افتتاحية بروباجنداعاجل

فلسطين في قلب مصر.. أنظار العالم تتجه إلى السيسي لوقف نزيف الحرب

افتتاحية بروباجندا

كالعادة.. وكما هو متوقع، توجهت أنظار العالم قاطبة إلى مصر لوقف شلالات الدم التي اندلعت إثر المواجهات الأخيرة الدامية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي والتي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا ما بين قتلى ومصابين وتدمير مئات المباني وقطع الكهرباء عن قطاع غزة القابع تحت الحصار الإسرائيلي منذ سنوات.

ومنذ اللحظة الأولى لاشتعال الأحداث تحركت مصر على الفور لوقف نزيف الدم وحماية الإخوة الفلسطينيين، وجرت الاتصالات من جانب القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي بين كافة أطراف الحرب للتوصل إلى تهدئة لا يقدر على التوصل إليها سوى مصر الحارس الأمين على جميع الأشقاء العرب.

فمنذ ساعات أعلنت الخارجية الأمريكية إجراء اتصالات مع مصر بهدف الوقف الفوي للعنف في غزة، حسب خبر عاجل بثته القاهرة الإخبارية، وثمن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جهود مصر لنزع فتيل التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين.

كما أجرت روسيا وعدد من الدول العربية من بينها السعودية والإمارات والأردن وغيرها اتصالات مكثفة مع مصر كلاعب أساسي في المنطقة لوضع حد للعمليات العسكرية التي تهدد بتصعيد خطير لا أحد يأمن عواقبه في الشرق الأوسط.

ومنذ وقوع المصادمات العنيفة.. لم تهدأ التوقعات التي ترسم سيناريوهات الخوف مما تحمله الأحداث القادمة، وتوجهت كل أنظار العالم إلى الدور المصري من هذه القضية، انطلاقاً من اعتبار مصر الشقيقة الكبرى للعرب والداعم الأول والوحيد للفلسطينيين، فقد خاضت في سبيلها حروب عديدة وبذلت من أجلها دماء زكية وأرواح طاهرة.

فطوال السنوات الماضية تعرضت الأراضي الفلسطينية المحتلة لاعتداءات متكررة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، والشاهد الأساسي في هذه الجرائم أن مصر كانت هي الدولة الوحيدة التي تتدخل لوقف الاعتداء على الإخوة الفلسطينيين، بل أن أبواق الإعلام المأجورة لم تكن تستحي وهي تسأل أين مصر من هذه الاعتداءات على فلسطين، وهذا ما يؤكد أن مصر هي الحصن المنيع للعرب.

ففي الثامن عشر من شهر مايو 2021 أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة القصف الوحشي للاحتلال الإسرائيلي ، وجاء ذلك في وقت غاية في الصعوبة، حيث كانت ذروة الضغوط الاقتصادية على المجتمع الدولي إثر انتشار جائحة كورونا وما خلفته من كساد وركود وأزمة مالية عالمية، إلا أن مصر أبت إلا أن تقوم بواجبها المعهود تجاه الأشقاء الفلسطينيين لتتحول مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي “مسافة السكة” للأشقاء العرب إلى أفعال لا أقوال.

وعلى مر التاريخ تحتل القضية الفلسطينية مركز الصدارة على رأس اهتمامات وأولويات القيادة السياسية في مصر، ورغم تبدل الخريطة السياسية خلال السنوات الأخيرة على نحو غير مسبوق وفي ظل اضطرابات خطيرة تشهدها عدة بلدان عربية من بينها العراق واليمن وسوريا وليبيا، إلا أن حرص مصر ومسئولياتها تجاه فلسطين لم ينخفض بل على العكس حظي بنصيب أكبر لمنع ضياع حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في متاهة الأحداث والأزمات المتلاحقة.

ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية الحكم، بذلت مصر العديد من الجهود لتجنب أشقائنا الفلسطينيين المزيد من الخسائر على أيدي الاحتلال الإسرائيلي وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني، ورغم خوض مصر معركتها الشاملة في ظل حربها ضد الارهاب ومواجهة المشاكل الاقتصادية المترتبة على الأوضاع الإقليمية المحيطة، إلا أن استراتيجية الرئيس ظلت ثابتة على مبادئها بتقديم كل الدعم من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

ولعل الانتصار الأعظم الذي أنجزته مصر لأجل صالح القضية الفلسطينية هو إقرار المصالحة بين جميع الفصائل ورعاية الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي طالما تقطعت به السبل طوال السنوات الماضية والذي ركز على عدة مبادئ من أهمها ضرورة وضع برنامج سياسي موحد بين كل الفصائل ركيزته الأساسية توحيد الصف في مواجهة القضايا المصيرية، والاتفاق على عدم قيام أي فصيل من الفصائل أو السلطة الفلسطينية بالخروج عن البرنامج السياسي الموحد أو الانفراد باتخاذ القرار، إلى جانب تدعيم السلطة الفلسطينية وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.

وقد حرصت مصر على إبلاغ الفصائل الفلسطينية منذ بداية الحوار بأنها لا تشكل بديلاً عن السلطة الفلسطينية، وأن علي تلك الفصائل إعلاء المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وتوحيد رؤيتها مما يدفع الأطراف الدولية إلى معاودة الاهتمام بعملية السلام في الشرق الأوسط بعد أن أصبحت هذه الأطراف على اقتناع بأن ما يجرى في الأراضي الفلسطينية قد أضر بالقضية الفلسطينية.

وينطلق الموقف المصري ليس تجاه فلسطين الحبيبة فحسب، بل وكل الأشقاء العرب، من استشعار مسئولية الشقيقة الكبرى مصر لتظل القاهرة قلب العروبة النابض وعاصمة الوحدة العربية.

كلمة أخيرة

هذا قدرك يا مصر ودورك يا سيسي .. فالكبار تعرف قيمتهم أوقات الشدائد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى