ليست ببعيده عن ذلك هى وغيرها من اعمال الدراما التركيه التى تخالف ارض الواقع بنسبه كبيره جدا ……..
ولما لا وأن كانت السينما الامريكيه بوجه عام هى اول من طرح فكره المؤامره التى دائما تعرضت لها امريكا من الاخرين وعلى راسهم (روسيا والاتحاد السوفيتى سابقا ً) وعندما نتحدث نحن فى هذا الطرح نقابل بعاصفه من الهجوم الشرس اننا نعيش الوهم ونبالغ فيه .
الامثله كثيره والاحداث متتاليه ولكنى اردت سرد تلك الزاويه لان اللعب عليها لم ولن يتوقف فى محاوله لهدم جدار الثقه بين المواطن المصرى ورجال الشرطه
واعود مره اخرى لفكره المنطق والتروى وإعمال العقل والتدقيق فى كل ما نعيشه من احداث وتداعيات على كافه المجالات السياسيه والاقتصاديه واحمل اولى الامر هنا من الاباء والامهات والمسئولين اهميه توعيه ابنائنا وانفسنا اولا على عدم الانسياق وراء الاكاذيب والاشاعات وان تكون هناك دائما مصادر موثوق منها نعتمد عليها فى استقصاء الحقيقه، حتى وان لم تتضح بعد فيجب علينا التروى والتريس والتفكير حتى نتبين الحق من الكذب.
اقولها وبكل يقين ليس فى مصلحة احد فى مصر فى هذا الوقت بالتحديد التستر على فاسد او سارق لان المقاييس والتحديات اختلفت تماما ً عن الماضى شكلا ً وموضوعا ً فعندما تتحدث مصر ممثله فى رئيسها عن مواجهة الفساد حتى وان كان يصل لبعض الكبار وانه لا استثناء او تراخى فى مواجهته وهو ما نشهده يوميا من اجهزة الرقابه الاداريه وغيرها من الاجهزه.
يجب ان نشير الى نوع اخطر من الفساد وهو محاوله افساد العقول وتخريبها بالبعد عن ابسط قواعد التفكير المنطقى وجر البعض الى صناعة الوهم والكذب لاننا وبكل اسف فى عالم الاشتغالات لا نستدعى المنطق.