تحقيقاتتحقيقات و تقاريرعاجل

«في اليوم العالمي للطفولة» | 6.3 مليون طفل توفوا قبل بلوغهم سن الخامسة خلال 2017

 

يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل، والذي جاء هذا العام تحت شعار “الأطفال يتولون المهمة ويحوّلون العالم إلى اللون الأزرق”، حيث سيتحول العالم إلى اللون الأزرق؛ بهدف إقامة مجتمع يكون فيه جميع الأطفال ملتحقين بالمدارس، آمنين من الأذى، وقادرين على تحقيق إمكاناتهم.

وتشير تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” إلى وجود 262 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس؛ و650 مليون فتاة وامرأة تزوجن قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، و 6.3 مليون طفل توفوا قبل بلوغهم سن الخامسة؛ جراء أسباب يمكن منعها غالبًا.

وفاة نحو 6.3 مليون طفل تحت سن الخامسة عشرة في 2017

فيما يوضح تقرير صادر عن الـيونيسف ومنظمة الصحة العالمية وشعبة الأمم المتحدة للسكان والبنك الدولي إلى وفاة نحو 6.3 مليون طفل تحت سن الخامسة عشرة عام 2017؛ وذلك بمعدل طفل واحد كل 5 ثوان؛ جراء أسباب يمكن منعها غالبًا أيضًا.

أكد “مارك هيروارد” من منظمة اليونيسف وقوع 5.4 مليون من تلك الوفيات أي الغالبية العظمى في العام الأول من حياة الطفل، مضيفًا أنه تحت سن الخامسة تقوم الأمراض بدور أكبر، وأن أسهل وأكثر التدابير مباشرة هو التلقيح إذ يقلص عدد الوفيات؛ ليصبح السبب الرئيسي للوفيات الالتهاب الرئوي والإسهال، اللذين يمكن علاجهما بسهولة، ولكن العلاج يتطلب أكثر من مجرد وجود نظام صحي، إذ يتعين توفر عاملين صحيين مجتمعيين أيضًا.

وذكر التقرير أن الإصابات، لاسيما الناجمة عن الغرق وحوادث الطرق، أصبحت سببًا متناميًا للوفيات بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والرابعة عشرة، كما تبرز الاختلافات الإقليمية أيضًا في هذه الفئة العمرية، فيزيد احتمال وفاة طفل يعيش في الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى بمقدار 15 مرة عن طفل يعيش في أوروبا.

على المستوى العالمي، وقعت نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة في أفريقيا جنوب الصحراء، و30% في جنوبي آسيا، وبالنسبة للأطفال في كل مكان يعد الشهر الأول أكثر فترات حياتهم خطورة، ففي خلال العام الماضي توفي 2.5 مليون طفل في الشهر الأول من عمرهم.

ويوضح التقرير أن احتمال وفاة الطفل حديث الولادة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أو جنوبي آسيا يزيد بمقدار 9 مرات مقارنة بطفل في دولة مرتفعة الدخل، ويوجد التفاوت داخل الدولة الواحدة أيضًا، إذ إن معدلات وفيات الأطفال تحت سن الخامسة في المناطق الريفية تزيد بنسبة 50% عن الأطفال في المناطق الحضرية، كما أن أطفال الأمهات غير المتعلمات يواجهن احتمالًا مضاعفًا بالوفاة قبل أن يكملوا عامهم الخامس، بالمقارنة مع أطفال الأمهات الحاصلات على تعليم ثانوي أو أعلى.

وعلى الرغم من التحديات تراجع عدد الوفيات بين الأطفال بأنحاء العالم، إذ كان العدد 12.6 مليون في عام 1990، وأصبح 5.4 مليون عام 2017.

«اليونيسيف» ستنفق نحو مليار دولار سنويًا على برامج التعليم

في الوقت نفسه، ذكرت منظمة اليونيسيف أن 30% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا في الدول المتضررة من الصراعات أو الكوارث أي 59 مليون شخص، أميون بما يزيد بمقدار ثلاثة أضعاف عن المعدل العالمي، وتسجل أعلى معدلات أمية الشباب في النيجر، وتشاد، وجنوب السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وهي جميعًا دول لها تاريخ طويل في انعدام الاستقرار وارتفاع معدلات الفقر.

وأشارت “هنرييتا فور” المديرة التنفيذية لليونيسيف، إلى أن تلك الأرقام تعد تذكرة صارخة بالتأثير المأساوي للأزمات على تعليم الأطفال، ومستقبلهم، واستقرار ونمو اقتصادهم ومجتمعاتهم، مضيفة أن الطفل غير المتعلم الذي يكبر في بلد تمزقه الصراعات أو الكوارث، قد لا يجد الفرص لتحقيق إمكاناته في المستقبل.

تشير اليونيسيف إلى أن الفتيات والشابات هن الأكثر تضررًا من الأمية، إذ تقدر نسبة الأميات إلى 33% مقارنة بـ 24% بين الفتيان، وتقدر اليونيسيف أنها ستنفق نحو مليار دولار سنويًا على برامج التعليم خلال السنوات الأربع المقبلة.

وحثت منظمة الأمم المتحدة للطفولة الحكومات وغيرها من الشركاء على العمل للتصدي لأزمة التعليم التي تؤثر على الأطفال والشباب في حالات الطوارئ، من خلال خطوات منها توفير برامج التعليم المبكر للأطفال الصغار لدعم نموهم وتطورهم، كما أوصت اليونيسيف أيضا بتوفير فرص محو الأمية للشباب، وزيادة الاستثمار في مجال التعليم وخاصة بين الأقل حظًا.

617 مليون طفل لن يحققوا الحد الأدنى من مستويات القراءة والرياضيات

قال معهد اليونسكو للإحصاء إن 617 مليون طفل ومراهق في جميع أنحاء العالم لن يحققوا الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة والرياضيات، مشيرًا إلى أن “أزمة التعلم” يمكن أن تهدد التقدم نحو جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة، ويظهر توزيع البيانات الجديدة من المعهد أن أكبر عدد من هؤلاء يوجد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مع 202 مليون طفل ومراهق لا يتعلمون هذه المواضيع الأساسية.

وفي جميع أنحاء المنطقة، ما يقرب من 9 من بين كل 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عامًا لن يحرزوا الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة والرياضيات، فيما تأتي منطقة وسط وجنوب آسيا في المرتبة الثانية من حيث المعدل مع 81%، أو 241 مليونًا لا يتعلمون هذه المواضيع.

وتشير البيانات إلى أن الأرقام الجديدة متجذرة في ثلاث مشاكل مشتركة: الأولى هي عدم الوصول إلى المدرسة، حيث تكون فرص الأطفال خارج مقاعد الدراسة ضئيلة أو معدومة للوصول إلى الحد الأدنى من الكفاءة؛ والثانية هي الفشل في الإبقاء على كل الأطفال في المدرسة وإبقاؤهم على المسار الصحيح؛ أما المسألة الثالثة فهي جودة التعليم التي يتلقاها الأطفال في الفصول الدراسية، فالأمر الأكثر إثارة للدهشة، والقلق في نفس الوقت هو أن ثلثي هؤلاء الأطفال ملتحقون بالمدارس.

وتقول “سيلفيا مونتويا” مديرة معهد اليونسكو للإحصاء إن العديد من هؤلاء الأطفال ليسوا مخفيين أو معزولين عن حكوماتهم ومجتمعاتهم المحلية، بل يجلسون في الفصول الدراسية مليئين بالآمال والإمكانات، موضحة أن هذه البيانات الجديدة هي دعوة لاستثمار أكبر بكثير في جودة التعليم، حيث تعد هذه البيانات الأولى من نوعها لقياس التقدم المحرز تجاه الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.

ويحتفل العالم باليوم العالمي للطفل في يوم 20 نوفمبر من كل عام؛ لتعزيز الترابط الدولي، والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتحسين رفاه الأطفال، ويعتبر يوم 20 نوفمبر يومًا مهما، حيث يوافق تاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في ذات اليوم من عام 1959، وتاريخ اعتمادها اتفاقية حقوق الطفل عام 1989، ومنذ عام 1990، يصادف اليوم العالمي للطفل ذكرى تاريخ اعتماد الأمم المتحدة للإعلان والاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل.

ويتيح اليوم العالمي للطفل لكل واحد منا نقطة دخول ملهمة للدفاع عن حقوق الطفل، وتعزيزها، والاحتفال بها، وترجمتها إلى حوارات وإجراءات ستبني عالمًا أفضل للأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى