تقاريرعاجل

في الذكري الأولي لرحيله | طارق سليم أسطورة لا تموت

عندما تقرأ فى تاريخ النادى الأهلى ستجد من عبقرية إدارته ما يبهرك ومن انتمائه للقلعة الحمراء ما يعجبك، ومن حكمته ما يسعدك، إنه طارق سليم.

الطيار العاشق، ونجم النادى الأهلى، صانع الإنجازات، إنه طارق سليم آخر عنقود آل سليم فى الرياضة المصرية، حيث كان يمتاز بتسديداته الصاروخية بقدمه اليمنى.

طارق سليم صاحب المقولة  الخالدة «مستعد أن أعمل غفيرًا على بوابة النادي، لأن خدمة الأهلي شرف لي»، «الأهلي ليس مجرد نادٍ رياضي، بالنسبة لي.. هو بيتي، ولا أحد يحب أن يخرج أسرار منزله للخارج».

تحل اليوم الأحد، الذكرى الأولى لرحيل طارق سليم أحد رموز القلعة الحمراء والمنتخب الوطني وأساطير كرة القدم والملقب بـ “الجنتل”، الذي وافته المنية العام الماضي عن عمر يناهز 79 عامًا ليرحل ويترك فراغًا كبيرًا هو وشقيقه الأكبر صالح سليم العمود الفقري للقلعة الحمراء.

 ولد طارق سليم في حي الدقي، في 15 يوليو 1937، وهو نجل محمد سليم، والشقيق الأصغر لصالح سليم، الرئيس العاشر للنادي الأهلي.
وكان أول حلم راوده فى شبابه أن يصبح طيارا، التحق بالكلية الجوية بعد تخرجه فى مدرسة السعيدية الثانوية، ولكنه رسب فى الاختبار النفسى؛ بسبب ثقته الزائدة فى النفس، ولكنه لم ييأس ودخل كلية التجارة، وبعدها تقدم للالتحاق بالكلية الحربية ونجح فى ذلك، إلا أنه تقدم باستقالته منها بعد بضعة أشهر، ثم التحق بمعهد مصر للطيران إلى أن حصل على شارة طيار.

وظل حلم الانضمام للنادى الأهلي يرادوه، والده رفض فى بداية الأمر لكنه أقنعه، واكتشفه حسين كامل، كشاف النادى الأهلي الشهير، فضمه لفريق الناشئين، وسرعان مع اندمج مع زملائه فتدرج حتى تم تصعيده للفريق الأول عام 1954 بناءً على تعليمات مدرب النادي الأهلي آنذاك مختار التتش، ولعب أول مباراة بالفريق الأول بالقلعة الحمراء أمام فريق السويس، حيث اختاره مختار التتش فى التشكيل بعد غياب أحمد مكاوى وصالح سليم، وأحرز هدفين ليخرج الأهلى فائزا.

وكان يلعب “الجنتل” في مركزي الظهير الأيمن والأيسر، حيث كان يتمتع بالتصويبات القوية، وكان من أفضل لاعبي المارد الأحمر، وتألق مع الفريق الأول، الأمر الذي دفع المدير الفني للمنتخب الوطني لضمه عام 1956، وخاض أول مباراة أمام فريق السويس ليحرز هدفين، ويخرج فريقه رابحًا بأربعة أهداف مقابل لا شيء.
وانضم طارق سليم إلي الأهلي، بعد أن اكتشفه حسين كامل، الكشاف المعروف، ثم تدرج في الفرق السنية حتى تم تصعيده للفريق الأول عام 1954 بناءً على تعليمات الكابتن مختار التتش.
ولعب الراحل طارق سليم أول مباراة له بالفريق الأول أمام فريق السويس على ملعب السويس، وأحرز في هذه المباراة هدفين، ليخرج الأهلي فائزًا 4-صفر.

وشارك طارق سليم في تحقيق 12 بطولة للأهلي، منها 7 بطولات للدوري، و5 بطولات لكأس مصر، كما حقق بطولتين مع المنتخب، وهما كأس الأمم الأفريقية عام 1959، وبطولة الجمهورية العربية المتـحدة موسـم 1961-1962.

ولعب طارق سليم على المستوى الدولي من عام 1956 وحتى عام 1963، حيث شارك في بطولة الأمم الأفريقية عامي 1959و1963، ودورة روما الأولمبية عام 1960، وبطولة البحر الأبيض المتوسط، وكأس العالم العسكرية.

وشارك مع المنتخب في دورة الالعاب الأوليمبية عام 1960 التي أقيمت بالعاصمة الإيطالية روما. كما شارك في بطولة البحر الأبيض المتوسط و كأس العالم العسكري.
وأعلن طارق سليم اعتزاله عام 1965، بعد 17 عامـًا بقميص النادي الأهلي، واتجه بعض الوقت إلى العمل الإداري في النادي، ثم عاد إلى مهنته الأصلية كطيار حتى أصبح كبير الطيارين خلال عملة في الشركة الوطنية للطيران.

وتولي سليم منصب مدير الكرة بالفريق الأول في أكثر من مرحلة و كان مدير كرة يشهد له بالكفاءة وظل يخدم النادي حتي بعد وفاة أخيه صالح سليم.
ومن اللفتات الإنسانية في تاريخ طارق سليم، حرصه على التوجه إلى منزل حازم إمام لتعزيته في وفاة والده حمادة إمام، نجم مصر ونادي الزمالك، وذلك رغم حالة المرض الشديد التي كان يعاني منها طارق سليم.

ولم يكتفِ طارق سليم بالذهاب لتعزية حازم إمام في منزله، ولكنه أصر على الذهاب أيضـًا إلى العزاء الذي أقيم في نادي الزمالك.

وفي شدة مرض طارق سليم كان شديد الحرص على التواجد في تدريبات فريق الكرة بالنادي، من أجل الشد من أزر اللاعبين في الأوقات الصعبة، ومطالبتهم بإضافة المزيد من البطولات إلى دولاب النادي الأهلي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى