
عجزت سوريا عن ترجمة استحواذها وزيادتها العددية فتعادلت مع فلسطين صفر-صفر، الأحد في الشارقة في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية في كأس آسيا 2019 في كرة القدم.
وسيطر المنتخب السوري على الكرة طوال المباراة واكمل خصمه المواجهة بعشرة لاعبين، بعد طرد قلب دفاعه محمد صالح في آخر ثلث ساعة دون أن ينجح بالتسجيل.
ورفع الفريقان رصيدهما الى نقطة في المركز الثاني وراء الاردن الذي حقق فوزا مفاجئا الاحد على أستراليا حاملة اللقب 1-صفر.
وهذه أول بطولة رسمية لمنتخب سوريا منذ اندلاع النزاع الدامي في البلاد قبل نحو ثمانية أعوام، علما بأنه لا يزال ممنوعا من استضافة مباريات على أرضه.
وقال الالماني برند شتانغه مدرب سوريا بعد المباراة “أعتقد اننا خائبون اكثر من فلسطين لتقاسم النقطتين معهم، وذلك بعدم ترجمة الفرص التي سنحت لنا. ماكيناتنا التهديفية لم تكن ناجعة، برغم دعم الجماهير”.
وتابع “السيطرة على الكرة لا تجلب شيئا. حصل الشيء عينه بين الاردن واستراليا قبل ساعتين. من توقع ان تفوز الاردن على استراليا؟ لم اتوقع ذلك. كانت مفاجأة كبيرة مع نسبة استحواذ هائلة”.
واردف “دائما تواجه مشكلة باللعب ضد خصم يدافع بعشرة او تسعة لاعبين. كيف يمكن ان تجري بسرعة بين هذا الكم من اللاعبين؟ النتيجة الوحيدة التي تجنيها المرتدات او اهداف سهلة للخصم”.
وكانت سوريا بلغت مرحلة متقدمة من التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2018 في روسيا، وخرجت بصعوبة أمام أستراليا في ملحق التصفيات الآسيوية. وتشارك سوريا للمرة السادسة في النهائيات من دون ان تتأهل الى الدور الثاني.
وهذا اول تعادل لسوريا في 14 مباراة في النهائيات بعد 5 انتصارات و8 هزائم.
في المقابل، هذه المشاركة الثانية لفلسطين في النهائيات القارية، بعد خروجها من الدور الأول دون أي فوز أو تعادل في نسخة 2015، فحصدت نقطتها الأولى.
وترك شتانغه اللاعبين عمرو ميداني ومحمد عثمان ويوسف قلفا على مقاعد البدلاء، معولا على زاهر الميداني واسامة أومري وعبد الملك عنيزان في الدفاع وخط الوسط. وجاء الشوط الأول متوسطا مع أفضلية استحواذ واضحة لسوريا من دون فرص كثيرة.
وحصل “نسور قاسيون” على أول فرصة عبر مهاجمهم عمر السومة الذي حمل شارة القائد، بكرة رأسية فشل المهاجم عمر خريبين بمتابعتها (2).
لكن أخطر فرصة لسوريا جاءت من عرضية لأومري لعبها خريبين رأسية بمضايقة من المدافع محمد صالح ،صدها الحارس رامي حمادة ببراعة (29). أصيب بعدها لاعب الوسط النشيط اومري بركبته اليمنى فدخل يوسف قلفا بدلا منه (39).
وشهد الشوط رقابة لصيقة على السومة، هداف الدوري السعودي ثلاث مرت مع النادي الأهلي، عبر عبد اللطيف البهداري ومحمد صالح.
من جهته، لم يحصل المنتخب الفلسطيني على أية فرصة واكتفى بالضغط على الدفاع السوري عبر تامير صيام وياسر اسلام بينتو وخلفهما سامح مراعبة، لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي في ظل هتاف الجمهورين “واحد واحد واحد، فلسطين وسوريا واحد”.
استمر سيناريو الاستحواذ السوري الواضح في الشوط الثاني من دون فرص، لكن المبارة شهدت منعطفا هاما في الدقيقة 69 عندما نال قلب دفاع فلسطين محمد صالح انذارا ثانيا، لاصطدام يده برأس خريبين اثر كرة مشتركة، فطرده الحكم الاوزبكستاني رافشان ايرماتوف ليخرج باكيا ويصبح أول لاعب يطرد في النهائيات.
هنا تعاظم الضغط السوري على منطقة “الفدائي” ودفع مدرب سوريا شتانغه بلاعب الوسط الهجومي محمد عثمان بدلا من زاهر الميداني، بيد ان التعادل السلبي بقي على حاله.
وعن تأخره بالدفع بمحمد عثمان، قال شتانغه “تحدثنا كثيرا معه بعد وصوله في 22 كانون الاول/ديسمبر. كان لائقا من الناحية الجسدية جيدا لكن مرهقا جدا ذهنيا. منحناه راحة بعد موسم صعب في هولندا ونحتاجه في الجولة الثانية”.
واردف “حاولت اللعب عبر الاجنحة ومن وراء المدافعين. كنا عدوانيين وفزنا بكل الثنائيات. واجهنا حائطا منظما، حتى عمر السومة راقبه لاعبان او ثلاثة. تعادلوا مع الصين وايران ويجب ان تحترم تكتيك الخصم”. وعن اصابة أومري قال “لا تبدو جيدة، شيء ما داخل ركبته وسننتظر تقرير الطبيب”.