فعاليات الجلسة السادسة بمؤتمر “مصر تستطيع بأبناء النيل”

ناقشت الجلسة السادسة من جلسات المؤتمر الوطني الثالث لعلماء وخبراء مصر في الخارج “مصر تستطيع بأبناء النيل”، الذي يعقد بمدينة الأقصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، قضية فرص استخدام الطاقة المتجددة في الري والمجتمعات الجديدة.
وتحدث في الجلسة كل من الدكتور محمد بيومي مساعد ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر خبير هندسة الأنهار والملاحة الداخلية وأحد خبراء برنامج الاستثمار وإدارة مخاطر الفيضانات، والدكتور هشام العسكري أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظام الأرض وخبير مشاكل تأثيرات تلوث الهواء والتغير المناخي، والذي تلقت أبحاثه دعما من أمريكا والاتحاد الأوروبي، والدكتور محمد يوسف خبير تطوير الأنهار وموارد المياه، وترأس الجلسة الدكتور أحمد بهجت وأدارها الإعلامي أيمن إبراهيم.
وقال الدكتور هشام العسكري في كلمته خلال الجلسة “لكي نستطيع معرفة كمية حرارة الشمس التي تصل إلى سطح الأرض، وضعنا أطلس شمسي بعد دراسة استمرت 15 عاما للوصول للخرائط المثلى لأشعة الشمس، مع الوضع في الاعتبار كل العوامل المؤثرة على ذلك للوصول إلى الأماكن الأكثر ملاءمة لإقامة مشاريع الطاقة الشمسية”.
من جانبه، تحدث الدكتور محمد بيومي- خلال الجلسة – عن الانبعاثات الحرارية حول العالم، والتي تصدر أغلبيتها في الدول الصناعية الكبرى، وأكد على أنه يجب تنويع مصادر الطاقة والاعتماد على تكنولوجيات أكثر كفاءة في هذا المجال، وأعطى مثالا على تكنولوجيا “الليد” في الإضاءة التي تزيد من كفاءة الناتج، مشيرا إلى أن وزارة الكهرباء كانت قد طرحت 13 مليون لمبة باستخدام تكنولوجيا “الليد” خلال حملة لحث المواطنين على ترشيد الاستهلاك.
وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور محمد يوسف أن هناك مصادر أخرى بديلة لتوليد الطاقة، مثل: ارتفاع منسوب البحر، واستخدام مساقط المياه كالقناطر، ومن الممكن استخدام هذه الوسائل البديلة للطاقة في مصر والكثير من الدول النامية الأخرى.
وشدد يوسف، في كلمته خلال الجلسة، على أهمية البحث العلمي وأهمية التطبيق الفعلي لتلك المشاريع من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة
كما شارك مجموعة من طلاب مدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا في فعاليات مؤتمر “مصر تستطيع بأبناء النيل”، الذى تعقده وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بمحافظة الأقصر.
وعلى هامش المؤتمر عقدت جلسة بين كل من وزير الرى والموارد المائية والدكتور هانى سويلم، لمناقشة مجموعة من طلاب مدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا STEM فى مشاريعهم في مجالات تحلية المياه والحفاظ عليها.
جدير بالذكر أن الإعلامى أحمد خيرى المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أدار جلسة بعنوان آليات تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة مع الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، و اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، وكلًا من العلماء، الدكتور عمرو العجرودي، والدكتور أمجد المطعدي، والدكتور سامح قنطرة، والدكتور بهاء خليل.
و اكد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، في كلمته إن الزيادة السكانية تمثل تحد كبير، لافتا إلى أن مصر سيزيد عدد سكانها في 2050 بنحو من 65 إلى 75 مليون مواطن، وسنتعرض لفترات جفاف وفترات أخرى فيضانات، بالإضافة لارتفاع منسوب سطح البحر وعلينا أن نجهز أنفسنا للتعامل مع هذه الأمور، مؤكدًا أن تأثرنا بها يحدده قدرة الدولة على امتصاص الصدمات تعتمد على التفاعل معها.
وأشار الوزير إلى أن مياه النيل تمثل حد الكفاف بالنسبة لنا، أما المياه الجوفية فلابد من إدارتها بشكل جيد والسحب الزائد يسبب هبوط في الخزان الجوفي واستنزافه، فلابد من التعامل مع مواردنا بحكمة حتى يكون بها استدامة.
وأضاف وزير الري أنه تم حماية منشآت قيمتها تبلغ 50 مليار جنيه بدلتا مصر خلال السنوات الماضية، مطالبا بضرورة العمل في مسارات متوازية لخفض معدلات الزيادة السكانية وزيادة وعي المواطن بالمياه الافتراضية والبصمة المائية، الذي يحافظ على صحة المواطن، بالإضافة لضرورة قيام الإعلام بدوره بشكل تطوعي.
صرح الدكتور عمرو العجرودي الخبير الدولي بموارد المياه في كلمته خلال الجلسة، إن ولاية فلوريدا الأمريكية تعتمد على أحواض تجميع الأمطار لتخزين المياه خلال أوقات العواصف، لافتا إلى أن الأحواض الجافة تعتمد على سدود لحجز المياه لاستخدامها، كما أن أحواض صرف مياه الأمطار تصمم بطريقة تجعله يفرغ المياه المخزنة فيه خلال 3 أيام حتى لا تتلوث.
وأضاف العجرودي أن كمية مياه الأمطار بمنطقة الخليج أقل مما هي عليه بأمريكا، لكن منسوب المياه الجوفية بدأ في الارتفاع بمنطقة الخليج بعد معالجة مياه الصرف الصحي وبالتالي أصبح هناك فائض في المياه هناك.
وأوضح العجرودي أن مصر تستخدم مياهها في الزراعة والشرب لكن بسبب زيادة عدد السكان فإن حصة كل مواطن تقل بشكل كبير، إلا أنه في المقابل تزداد مياه الصرف الصحي، ولذلك لابد من معالجتها لتوفير جزء كبير من المياه يمكن أن تستخدم في ري المحاصيل، وبهذا الصدد يمكن الاعتماد على توفير التمويل اللازم لذلك من خلال شراكة مع القطاع الخاص.
ولفت العجرودي إلى أن منسوب مياه البحر يزداد ويهاجم شواطئ الدلتا ويحدث تآكل بها، لذلك يجب معالجة الأمر من خلال إنشاء آبار حقن تحمي الدلتا وتقوم بدور “ساتر” يمنع مياه البحر في الهجوم على تلك الشواطئ.