قال الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية : إن الفترة السابقة أكدت أن مصر أحسنت الاختيار وكان اختيارنا مبنيا على العلاقات الثنائية بين البلدين والتي امتدت لمئات السنين، فأول مدرسة المانية خارج حدود ألمانيا بالقاهرة عام 1873 ثم توالى بعدها العديد من المدارس والمعاهد الألمانية وصولا إلى الجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2003.
وأضاف: “نحتفل اليوم باستلام الغواصة المصرية الثانية 209/42 بعد أن عايشنا خلال السنوات الماضية ومنذ بدء التعاقد على بناء غواصات “209” مراحل عديدة لافتا إلى أن مصر وألمانيا بذلا جهدا شاقا وعملا دؤوبا من أجل نجاح هذا المشروع الضخم.
وأوضح أن أول نتائج المشروع التي كللت بالنجاح كان بوصول الغواصة الأولى “إس 41 ” بطاقمها المصري إلى أرض الوطن في أبريل الماضي وانضمامها للعمل ضمن الأسطول البحري المصري العريق.
وقال الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية – فى كلمته خلال مراسم تسليم الغواصة الجديدة من ألمانيا – إن الغواصة “اس 42 ” اشتركت في التدريب المصري اليوناني المشترك “ميدوزا 2017 ” ، موضحا أن هذه الخطوات البناءة تؤكد أن لدينا من الكوادر القادر على استيعاب التكنولوجيا الحديثة في تشغيلها وصيانتها والعمل بكفاءة تامة على أنظمتها المقعدة .
وأضاف أن مصر كان لها السبق في دخول سلاح الغواصات كأول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا منذ أكثر من 60 عاما ،مشيرا إلى أنه على مدارتاريخ سلاح الغواصات المصري نجد سلاحا سطر بأحرف من نور بطولات عديدة خلال حروب متعاقبة.
وأشار الفريق خالد إلى أنه في ظل جيوش تنهار بالمنطقة ودول تدمر من حولنا كانت ولازالت مصر قادرة بفضل الله ورؤية واضحة للقيادة السياسية والعسكرية أن تحافظ على وحدتها بل وتبنى وتحدث من جيشها وهذا ليس بغريب على دولة مثل مصر عانت على مدار تاريخها الممتد لآلاف السنين من ويلات الحروب ومحاولات الاستعمار التي باءت جميعها بالفشل بفضل خبرة الحروب التي خاضها الجيش المصري على طول تاريخه الممتد العريق سعيا وراء استقرار المنطقة والسلام والأمن العالمي .
وتابع أنه في ظل قيادة مخلصة لله وللوطن وللشعب الآبي الكريم قامت القوات البحرية المصرية بجهد مضن خلال السنوات الماضية لاعادة تطوير أسطولنا البحري وبنيته التحتية التي تليق به ، من قواعد بحرية ومنشأت وخدمات متنوعة وأخيرا انضمام واحدة من أكبر مناطق استقبال الغواصات المغطاة ، بالإضافة إلى أحدث أنظمة تدريب والمحاكاة لتدريب أجيال من الأطقم العاملة مستقبلا بسلاح الغواصات المصري.
وأكد أن إضافة هذا النوع من الغواصات يهدف لتحقيق السيطرة الفعالة على سواحلنا الممتدة على البحرين الأحمر والمتوسط ولحماية المقدرات الاقتصادية في البحار والحفاظ أيضا على السلام والاستقرار ليس لدول المنطقة فحسب وإنما لجميع دول العالم التي تعبر سفنها ليلا ونهارا قناة السويس بأمان كامل .
ومضى الفريق أحمد خالد يقول “إن هذا نتاج ثمار تعاون جاد بين مصر وألمانيا ، كما هو خططنا له بكل دقة وأمانة مع أصدقاء الألمان ، حيث نحتفل اليوم بخطوتنا الثانية في مشروع الغواصات برفع العلم المصري الشريف على الغواصة اس 42 إيذانا بانضمامها للاسطول البحري إضافة لقدراتنا ووقوة الأمن والسلام العالمي.
وأعرب عن شكره وتقديره لشركة “تي كي أم اس” الألمانية بإدارتها ومهندسيها وعامليها على ما قدموه لنا من دعم بالغ بروح الانضباط والتعاون ، مؤكدا أن الصناعة الألمانية كانت دوما في المقدمة.
وطالب طاقم غواصة اس 42 بالاستمرار في بذل أقصى جهد وتطوير أنفسهم علميا وعمليا من أجل تحقيق أقصى استفادة لتنفيذ المهام التي تكلف بها .
وعقب ذلك تم إنزال العلم الألماني من على الغواصة المصرية الثانية من طراز 42/209 ، ثم قام قائد القوات البحرية الفريق أحمد خالد و قائد لواء الغواصات برفع العلم المصري فوق الغواصة الجديدة التي تسلمتها مصر من ألمانيا .
ثم عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني الجمهوري لمصر ، وحرص قائد القوات البحرية الفريق أحمد خالد على التقاط صورة تذكارية مع طاقم الغواصة المصرية الجديدة وعدد من قيادات القوات البحرية المصرية ، فضلا عن ممثلين من الشركة الألمانية المصنعة للغواصة
وتعد هذه ثاني غواصة ألمانية من طراز تايب 42/209 لتنضم إلى أسطول البحرية المصرية وتتميز الغواصة الجديدة بقدرتها على الابحار لمسافة 11 ألف ميل بحري وتصل سرعتها إلى 21 عقدة ولها القدرة على اطلاق الصواريخ والطوربيدات وتم تزويدها بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات …وتشكل إضافة تكنولوجية هائلة وإمكانات القوات البحرية وتدعم قدرات حماية الأمن القومي المصري .