آراءشويّة دردشة

فى الازمات تظهر معادن الرجال | بقلم شنوده فيكتور فهمى

وتظل المقوله الخالده فى اوقات الازمات تظهر معادن الرجال

فبكلمات تغلفها مشاعر الحزن والالم القى قداسة البابا تواضروس عظته خلال صلوت يوم الجمعه العظيمه تحدث فيها فى تأملات روحيه لاحداث ذلك اليوم وفى نهاية  كلماته  كان طلبه من جموع الشعب القبطى بقضاء يوم العيد مع المتعبين والمصابين والمرضى والذين هم فى ضيق او الم ليس بسبب الاحداث الاخيره فقط ولكن بصفه عامه كما اكد ايضا ً على قصر العيد على اقامه صلوت القداس ليله السبت وعدم اقامه اى استقبالات للعزاء صباح يوم الاحد وتحديدها فى وقت اخر.

حقيقة توقفت كثيرا ً امام الامرين ولم اتعجب من صدورهما من قداسته، فمنذ الايام الاولى لجلوسه على كرسى البطريركيه  كانت الحكمه والهدوء والحزم هما سمات تلك الشخصيه فى وقت كانت مصر تأن فيه بشده من حكم الجماعه الارهابيه، ولا انسى ذاك السؤال الشهير الذى وجه له من مراسل قناة 25 يناير انذلك عن تطلعاته لمستقبل مصر فكانت الاجابه الاكثر حكمه ووضوح ( الحريه والعداله ) ولعلنا نتذكر انه كان شعار حزب الاخوان أن ذاك.

فقد ادرك قداسته ان مصر تمر بمرحله شديدة التعقيد والتوتر والحساسيه فكان لزاما ً عليه ولاكثر من اعتبار مراعاة ذلك ووضع مصلحه البلاد وافراد الشعب المصرى بمختلف طوائفه نصب عينيه والتصرف بحرص واتزان ورويه.

وتتوالى الاحداث بعد ذلك من الاعتداء على الكاتدرائيه لاول مره فى التاريخ وصولا ً لتلك اللحظات الحاسمه فى 30 يوينه و3 يوليه وما تلاهما من حواث ارهابيه وتفجيرات، فقد ادرك البابا ان استهداف الكنيسه المصريه بصفه خاصه والدوله المصريه بصفه عامه اصبحا امرا ً لا غبار عليه، ونعيش سويا كمصريين احداثا وحوادث متعدده تبغى الضرب فى تماسك هذا الشعب وترابطه بكل افراده ومؤسساته الوطنيه العريقه وعلى راسها المؤسسه العسكريه والكنيسه الوطنيه فالمخططات اكبر بكثير جدا من استيعاب العديد من المواطنين

ورغم حرص الدوله الدائم على توفير سبل العيش الطبيعيه الا ان الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يرسل العديد من صيحات وكلمات التنبيه والتحذير مما يحاك للبلاد، وان الهدف الدائم والاسمى لهولا ء هو هدم الدوله المصريه من الداخل، وكلما ادرك الكبار خطوره الموقف .. تعاملا معها بحكمه وذكاء ووطنيه كلما ذادت وتيره وقسوه المعركه التى لن ابالغ ان قلت انها اقوى بكثير من حروب عده خاضتها مصر حتى لو جمعت فى وقت واحد.

نعم اعزائى فوقت تلك الحروب كان عدوك محدد ولم نكن نعانى من حروب الجيل الرابع واستخدام كل الوسائل المتاحه من السوشيال ميديا والاعلام اللذى هو ضدك لهدمك وتدميرك والقضاء عليك، وانبه هنا وبشده ان البعض قد يخلط بشده بين ما كانت تعانيه مصر فى الماضى من مشاكل فى الملف القبطى كنتيجه طبيعيه وحتميه لفتره زمنيه قاربت على 45 عاما من تيارات وهابيه هبت علينا، وسيطرة جماعات التشدد الدينى على العديد من الاماكن داخل مصر، وما نعانيه الان من ارهاب موجه ضد كل المصريين يُستخدم فيه الاقباط لضرب مصر من الداخل عن طريق تلك الجهات والجماعات، وعلى هامش ذلك اثق ان مؤسسه الرئاسه المصريه تُدرك وتعى جيدا  ملابسات وموروثات تلك السنوات وهى على يقين من استخدام البعض لها لاشعال اى ازمات طارئه، واننا فى القريب العاجل سنرى فى المجتمع المصرى متغيرات عده فى هذا الملف.

نعم يا ساده دوله 30 يونيه المصريه شديدة الثراء الوطنى تواجه حربا ً شعواء لهدمها وتصوير الامر فى اتجاه صراع او حرب بين اخوه واشقاء فى وطنا ً واحد كان قرارهم وقت الازمات والخطر واحد وهو مصر فقط لاغير، فما بين حكمة البابا تواضروس ورؤيه وقياده الرئيس السيسي للدوله .. مصر على الطريق  تحزن على فراق ابنائها وتأخذ بتارهم وتدرك صعوبه وتعقيد وضرواة تلك الحرب.

نؤمن جميعا ً بأن لنا اله واحد نعبده جميعا ً كلٍ حسب معتقده وهو وحده اعلم بما في القلوب يعرف من يعبده عن حق ومن لا يعرف سوى طريق الشر، ورغم كل الحزن ورغم كل الوجع تبقى مصر حقيقة وجودها هى الغايه والدفاع عنها هو الهدف الاسمى لكل من كان يحمل لقب ( مصرى ) بجد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى