فلنترك آلهة العجوة ونعمل من أجل مصر | بقلم وليد عبد الرحمن
قد تتفق او تختلف مع الرئيس عبد الفتاح السيسى فلا ضرر فى ذلك، وقد تكون مؤيدا أو معارضا لسياساته ولاغبار فى هذا ايضا، ولكنك لا مفر من أن تسلم بانه نجح فى الحصول على شهادة جودة وصلاحية لمصر فى ساعات قليلة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا .
ففى ظل برد قارس ورياح عاصفة تجد حملة من الرئيس شخصيا لايواء المشردين فى الشوارع وقبلها حملة 100 مليون صحة وهى كلها تحركات غير مسبوقة اجتماعيا أشاد بها العالم أجمع وشهد له القاصى والدانى ودفعت مع حملته لتطوير العشوائيات رصيده إلى أعلى مستوياته مع الطبقات الفقيرة والطبقة تحت المتوسطة لانهما الأكثر إستفادة من تلك الحملات الاجتماعية البناءة ، والتى ربطت المواطن ببلده وبقيادته بصورة قوية .
وبعد تلك الحملة وجدنا إرتفاعا فى سعر صرف الجنيه المصرى أمام الدولار الامريكى أدى إلى إنخفاض العملة الامريكية بمقدار 21 قرشا خلال سويعات قليلة فى نهار يوم الأحد ما أدى إلى تراجعا موازيا لكافة العملات أمام الجتيه المصرى، وهى شهادة للاقتصاد المصرى بانه يسير على الطريق الصحيح حتى لو كان هذا الطريق طويلا فلا ضير من أن تأتى متأخرا خيرا من الا تأتى مطلقا .
ولم تكن انتعاشة الجنيه المصرى مصادفة لانها سبقها بعدة أيام تصريحات لمحافظ البنك المركزى طارق عامر أكد فيها أن الجنيه المصرى تنتظره انتعاشة قريبة، وبالفعل جاءت بعد ساعات انتعاشة حقيقية وقوية، لان المعتاد فى صعود وهبوط العملات أن تتحرك فى نطاق الخمسة قروش وليس 21 قرشا مرة واحدة، وهو ما أدى إلى تراجع أسعار صرف باقى العملات الاخرى امام الجنيه المصرى .
وبالطبع كانت هناك أسباب أهمها تراجع الواردات المصرية وهو الامر الذى برز جليا فى سوق السيارات بالتحديد والتى احدثت فارقا فى توافر العملة الاجنبية فى سوق الصرف بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات وغيرها من الاجراءات الإقتصادية التى أدت إلى هذا التحرك للجنيه المصرى والذى نتمنى جميعا استمرار تلك السياسات من أجل مزيد من الارتفاع للجنيه المصرى ومزيد من التراجع للعملات الاجنبية جميعا .
ومع الانتعاشة الاقتصادية والفورة الاجتماعية وجدنا هرولة من الرئيس السودانى عمر البشير إلى القاهرة وزيارة للرئيس الفرنسى إلى مصر زار خلالها معبد ابو سمبل هو وقرينته قبل بدء الزيارة الرسمية ليؤكد مجددا أهمية ومكانة مصر السياسية .
ولم تكن الزيارتين سواء السودانية او الفرنسية من بين الزيارات العادية لان الدولتين تشهدان قلاقل فى شوارعهم وثورات على الانظمة الحاكمة التى جاءت تطلب دعما سياسيا ومشورة الرئيس السيسي والاستفادة بخبرته فى التعامل مع تلك الأحداث التى تؤثر سلبا على الحياة العامة فى الدولتين، وعرضا البشير وماكرون على الرئيس السيسي مزيد من التعاون فى كافة المجالات ووضع أسس للتعاون بين مصر والدولتين .
وفى ظل تلك النتائج الايجابية هل نجد مزيد من الهدوء فى الشارع المصرى يساعد القيادة السياسية على تحقيق مزيد من التقدم والتطور وحل المشكلات التى عانت مصر منها طويلا أو تلك التى تعوق مسيرة الدولة المتأهبة للانطلاق .
لا يجب أن نسلم انفسنا لأهواء الموالاة والمنافقين والداعمين للسلطة بدون وعى، كما اننا لا يحب مطلقا أن نصغى للمعارضة والسوداويين والناقمين على السلطة بلا كلل ولا ملل، يجب أن يجلس الخبراء جميعا من كل الوان الطيف السياسى والاقتصادى فى مواقع المسئولية ومن هم ليسوا فيها لنتدبر جميعا الامر ما الذى أحدث زلزال الدولار فى مصر وكيف نستمر فى السياسات تلك التى يمكن أن تدفعه لمزيد من التراجع، وكيف ندعم القيادة السياسة فى خطواتها لإستعادة مزيد من القوة والمكانة الحقيقية لمصر التى تشدق بها البعض دونما تحرك يذكر فتراجعت بدلا من أن تتقدم قيد انملة .
ولو هناك ناصح أمين لهذه الحكومة فليهمس فى اذنها بأن تتعلم من الرئيس السيسى وتهتم بصورة أكبر بالمواطن واحتياجاته وأن تكون أكثر شفافية لان التحركات فى اتجاه الحماية الاجتماعية للمواطن تنعكس إيجابا على تجاوب المواطن مع الدولة وحبه لها وسعيه للحفاظ على مقدرتها وارتباطه بها، الأمر لا يحتاج إلى محاربة طواحين الهواء ولكن الأمر بسيط ويحتاج إلى قرارات تصب فى مصلحة المواطن فعليا .
إن تقدم الإقتصاد يرتبط وثيقا بالتقدم السياسى وتحسن الحالة الأمنية وتطوير حزم القوانين الخاصة بالاستثمار والقطاع الإقتصادى ككل وهو ما يجب علينا أن نعمل عليه حتى يشعر المواطن بتحسن فى حياته وإنخفاض فى الأسعار وبالتالى يجنى ثمار الاصلاح الإقتصادى الذى تنفذه الدولة .
يا سادة نحن لا نخترع العجلة نحن فقط نحتاج الى ترتيب اوراقنا ووضع المشكلات على طاولة البحث ووضع الحلول لها، بعضها ستكون حلولا عاجلة وبعضها ستحتاج إلى مزيد من الوقت وهو ما يفعله الرئيس، ولذا يجب أن نتفاعل مع ما يقوم به وينفذه ونساعده فى تنفيذ خططه المستقبلية المثمرة ونترك آلهة العجوة التى يحلو للبعض عبادتها .