شويّة دردشة

فوضي إعلامية يا سادة !! .. بقلم هويدا دياب

هويدا دياب

فوضى الإعلام التي يعيشها المجتمع المصري وهي فوضى زادت كثيراً بعد ما يسمى بـ»الربيع العربي»، والأحداث التي شهدتها مصر-بالفعل هناك أزمة- لأن البعض لا يدرك الفارق بين إعلام يعمِّر وإعلام يدمِّر، ونحن في ظرف دقيق مليء بالصعوبات، ينتظر من الإعلام دورًا إيجابيًّا يتابع وينتقد، بل يهاجم ولكن بالدليل والبرهان، مع الحرص في الوقت نفسه على إنارة الطريق،للمشاهد وتقديم البدائل واقتراح الحلول.

 

أما عن الأزمة الناتجة مما أراه من كثيرين فى الفضائيات فهو نوع من الانفلات الاخلاقي، وعندما تكون هناك فوضى بهذا الشكل في قطاع معين، فإن الحاجة تزداد لمزيد من التقنين والتنظيم، وهذه العملية تتطلب مرونة وسرعة، ودعماً مشتركاً. فبالنسبة للمرونة، من الأهمية أن يعاد النظر في كافة التشريعات والأنظمة والإجراءات المعمول بها وتكون بطريق واحد هو الالتزام بمجموعة من الضوابط المهنية والأدبية والأخلاقية والقانونية، ولا سبيل غير ذلك.

 

إن استمرار الحرية دون ضوابط خطر علي امن الوطن، الوطن يهان يا ساده فى برامج تسخر من بلدي، الوطن ينتهك على الفضائيات، الفيلم المصري يقال عنه مصدي ومبني التليفزيون المصري المملوك لبلدي يسخر منه محدثو النعمة، نتيجة انهم يوظفون الاعلاميين الذين ليسوا هم بإعلاميين ..

فهل اصبح الاعلام بلا كبير ياساده، كل شيء يهان، هل حان وقت طمس الهوية المصرية لماذا نتركهم بهذا الشكل اين قانون الدولة لمن يتطاول على قامة وقيمه من رموز مصرية، يجب علينا ان نقف ونقطع لسان من يتطاول على رموزنا لقد صمتنا كثيرا – كفانا صمتا- حتي وصلنا لهذا المرحلة من العشوائية فى الاعلام افيقوا يرحمكم الله    .

 أن مذيعي برامج التوك شو يعتبرون انفسهم نجوم العصر ….الإعلاميون بواقعهم الحالي هم أصحاب الصوت العالي، ولا يمكن أبدًا ان نتوقُّع أنهم سيرحبون بأي ضوابطَ، وسيظهرون الأمر على أنه حرب ضد حرية الرأي وطبعا سوف يضربون المثل بالحريات فى الغرب والخ……

 

وقبل التحول إلى تجارب الآخرين في ضبط الإعلام دون الحد من حريته، فإن الوضع الحالي في مصر يشير فقط إلى غياب أي نوع من الضوابط المهنية أو مواثيق الشرف الإعلامية، التي يمكن أن تَضبط عمل الفضائيات، وتلزم مذيعيها.

 

أما عن مواثيق الشرف، فلا وجود حقيقيًّا لها فيما يخص الفضائيات على النيل سات ، بل ولا توجد في مصر أصلاً نقابة حقيقية للعاملين بالإعلام المرئي؛ سواء كان رسميًّا، أو خاصًّا، حتى نتحدث عن قيامها بمحاسبة المتجاوزين في هذا المجال.

 

وفي تجارب سابقة مثل وثيقة تنظيم البث الإذاعي والفضائي في المنطقة العربية التي اقترحتها كل من مصر والسعودية وتونس عام 2008، إلا أن الصيحات تعالت لترفض ما تصفه بقصف قلم أو إغلاق قناة، حتى لو أخطأت أو تجاوزت أو أضرت بالآخرين.

 

وفي كل الحالات التي اضطر فيها البعض للاستنجاد بالقضاء في مواجهة الإعلام، فإن الجماعة الإعلامية بأسرها تستنكر أن يتعرض الإعلامي للسجن بسبب رأيه، لكن الغريب حقًّا !!!! هو المطالبة بتطبيق نفس المبدأ حتى لو أخطأ الإعلامي في حق رئيس او مسئول او مواطن واضر  بسمعته أو عرضه.

 

نستشهد دائمًا بالغرب الذي سبقنا بالفعل في كثير من المجالات، ونظرة سريعة للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، نجد أنها أكدت الحرية، لكنها قيدتها باحترام حقوق الآخرين وسُمعتهم، فضلاً عن حماية الأمن القومي والنظام العام.

 

وحتى إذا كان الواقع الغربي يشير فعلاً إلى أن نشر خبر كاذب لا يستتبع سجن الإعلامي أو إغلاق القناة التي يعمل بها، فإن الحقيقة أيضًا أنه ينال من العقاب ما قد يكون أكثر من السجن، وينطبق ذلك أيضًا على وسيلة الإعلام التي قد تضطر لدفع غرامات باهظة تمثِّل رادعًا حقيقيًّا وكافيًا.

 

لكن هذا ليس كل ما في الأمر أيها السادة، فهناك المسئولية الأدبية التي وصلت إليها هذه المجتمعات الغربية فالإعلامي الغربي الذي يرتكب خطأً مهنيًّا، ربما لا يستطيع رفع رأسه في مجتمعه لسنوات، أما عندنا فيرتكب الاخطاء والموبقات بحق آخرين و بحق المجتمع ، ثم يسير ورأسه مرفوعا و صوته عالي وكأن شيئا لم يكن وكمان بينظر على خلق الله وكان هذا الاعلامى فوق اي قوانين واعراف بل ويا للأسف، يجد من يحتفي به فى القنوات ويعامله كبطل مغوار.

 

وحتى نصل لاخلاق الاعلاميي الغرب يجب ان يكون لدينا مثل مجتمعهم، وان يتعود مجتمعنا على نبذ من يستغلون الحرية لانتهاك حريات الآخرين دون وجه حقٍّ، فلا أمل لنا إلا بميثاق شرف إعلامى حقيقي وفاعل، وأعتقد أننا نحتاج هنا إلى ميثاق شرف إلزامي، يحمل بعض أشكال العقاب لمن يخالفون ما ينص عليه من معايير للسلوك الاخلاقي والمهني،.

 

وللعلم اى خطوات نحو تنظيم حرية الإعلام وترشيدها، قد تُفهم لدى معظم الإعلاميين -الاعلاميين الذين ليسوا هم بإعلاميين- على أنها محاولة لتقييد الإعلام من أجل أغراض سياسية.

 

ورغم صعوبة الوضع، فلا بد أن ندرك أن إصلاح الإعلام لا يجب أن يتأخر، فهو قاطرة حقيقية تقوم بدور رئيسي في تقدُّم الوطن ورُقي المجتمع، لكن الأمر يحتاج إلى جهود صادقة من الجميع؛ سواء من السلطة، أو من جموع الإعلاميين،

 فلإعلام جزء أساسي من أمن الوطن.

هويدا دياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى