استضافت الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها “هنا العاصمة” الذي تقدمه على قناة cbc البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في حوار شامل، تحدث خلاله البابا عن أزمة نزوح المسيحيين من العريش، وقضية الإرهاب، وأيضا في الشق الاجتماعي عن الزواج والطلاق.
وقال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الأعمال الإرهابية ليست من الطبيعة المصرية، وأى عمل إرهابى ضد الجيش والشرطة والمدنيين، المسجد، والكنيسة موجه ضد الدولة ومصيره إلى زوال.
ولفت بطريرك الكرازة المرقسية إلى أنه يتعامل مع غضب الأقباط فى كثير من الأحيان بطول البال والصبر، وهو غضب طبيعى، وكل الأمور ستعود بشكل طبيعى، مشيراً إلى الإعلام يقوم ببعض التهويل والتضخيم بصورة مؤذية، وبعيدة عن الضمير الإنسانى.
وأضاف ” تواضروس”، أن وجود سلام ومودة بين كل مؤسسات الدولة أمر يفرح الجميع والكنيسة عمود من أعمدة مصر، لافتاً إلى أنه دائما ما يتعرض من خارج مصر للقلق وهذا أمر طبيعي، لكن هناك محاولات لإيصال الصورة لهم بشكل صحيح.
وأشار بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى أن هناك 500 أسرة مسيحية داخل العريش، نصفهم ترك المدينة وهناك ورقة ضغط على الوطن من خلال ارتكاب تلك الأعمال، لافتاً إلى أن مصر لها عناية خاصة من الله، قائلا:” مصر فى قلب ربنا”.
وحول ما يطلق عليهم نشطاء اقباط ومعارضة شبابية ظهرت ضمن أحداث 25 يناير، ومجموعات معارضة رافضة لدور البابا وأي رموز دينية مشاركة في الحياة السياسية المصرية، وتوجه نقدا لاذعا للبابا تواضروس ذاته، قال البابا: ثورة 25 يناير كسرت حاجز الاحترام.
وأكمل قائلا، إن الغضب القبطي الذي وصل إلى التطاول على شخصه، من «بركات الثورة في 2011، انها أخرجت ما في داخل الإنسان نوع من الحرية والتعبير وكسرت حاجز الاحترام وهي مشكلة اجتماعية في مجتمعنا»، وانعكس ذلك على أن الشات بين أي اثنين أصبح يدور بعبارات لا تليق.
وناشد البابا الشباب قائلا: خليك عقلاني ومنطقي، أما الشتيمة حجة الضعفاء، مؤكدًا أنه لا ينزعج من الشتائم ويقول لنفسه أنهم لا يعرفون الحقائق كاملة.
وعلّق البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، على أزمة الطلاق بين المسيحين، مؤكدًا أن مسئولية تكوين الأسرة هي مسئولية الأشخاص، ولذلك فأننا دائمًا نوعي الأجيال القادمة أن هذا أخطر قرار يتخذه في حياته.
وأضاف خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «هنا العاصمة» المذاع عبر فضائية «cbc»، أن الإنسان إذ لم يستخدم معايير الاختيار الجيد، فمن الضروري أن يكون هناك خطأ، مؤكدًا أن هناك لجان مصالحة ومشورة أسرية في كل كنيسة؛ لحل أزمة الطلاق بين المسحيين، بالإضافة إلى استحداث ورش تدريبية للمقبلين على الزواج؛ لتأهيلهم للحياة الزوجية بطريقة صحيحة، وهذه الورش مفيدة جدًا، لدرجة تجعل كثير من المخطوبين، يتراجعوا عن فكرة الارتباط بعد أن تأكدوا أنهم غير مناسبين لبعضهم.
وأوضح البابا تواضروس الثاني، أنه كان هناك مجلس واحد لنظر مواضيع الأحوال الشخصية، يرأسه أحد الأساقفة، وهو الأنبا بولا؛ حيث يدرس جميع المشاكل الزوجية لكل الأقباط الأرثوذكس حول العالم، وذلك كان سبب في تأخير النظر في أي قضية لسنوات، لافتًا إلى أنه تم تقسيم هذا الأمر إلى 6 مجالس، يتم توزيع الأقباط عليهم سواء داخل أو خارج مصر.
وأشار بابا الإسكندرية إلى أن قوانين الأحوال الشخصية تم دراستها ضمن جميع الطوائف المسيحية، وتم الاتفاق على 90% منه، لافتًا إلى أن الطلاق في طائفة الأرثوذكس كان لا يتم إلا للخطيئة سواء الجسدية أو الروحية، وهذا الأمر تم حله في القانون الجديد، مؤكدًا أنه في حالات الفرقة التي استمرت لمدة أكثر من 5 سنوات، يحكم القاضي المدني بالطلاق، ولا يشترط وقوع الخطيئة.
وتابع: «أن الأمر يعود للكنيسة من أجل أن تمنح تصريح زواج أو لا، وذلك بعد دراسة سبب الطلاق؛ لمعرفة الطرف المخطأ، والذي لن يكون له حق الزواج الأخر».
وجه البابا تواضروس رسالة إلى أقباط المهجر قائلًا: «مشاكلنا في مصر نحن أجدر على حلها، كما أن الإعلام يهول ما يحدث وينقله بتضخيم دون مراعاة لأي شئ غير نفسه للافتخار بقدرته على الحصول على الأخبار والصور».
وأكد البابا أن الكنيسة ترسل أباء أساقفة لتوضيح الصورة وتطمئن الناس هناك لأن البعيد دائمًا قلق، ونحن لدينا ضمير، فالكنيسة ضمير الوطن، ومحدش هيشترينا.
وعلق البابا تواضروس على أزمة تهجير مسيحيو الشرق الأوسط وخاصة في سوريا والعراق قائلا إنه يشارك البابا فرانسيس الأول بابا الفاتيكان، قلقه إزاء استهداف مسيحيي الشرق، مشيرًا إلى أن تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين سيكون أكبر مأساة للعالم كله.
وأشار البابا إلى أن السياسات الغربية الخاطئة في سوريا والعراق أدت لظاهرة اللاجئين الذين يشكون منهم الآن في أوروبا .