فعاليات اليوم من منتدي إفريقيا 2017
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن التعاون بين القطاع الخاص وبين الحكومات يعد أمر في غاية الأهمية، مشيرا إلى أن دور القطاع الخاص يقوم بأكثر من 80 إلى 90 % من الاستثمارات وهو السبب الأساسي لعقد منتدى “إفريقيا 2017” للوقوف على التحديات والمشاكل التي تواجه هذا التعامل حلها.
وأشار السيسي خلال فعاليات منتدى إفريقيا 2017 بشرم الشيخ، إلى أن هناك مصاعب كثيرة تواجه القطاع الخاص، وتحديات كبيرة على الحكومات التغلب عليها، مؤكدا أن وجود رؤساء الدول في منتدى إفريقيا يعد فرصة كبيرة للتحدث وتبادل الرؤى والأفكار حول هذا الموضوع.
وشدد على ضرورة التواصل بين الحكومات وبعضها البعض في القارة الأفريقية، مؤكدا أنه في حال التغلب على هذا التحدي وأصبح هناك تواصل كامل “بري وجوي وبحري” سيكون له أثر بالغ في نقل القارة بشكل كبير وسيحشد كل قطاعات الأعمال لقارتنا الأفريقية، وأيضًا ضرورة تعزيز العمل المشترك بين هذه التكتلات على مستوى القارة الإفريقية بأكملها، من أجل إزالة العوائق الجمركية وتحسين حركة النقل والتواصل بين أنحاء القارة، بالإضافة إلى البنية التحتية بكافة أنواعها الحديثة.
وأكد السيسي على ضرورة العمل على استكمال التكامل الإقليمي بين الدول الأفريقية والتعامل مع العالم ككتلة متماسكة، مشيرا إلى أن الدول الموقعة على اتفاقية التجارة الحرة بين دول الكوميسا ومجموعة شرق أفريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الإفريقي – التي تم التوقيع عليها في يونيو 2015 – من المهم أنها تدخل حيز التنفيذ بالكامل، لافتا إلى أنه تم التصديق على 8 دول ويتبقى 14 دولة تنتظر التوقيع حتى تدخل هذه الاتفاقية حيز النفاذ.
وأشار إلى أن إجمالي عدد هذه الدول 26 دولة بناتج محلي حوالي 1.2 ترليون دولار وعدد سكانها يبلغ حوالي 700 مليون، مضيفا أن التعاون بين الدول الأفريقية سيساعد كافة الدول على الاستفادة من هذه الإمكانيات.
وقال الرئيس السيسي، إن أفريقيا هي الطريق الرئيسي لنمو الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أنها تمتلك فرص ضخمة جدا للنمو والتقدم.
وأضاف السيسي” استمعنا اليوم وأمس إلى شباب القارة وكبار المستثمرين ورأينا أمثلة محددة ونماذج ناجحة، لافتا إلى أن كل شاب لديه إرادة وفرصة يستطيع أن يحقق النجاح.
وتابع الرئيس السيسي “أن التحول من كيان ناشئ إلى كيانات عملاقة أمر في غاية الأهمية وسيكون له تأثير كبير على المستوى الإقليمي”.
وقال السيسي: “أنه تحدث خلال الجلسات عن أن استثمار مصر بلغ نحو مليار دولار من إجمالي الحجم التراكمي الذي وصل إلى 9 مليارات دولار في أفريقيا”، مشيرا إلى أن مصر حريصة على تشجيع القطاع الخاص المصري لكي يعمل في كافة الدول الأفريقية، مضيفا: “من الأفضل أن نعمل في أفريقيا بدلا من البحث عن العمل في مناطق أخرى، حيث أن الفرص الموجودة في أفريقيا فرص واعدة، وخاصة إذا تعاونت الحكومات فيما بينها ويسرت الأمر على القطاع الخاص”.
ومن جانبه أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي – خلال فعاليات منتدى أفريقيا 2017 بشرم الشيخ – أن المنتدى هو خطوة على طريق طويل جدا للقارة الأفريقية، مضيفا أن كل الموضوعات التي تم مناقشتها والتي سيتم مناقشتها لن يكون لها جميعا حلول سريعة بل هي خطوة على الطريق الصحيح.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن المناقشات التي تتم خلال المنتدى يتم السعي من خلالها لتبسيط المسائل بين دول القارة حتى تكون النتائج والطموحات المنتظرة من القيادات في محلها أمام الشعوب، موضحا أن الجميع يتحدث عن تكامل وتعاون على مستوى القارة الأفريقية ولابد هنا من المقارنة بين هذا الأمر وبين حجم الجهد والإجراءات التي قام بها الاتحاد الأوروبي لتحقيقها والتي أيضا لا تزال تواجه عقبات وتحديات.
وأوضح الرئيس أنه لا يستطيع أحد تحقيق الاكتفاء الذاتي في كل شي، مؤكدا أن كل ذلك سيتحقق بين دول أفريقيا في حال تحقيق مزيد من التواصل والتكامل والتقارب، ضاربا مثالا قائلا: “لو حصلت على الأرز من نيجيريا في ظل ظروف المياه المتاحة لديهم قد يكون مناسب بالنسبة لي في ظل ندرة المياه المتواجدة عندي”.
وشدد السيسي على أنه في حال تواصلنا مع بعضنا كقيادات وشعوب وكذلك اللجان المشتركة التي تتم بين الدول والتي تضع موضوعات للتعاون سوف يتم بناء على ذلك تعزيز فرص التعاون، ولن يكون هناك حجم منافسة في نقاط التعاون المطروحة.
وقال “إن أكبر آفة تهدد استقرارنا سواء القطاع الخاص أو القطاع العام أو للدول هي الإرهاب”، لافتا إلى أنه لا يمكن تحقيق نمو حقيقي إلا بتحقيق الاستقرار سواء كان هذا الاستقرار سياسيا أو أمنيا أو غيره”، مؤكدا أنه بدون تحقيق الاستقرار لن يغامر المستثمرين مهما كانت حجم الفرصة الموجودة، مشيرا إلى أن المغامرة صعبة.
وتابع السيسي قائلا: “أريد أن أقول لكم أصدقائي وزملائي وكل الشباب الموجود خلوا بالكم وحافظوا على الاستقرار الموجود في بلادكم ولا تسمحوا أبدا بظهور أي مظاهر عدم الاستقرار وأبرزها في تقديري الإرهاب والتطرف”.
وأضاف الرئيس السيسي قائلا: “خلال محادثات مع أشقائي من قادة أفريقيا قلت لهم لا يجب أن ننتظر حتى يدخل التهديد الإرهابي داخل بلادنا وبعد ذلك نبدأ أن نحصن مجتمعاتنا، ولكن يجب أن نحصن مجتمعاتنا حتى إذا ما كان لا يوجد تهديد”.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الإرهاب والتطرف هما أخطر سلاح لتدمير الأمم وأمال الشعوب، لأنهما يهددان الاستثمار والاستقرار والحياة، مشددا على أن تحصين المجتمعات من هذه الآفة هي مسالة “أمن قومي”.
وتابع السيسي قائلا: “كلما اقتربنا من بعضنا البعض على المستوى الثنائي أو على المستوى الإقليمي كتكتلات أو على المستوى القاري، سيساهم في زيادة فرص التعاون فضلا عن التقليل من فرص المنافسة غير المقصودة”.
وفيما يتعلق بالتعاون الإقليمي والتعاون بين التكتلات الثنائية، أوضح الرئيس أن مصر دعت إلى التكامل مع السودان منذ أكثر من 40 سنة، مبينا أنه لم يتحقق الكثير من النتائج في هذا الصدد.
وفي الختام أشار الرئيس السيسي إلى أن القارة الأفريقية لديها قدرات ومقومات وأمال الشعوب، لافتا إلى أن الدول الأفريقية تحتاج إلى حشد الإرادة من كافة الدول من أجل الوصول إلى الهدف الأساسي وهو النهوض بالقارة.
ومن جانبه أكد رئيس الاتحاد الإفريقي ألفا كوندي ،أن قارة أفريقيا لديها الكثير من المناحي للاستثمار بها، مشيرا إلى أنه من الضروري لتحقيق الاستثمار في قارتنا أن يتسع التعاون فيما بيننا للحصول على طاقات أكثر وليكون لدينا بنية تحتية مناسبة لهذا الاستثمار.
وأشار رئيس الاتحاد الأفريقي إلى ضرورة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، مؤكدا أن أفريقيا لديها الكثير من الجهود لتبذلها في هذا المجال لنصبح مثل أوروبا وأمريكا، مشددا على ضرورة العمل لتحقيق ذلك.
وتابع رئيس الاتحاد الأفريقي قائلا: “التغير الأول الذي لابد أن نفعله جميعا هو التغير النفسي لكي نستطيع تطوير بلادنا بعد ذلك، ولدي ثقة كبيرة في رجال الأعمال الأفارقة، فهم شأنهم شأن البنك الأفريقي يمكنهم أن يقدموا الكثير، ولدينا بعض الجمعيات المصرية التي يمكن الاستفادة منها وكذلك الاستفادة من طاقة الشباب التي تسعى لتغيير المستقبل”.
من جانبه شدد رئيس رواندا بول كاجامي ، على ضرورة مضاعفة الجهود من كافة الدول الأفريقية، من خلال التعاون بين البلدان الأفريقية لتأسيس مناطق تجارة حرة.
وأضاف كاجامي، أنه يجب علينا أن نسرع من وتيرة التنمية في القارة الأفريقية من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية للنهوض بالقارة الأفريقية، مشيرا إلى وجود نية عبر قارة أفريقيا لتأسيس مناطق تجارة حرة وثلاثية الأطراف، وذلك لأن لها دور أساسي وهام.
وأوضح الرئيس الروندي، أن الاستفادة من الإرادة السياسية والقدرات الهائلة لدى شباب القارة الأفريقية تؤدي في النهاية إلى نتائج جيدة وملموسة.
بدوره أكد الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد أنه يجب خلق بيئة مواتية من شأنها جذب الاستثمار الأجنبي والمحلي، مشيرا إلى ضرورة تشجيع التكامل الاقتصادي لكي تقام مشروعات فيما بين دول القارة.
وأضاف أن الصومال دولة غنية بالمعادن والتي تعد مصدر جذب لمن يبحثون عن الاستثمار سواء كان ذلك من القارة الأفريقية أو الغرب، مشيرا إلى أن الصومال لديها العديد من المعادن كاليورانيوم والنحاس والحديد، بالإضافة إلى الغاز الطبيعي والنفط، فضلا عن الأراضي الصالحة للزراعة.
وأوضح الرئيس الصومالي أن بلاده يمكن أن تساهم وتدعم الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتا إلى أن الصومال لديها الساحل الأطول على الإطلاق في القارة والذي يبلغ أكثر من 3 آلاف و300 كيلومتر، والذي بدوره يمكن أن ينتج أطنانا من الأسماك.. مؤكدا أن منتدى أعمال أفريقيا 2017 فرصة عظيمة لتبادل الرأي حول كيفية إقامة المشروعات بين دول القارة.