قال وزير الخارجية سامح شكري إن هناك مصلحة مشتركة بين مصر والولايات المتحدة لدعم جهود مصر في مجال تحقيق الاستقرار في المنطقة، مؤكدا على اهتمام مصر بقضايا حقوق الإنسان والحرص على أن تكون المشاورات مع الجانب الأمريكي في هذا الشأن وغيره شفافة بعيدا عن أي شوائب لا علاقة لها بحقيقة الأوضاع في مصر.
وفي حوار بالفيديو مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في واشنطن، شدد وزير الخارجية على موقف مصر الثابت من أن الجولان أرض عربية تحت الاحتلال وأنها تخضع لقرارات الأمم المتحدة التي ترفض أي فرض للسيادة الإسرائيلية عليها.
وأضاف أن زيارته الحالية لواشنطن تأتي في إطار التواصل المستمر والتشاور بين مصر والولايات المتحدة على المستوى الوزاري وعلى مستوى القمة لاستمرار رعاية هذه الشراكة المهمة.
وقال إن الولايات المتحدة دولة عظمى وعلاقتها مع مصر علاقة ممتدة، وعميقة وتتناول مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وبالتالي هناك علاقة طويلة الأمد، ومصلحة مشتركة لاستمرار دعم جهود مصر في مجال تحقيق الاستقرار في المنطقة، وأيضا دعم تطور مصر الداخلي.
وأوضح أنه تم عقد عدد كبير من اللقاءات في الكونجرس وكانت هناك فرصة لتناول مجمل الإنجازات التي تمت في مصر خلال الفترة الماضية من برنامج الإصلاح الاقتصادي والتحفيز على استمرار الدعم الذي يقدمه الكونجرس الأمريكي لمصر من خلال برنامج المساعدات وأيضا من خلال تفهم أهمية العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
وأشار إلى أن اللقاءات على مستوى الإدارة سواء مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أو مستشار الأمن القومي تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والرغبة المشتركة والإرادة السياسية لدعم هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات تحقق مصلحة البلدين وتسهم فيما تقوم به مصر من جهود لتحقيق الاستقرار ودحر الإرهاب ومواصلة مساعي تسوية المنازعات في المنطقة بالطرق السلمية والعمل الوثيق مع الولايات المتحدة في تحقيق المصالحة المشتركة والتصدي للتحديات المشتركة كذلك.
ولفت شكري إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والعمل على تحقيق أهداف متسقة مع وضع مصر الإقليمي ووضع الولايات المتحدة ودورها في الإقليم ودورها العالمي وأهمية استمرار استخلاص المنفعة المتبادلة والمشتركة من هذه العلاقة الهامة.
وحول موقف الخارجية المصرية إزاء قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان قال شكري إن موقف الحكومة المصرية كان واضحا بعد صدور القرار الأمريكي بأن أكدت مرة أخرى موقفها الثابت من اعتبار الجولان أرض عربية محتلة منذ عام 1967 وأنها تخضع لميثاق الأمم المتحدة ومقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التي ترفض أي فرض للسيادة الإسرائيلية على هذه الأراضي.
وأكد أن هذا الموقف تم التعبير عنه من خلال بيان رسمي وهو الموقف الذي أكدته خلال مشاوراتي ومباحثاتي في الولايات المتحدة.
وفيما يخص لجنة الحوار الاستراتيجي المصرية الأمريكية والتي ستعقد دورتها القادمة في القاهرة أوضح شكري أن هذه اللجنة من الآليات المهمة في تسيير العلاقات المصرية الأمريكية برئاسة وزيري الخارجية وتتناول مجمل العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية.
ونوه إلى أن هذه اللجنة يشارك فيها من الجانبين قطاعات فنية في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية وتتناول تقييم المشروعات التي يتم إنجازها وبالتالي فهي الإطار العام الذي يتضمن كل أجهزة الدولتين وتقييم مدى الإنجاز الذي تم والتداول والتشاور بالنسبة للقضايا الإقليمية التي يتم التعامل معها من قبل الدولتين.
وردا على سؤال بشأن رؤيته لما يثيره بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بشأن حقوق الإنسان في مصر وخصوصا مع اقتراب موسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال شكري: نحن نتناول كل القضايا المرتبطة بالأوضاع في مصر من خلال الاهتمام بأن تكون المشاورات والاتصالات على مستوى البلدين تتسم بالشفافية والوضوح وشرح الأوضاع في مصر بموضوعية وبما يزيل أي شوائب أو تقديرات لا تتسق مع حقيقة الأوضاع في مصر.
وأشار إلى أن هذه هي سمة الحديث والتناول فيما بين الشركاء والأصدقاء وبالتأكيد فإن السياسات التي تنتهجها الحكومة المصرية كلها تشير إلى اهتمام مصر بقضايا حقوق الإنسان وتناولها بمنظورها الشامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما حققته مصر خلال الفترة الماضية هي في الحقيقة إنجازات عديدة.
وأضاف أن هذا أمر يتطلب استمرار نمو المجتمع ويتم وفقا لظروفه وخلفياته وثقافاته ويتم تقييمه وتقديره من خلال المواطنين المصريين باعتبار أن لهم الحق الوحيد في إقرار مدى تمتعهم بهذه الحريات.
وحول التطورات الخاصة بسوريا، قال وزير الخارجية إن مصر تتابع باهتمام شديد هذه التطورات ومواجهة المخاطر من قبل المنظمات الإرهابية نظرا لوقعها وتأثيرها الضخم على مقدرات الشعب السوري وما وصلت إليه الأوضاع من تدمير وفقد للأرواح ومحاولات هذه التنظيمات للنفاذ وتوسيع رقعة سيطرتها كان أمرا محل قلق بالغ من قبل مصر.
وأضاف نحن نرى فيما تحقق من القضاء على الإرهاب سواء في العراق أو في سوريا أمر حيوي وهذا يصب في الجهد الدولي الذي تشارك فيه مصر لمقاومة الإرهاب والقضاء عليه تماما.
وأشار إلى أنه لا يزال الخطر قائما في سوريا ولا يزال من الضروري مواجهته من قبل المجتمع الدولي بشكل شامل ومتكامل في تناول التنظيمات الإرهابية بأي مسمى كان، ووضع رؤية كاملة لكيفية التعامل مع قضايا التمويل لهذه المنظمات وأيضا المقاتلين الأجانب وكيفية التعامل مع هذه المخاطر.
وأوضح أن مصر لطالما طالبت الجهود الدولية شاملة أن تتناول كافة التنظيمات ووسائل التمويل والدول التي ترعى منظمات إرهابية وتوظفها لأغراض سياسية وتوفر لها الملاذات الآمنة وأيضا حرية الانتقال فنحن نرى أن هذه الظاهرة تهدد السلم والأمن الدولي وليس هناك دولة تستطيع أن تحمي نفسها بشكل كامل ولكن لابد من الجهود الدولية المشتركة للقضاء على هذه الظاهرة.
وحول اللقاءات والتواصل بين مصر والولايات المتحدة، قال شكري إن هذا التواصل مستمر على كافة المستويات وذلك لتشعب العلاقة وأهميتها وأيضا الاهتمام بإيجاد فرص جديدة للتعاون والتنسيق الذي يصب في مصلحة العلاقات الثنائية وتحقيق الاستقرار على المستوى الإقليمي.
وقال إن الدور الذي تضطلع به مصر دور مهم ومصر تنتهج سياسة بعيدة عن التدخل في شؤون الآخرين وبعيدة عن التآمر، وقائمة على مبادئ متسقة مع القيم المصرية والثقافة المصرية وهذا ما يجعل من الدور المصري موضوعيا ومعززا للسلم والاستقرار والاهتمام بالإرادة الشعبية وبالتالي نحن نستمر في التواصل مع الولايات المتحدة لمكانتها الدولية وتأثيرها لنقل وجهة نظرنا خاصة إزاء القضايا الإقليمية التي لنا بها معرفة ممتدة بحكم التاريخ والتواجد في المنطقة.