آراءشويّة دردشة

فى انتظار ظهور مستر أكس المنقذ | بقلم وليد عبد الرحمن

بعد أن استشرت أزمة الاعلام وباتت قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى نقطة الصفر، أصبح الطريق ممهدا لظهور مستر اكس مخلص للإعلام من أزمته والذى سيلتف حوله الوسط الاعلامى بالكامل باعتباره المنقذ من الازمة الحالية التى يعيشها ويعانيها كل من يعمل فى المجال.

ومن السهل بما كان أن نقرأ المشهد والخطة الموضوعة والتى يتم التلاعب من خلالها بالإعلام منذ ثورة يناير 2011 وحتى الان بإطلاق يد الاعلام والعمل بحرية كاملة اثارت ضيق واستياء القائمين على الدولة منذ ثورة يناير وحتى الان.

وبات الاعلام مؤرقا لمتخذى القرار والعديد من اصحاب النفوذ وأصحاب المصالح وغيرهم من المتضررين من حرية الاعلام وانطلاقه فى العديد من مناحى الحياة ومجالاتها.

وعلى الرغم من أن الاعلام كان مؤثرا بقوة فى ضرب منابع الفساد وتعاون بقوة وبصورة عميقة مع أجهزة الدولة الرقابية والأمنية من أجل محاربة الفساد وتوجيه ضربات قاسمة له، ورغم هذا فجأة تم التعامل مع الاعلام باعتباره اعلاما معاديا وان الاعلاميين هم أعداء الدولة ويسعون الى هدم الدولة فقط وليس البناء.

وتغير مرارا التعامل مع الاعلام من المتحكمين فيه أو بالاصح من يديروه الا انهم فجأة لجأوا إلى من هم فعلا ضد الدولة و مدنيتها حريتها واستعانوا فى الاعلام بمن رددوا سابقا ( يسقط حكم العسكر ) ومن كانوا فى صفوف جماعة الاخوان المسلمين ومن كانوا يؤيدونها، وحتى من نادت بثورة ثالثة استعانوا بها اعتقادا منهم تارة ان هذا ربما يجعل المعارضين يصطفون مع الدولة ويضع الجميع فى خندق واحد من أجل البناء أو لكسر سمهم تارة اخرى.

وبعد أن فشلت فعليا التجربة الاعلامية قصدا او مصادفة كما كان متوقعا، وبعد أن تم التضحية باغلب الإعلاميين والصحفيين الوطنيين والمهنيين والذين كانوا دائما فى خانة الدولة وحاملين لواء المهنية بدأت المرحلة الثانية من إغلاق منابر الإعلام والإجهاز عليه والتخلص منه خاصة بعد تصدير صورة عدائية عنيفة للشعب عن الاعلام وبث الكراهية والبغضاء فى نفوس المواطنين ضد الاعلام وحتى من تركوهم على الشاشات او تصدروا الصحافة مرفوضون شعبيا بدرجة كبيرة وهو ما دفع الرئيس لان يقول أن الإنجازات كثيرة ولا احد يعلم عنها شىء .. وهذا اعلان صريح أن اعلامكم فاشل.

وبعد انتهاء تلك الموجة تبقى الموجة الاخيرة من ظهور من يتولى ادارة ملف الاعلام فيلتف حوله من يستعين بهم من الاعلاميين ويبدا البعض الاخر فى الهرولة ناحية قبلته وتدور ماكينة النفاق والانسحاق حوله باعتباره المنقذ لهذا القطاع البائس.

التعامل مع الاعلام بنفس الخطط السياسية التى تم استخدامها سابقا ونجحت سياسيا مع نظام الاخوان او غيره، غير مجد ولا يمكن توقع أن يصل الى ذات النتائج التى وصلت فى السياسة وقد تكون نجحت جزئيا ولكن مع الاعلام لن تنجح.

واذا اتبعنا ما يتردد عن تجهيز وإعداد إعلاميين شباب تابعين وموجهين وملكيين أكثر من الملك، فإننا نتحدث ايضا عن مراهقة فى اتخاذ القرارات والتحرك دون صواب فيما يتعلق بالخبرات والمهنية.

يا سادة الاعلام المصرى مهم جدا لبناء الدولة والتخلص منه سيدفع الشعب للجوء إلى الاعلام الخارجي سواء أكان معاديا او محايدا، مهنيا أو مدفوعا وفى تلك الحالة لا تلوموا الا انفسكم وبخاصة مع استعانة الاعلام الخارجي برموز ونماذج إعلامية مصرية مهنية تم استبعادها واستخدامها فى مؤسساتهم يتم إغرائهم حاليا بقوة ليصل الامر بِنَا فى النهاية الى نقطة الا عودة، ناهيك عن اعلام التواصل الاجتماعى وهو خارج السيطرة تماما ولن يخضع للسيطرة مهما حاولتم، ناصر لم يكن لديه إعلام إليكتروني !.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى