عندما تذهب لفحص سيارتك قبل السفر، تكون واحدة من النصائح التي تتلقاها من الفنيين المتخصصين في الإطارات هي أن تستبدل الهواء العادي في إطارات سيارتك، وتستخدم النيتروجين.
ولكن السؤال: هل بالفعل استخدام النيتروجين في إطارات السيارات مفيد، وبخاصة في حالات السفر الطويل، أم أن الأمر لا يتجاوز كونه محاولة تسويقية لا داعي لها؟
بالطبع الإجابة يقدمها خبراء إطارات السيارات الذين يؤكدون أن الأوكسجين المكون الأساسي للهواء يتفاعل مع مادة المطاط المكونة للإطار، ويسبب عملية أكسدة يضعف على إثرها جدار الإطار، ويؤدي إلى عدم تماسك مكوناته ويفقد قوته، ومع السرعات وارتفاع درجات الحرارة يتفاعل الأكسجين مع البطانات الداخلية للإطار ويسبب تآكلها، أما النيتروجين فلا يتفاعل مع مكونات الإطارات.
ايضا يقلل “النيتروجين” من حدوث انتفاخ بجوانب الإطارات، أو ما يطلق عليه “البالونة” التي تظهر نتيجة اصطدام الإطارات بحفر أو مطبات ويحدث قطع وانفصال في مكونات الإطار الجانبية، ويتخللها الهواء وقد يلزم تغيير الإطار في هذه الحالة مهما كانت حداثته.
كما يشير الخبراء إلى أن تعبئة الإطارات بغاز النيتروجين توفر مجموعة من المميزات، منها أنه أقدر على تحمل الضغوط والحرارة المرتفعة من الهواء، ومع السرعات العالية فإن النيتروجين لا يتمدد بقدر تمدد الهواء وبمعنى أدق لا يكون الإطار معرضا للانفجار عند السرعات العالية، ولعل هذا هو السبب في استخدام غاز النيتروجين في سباقات (الفورميولا).
هذا ورغم ارتفاع تكلفة النيتروجين مقارنة بالهواء العادي، إلا أن المزايا التي يوفرها وارتفاع درجة الأمان في استخدامه، وبخاصة في السفر الطويل، يمكن أن تحسم قرارك بسهولة، فأمانك وسلامة أسرتك لا تقدر بثمن.