فعاليات أعمال اجتماع مجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامى بالرياض
انطلقت اليوم الأحد في العاصمة السعودية (الرياض) أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي ينعقد تحت شعار “متحالفون ضد الإرهاب”.
وبدأ الاجتماع بتلاوة أيات من الذكر الحكيم بصوت القارىء “إبراهيم العتيبي”، و يشارك فيه وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي ووفود دولية وبعثات رسمية.
وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية اليوم أن اجتماع وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب هام للغاية، حيث أثر الإرهاب بشكل كبير على جميع الدول العربية وتعمل أغلب منظماته في عدة دول دون وجود تنسيق قوي وجيد ومميز بين الدول الإسلامية، معلنا انتهاء تلك الأزمة منذ تأسيس هذا التحالف اليوم.
وقال بن سلمان – في الكلمة الافتتاحية خلال الاجتماع الأول لوزراء دفاع التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب – إن أكثر من 40 دولة إسلامية ترسل اليوم إشارة قوية بأنها ستعمل معا وتنسق بشكل قوي بدعم جهود بعضها البعض، سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الاستخباراتي أو السياسي، حيث تقدم كل دولة ما تستطيع في كل مجال حسب قدراتها وإمكانياتها.
وأضاف “اليوم لدينا في هذا الاجتماع عدة مبادرات سيتم الإعلان عنها في البيان الختامي بعد اتفاق وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي عليها”.
وأشار بن سلمان إلى أن الإرهاب والتطرف لا يتوقف خطره على قتل الأبرياء أو نشر الكراهية فحسب، بل يكمن خطره الأساسي في تشويه سمعة ديننا الحنيف، وتشويه عقيدتنا.. لافتا إلى أننا لن نسمح أن يستمر ما قاموا به من تشويه لهذه العقيدة السمحة وترويع الأبرياء في الدول الإسلامية ودول العالم أكثر من ذلك.
وأكد أننا اليوم بدأنا ملاحقة الإرهاب وبدأنا نرى هزائمه في كثير من دول العالم خاصة الدول الإسلامية، مؤكدا أننا سنلاحقه حتى يختفي تماما من وجه الأرض.
وأعرب بن سلمان عن أمنياته بأن تكون مخرجات ونتائج هذه القمة ناجحة وأن تكون الجهود مميزة.
تلا ذلك عرض مقطع فيديو مصور حول خلفيات إطلاق التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب وضحايا الأعمال الإرهابية وطرق تمويلها.
وعقب ذلك، ألقى أمين عام رابطة العالم الإسلامي محمد آل عيسى كلمة أكد فيها جدية العزم الإسلامي في مواجهة الإرهاب، كما أكد إعلانه التاريخي لإقامة تحالفه العسكري لمحاربته، مشددا أيضا على أن الأفكار الإرهابية عنصر دخيل على دينه وفكره.
ونوه آل عيسى – خلال اجتماع مجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب من العاصمة السعودية الرياض – بأن رسالة الإسلام جاءت “نقية من الشوائب”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مهام هذا التحالف هو هزيمة الإرهاب ودحره، ولفت إلى أن الإرهاب لم يقم على كيان سياسي ولا عسكري.. بل على أيديولوجية متطرفة.
وقال آل عيسى “إن الإسلام رحب بكل معاني السلام حتى أصبح جزءا رئيسيا من تعاليمه ومفردة مهمة في قاموسه”، وتساءل “كيف تسلل التطرف متخذا اسم الإسلام بعد تلك الضمانات التشريعية والتي رسخت بوضوح تام قيم الوسطية والاعتدال في الإسلام ؟”.
وأوضح أن الإجابة تتلخص في أن التطرف في نظرياته الحالية لم يكن أبدا امتدادا فكريا لمفاهيم سابقة، مشيرا إلى أن التطرف المعاصر كان خليطا من حماسة قتالية بعاطفة دينية عشوائية تفتقر لأبسط مقدمات الوعي الديني وأبسط قواعد المنطق العقلي.
وأشار إلى أن إرهابيين كثيرين التحقوا بتنظيم داعش من 100 دولة، لم يكونوا من مدرسة واحدة، يجمعهم هدف مشترك هو إقامة كيانهم المزعوم، كما أن الأوربيين في داعش يشكلون 50% من عناصر التنظيم.
ومن جانبه، أكد رحيل شريف القائد العسكري للتحالف الإسلامي ضرورة تنسيق جهود دول التحالف الإسلامي بكل فاعلية لمكافحة الإرهاب والتطرف.. مضيفا أن هذه الأعمال الإرهابية تهدد الاستقرار والسلام العالمي من أجل تحقيق أجندتهم.
وقال شريف إن التحدي الأكبر للسلام والاستقرار في القرن ال 21 خاصة في العالم الإسلامي هو مواجهة الإرهاب، مضيفا أن التنظيمات الإرهابية تحاول أن تمارس أنشطتها الإجرامية تحت ستار الدين.
وأشار إلى أنه خلال الأعوام الأخيرة وقعت المئات من الأحداث الإرهابية وسقط الآلاف من الضحايا في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، لافتا إلى أن أكثر من 70 % من العلميات الإرهابية وقعت في العالم الإسلامي.
ولفت إلى وجود تحسن ملحوظ في الحالة الأمنية بالعراق حيث تمكنت القوات الأمنية من استعادة الأراضي التي سبق وسيطر عليها تنظيم داعش، وكذلك واجهت باكستان ظاهرة الإرهاب بكل نجاح، مضيفا أن مكافحة الإرهاب أصبحت أكثر تعقيدا وتحتاج إلى المزيد من الموارد.
وأكد أن التحالف الإسلامي العسكري يهدف بشكل رئيسي إلى مكافحة الإرهاب وليس موجها ضد أي دولة أو دين، مشيرا إلى أن آلية التحالف الإسلامي تركز على مكافحة الإرهاب والحفاظ على الرسالة العالمية للدين الإسلامي وهي التسامح والاعتدال.
وشدد على أن التحالف الإسلامي يصدر محتويات إعلامية تدعم الحوار ويواجه المفاهيم الخاطئة والخطاب المتطرف، مشيرا إلى أن التحالف سيحاول تجفيف كل منابع الدعم المالي لكل التنظيمات الإرهابية من خلال التنسيق بين دول التحالف ورفع القدرات الاستخباراتية وجمع المعلومات.
وأكد أن التحالف الإسلامي سيعمل على دحر الإرهاب والقضاء على هذه الآفة وذلك لبناء مستقبل آمن لكافة الأجيال المقبلة.
من جانبه، أكد محمد حسين المومني وزير الإعلام الأردني أن الحروب باتت تخاض عبر وسائل الإعلام والاتصال وذلك ضمن حقائق العصر الحالي وتداعيات ثورته الصناعية الرابعة، فأصبحت الساحة الإعلامية والاتصالية ميدان مواجهة تماما كما تكون ميادين الحروب العسكرية والأمنية.
وقال المومني – خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامي – إن العصابات الإرهابية الجبانة تلقت خلال الأشهر الماضية هزائم كبيرة لكن الحرب لم تنته بعد، خاصة في الميدان الإعلامي والاتصالي الذي سيمتد حتى نحصن مجتمعاتنا من الأخطار والأفكار الإرهابية ونشد من عضد إعلامنا ليكون أداة فاعلة بيد المجتمعات لمحاربة الإرهاب.
وأضاف أن الحرب على الإرهاب ومواجهة الفكر الإرهابي المتطرف بجميع أشكاله هي عملية مستمرة ومعركة مصيرية، مشيرا إلى أن الأردن انتهجت استراتيجية شاملة لمحاربة هذا الفكر، عملت في جزء أساسي منها على المحور الإعلامي والفكري الذي يتطلب وقتا وجهدا توعويا وفكريا رائدا وممتدا.
وأشار إلى أننا كدول عربية وإسلامية نحتاج إلى تكثيف التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات والأفكار التي تساهم في محاربة الإرهاب على المستوى الفكري والأيديولوجي وتفنيد المزاعم والخرافات والأفكار المشوهة والمشبوهة التي تتعارض مع جميع القيم والمباديء الدينية والإسلامية.
وأكد المومني أن الإعلام المهني والتنويري يجب أن يكون صاحب الكلمة العليا والأثر الأكبر ويتفوق على كل الوسائل الأخرى التي يتخذها أعداء الإنسانية وإعلامهم للنيل من هويتنا وتاريخنا، ويتمثل دوره الهام في تفنيد المزاعم الكاذبة التي تقتات عليها الجماعات الإرهابية في تبرير جرائمها في أنحاء العالم، أما دوره الثاني فيتمثل في المبادرة في بث وإنتاج محتوى إعلامي قويم يكرس قيم الإسلام الصحيحة بأبعادها الإنسانية وزرعها في عقول النشء والأجيال ليكونوا دروع مجتمعاتهم في مواجهة المخططات الرامية إلى تدمير الأمة والقضاء على تاريخها.
وشدد على أن مسئولية تفنيد المزاعم تتضاعف في ظل الانفتاح الكبير وانتشار وسائل التواصل الإجتماعي.
وبدوره.. قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أحمد بن عبد الكريم الخليفي، إن جريمة تمويل الإرهاب تمثل أحد أخطر الجرائم التي تؤثر وبشكل كبير على الأنظمة والمؤسسات المالية والاقتصادية بجانب الأسواق العالمية واستقرارها وسمعتها وكذا الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف الخليفي – خلال الاجتماع الأول لوزراء دفاع التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب – أن عملية مكافحة الإرهاب تواجه تحديات كبيرة، لاسيما في السنوات الأخيرة حيث شهدت تطورا ملحوظا سريعا في تعدد أساليب وطرق التمويل وتتزايد درجة المخاطر التي تواجه الدول مع مستوى التخطيط والتنظيم لدى المنفذين وتنوع طرق وأساليب التمويل.
وأشار إلى أن الجميع يدرك ما يترتب على هذه الجريمة من آثار سلبية تمتد آثارها وأضرارها إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لكافة الدول دون استثناء مما يستوجب إجراء مزيد من التكاتف بين الدول.
وأكد أهمية التعاون بين الدول من خلال تعزيز أوجه التعاون الدولي لمكافحة هذه الجريمة التي تهدد أمننا ومجتمعاتنا والأجيال القادمة، لافتا إلى أنه من أجل مكافحة هذه الجريمة حرصت الدول على عقد تحالفات وشراكات لتعزيز قدراتها في مكافحة جرائم تمويل الإرهاب إيمانا منها أن هذه التحالفات لها دور كبير في تسهيل تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء وتبادل الخبرات والأساليب المتبعة بين الدول في طرق مكافحة هذه الجريمة.
ونوه بأن السعودية تعد من أبرز المساهمين في مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وقدمت مساهمات مالية بلغت 110 ملايين دولار أمريكي، إيمانا بأهمية دعم الدول لبناء قدراتها وتعزيز بنيتها التحتية لمكافحة تمويل الإرهاب.
ومن جانبه، أكد رئيس وفد دولة الكويت أن بلاده تقف إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب، مضيفا أن الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بشمال سيناء يعد دليلا على أن الإرهاب لا يمت للدين الإسلامي بصلة.
وأكد أن دولة الكويت تستنكر هذا الحادث الإجرامي، وتتقدم بالعزاء لأهالي الضحايا، مشددا على ضرورة توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه.
كما أكد ضرورة الوقوف بحزم أمام هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة، بما في ذلك المليشيات المسلحة وضرورة وقف أنشطتها الإجرامية من قتل وتشتيت وترويع.
وأدان رئيس وفد جمهورية السودان بقوة ما حدث في مصر من عمل إرهابي أثم لإزهاق الأرواح البريئة، كما قدم واجب العزاء لحكومة مصر وشعبها وأسر الضحايا.
وقال إن العالم يعيش اليوم حالة اللاوعي الاستراتيجي لتوالي الأحداث المفزعة وكارثية نتائجها، ورغم ذلك تسعى الاستراتيجية الحاكمة في المنطقة لاختراق مجتمعاتها وتفكيك كياناتها واستقرارها وتفتيت دولها لإعادة تكوينها من جديد.
من جانبه، أعرب رئيس الوفد الباكستاني – خلال الاجتماع الأول لوزراء دفاع التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب – عن تعازي بلاده والشعب الباكستاني لمصر في ضحايا الحادث البشع الذي استهدف مسجد الروضة بشمال سيناء، مؤكدا تعاون بلاده مع مصر من أجل التصدي لخطر الإرهاب.
وقال إن التعاون الدولي يعتبر عنصرا أساسيا للتصدي للتهديدات الحدودية، والتهديدات العابرة للحدود.. مشددا على ضرورة الحوار مع كافة الجهات التي تقودها السعودية من أجل التصدي للإرهاب.
وأضاف “أننا كمسلمين .. يجب أن نتصدى للجهود الخاصة بكراهية الإسلام”، مؤكدا أن باكستان لعبت دورا أساسيا في الجهود التي تؤكد على التصدي للإرهاب، كما أكد ضرورة بذل المزيد من الجهود عبر الأمم المتحدة.
وأبدى استعداد بلاده لتقديم الدعم للمسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي، في كل المجالات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وبدوره، قال رئيس وفد نيجيريا إن الإرهاب ينتشر بين الدول والأمم ولا يمكن أن نواجه الإرهاب إلا من خلال الترابط والتضامن.
وأضاف أن نيجيريا على استعداد للتحالف مع كافة الدول لدحر الإرهاب، موضحا أن بلاده شاركت في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ووافقت على نشر قوات لهذا التحالف؛ وقدمنا بعض الضباط لكي يعملوا في مقر التحالف العسكري بالرياض.
ونوه بأن نيجيريا تشهد تقدما كبيرا في محاربتها للإرهاب وضد التطرف منذ نحو عام ونصف، مشيرا إلى أن جماعة بوكو حرام الإرهابية تقوم بعملياتها وتتحالف مع بعض التنظيمات في المنطقة؛ وحققنا تقدما ضدهم، وأكد الاستمرار في الانخراط مع التكتلات الإقليمية لكي ندعم السلام والاستقرار في المنطقة.
وعقب ذلك..ألقى رئيس وفد مصر كلمة رحب فيها بالدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس عبد الفتاح السيسي لعقد اجتماع لوزراء الدفاع لدول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.
وأكد على محاربة آفة الإرهاب البغيض الذي بات يهدد كافة دول العالم دون استثناء باعتباره تهديدا عابرا للحدود يتطلب منا جميعا مواجهة جماعية منسقة وسريعة تجسد المسئولية والإرادة لمواجهة هذا التهديد الخطير.
وأضاف رئيس وفد مصر أن القراءة الدقيقة لتاريخ الجماعات الإرهابية سواء التي تتخذ من الأديان ستارا أو تلك التي تمارس الإرهاب بدوافع مختلفة تؤكد عدم وجود فوارق في الأسس التي تنطلق منها كافة هذه الجماعات في الشرق أو الغرب؛ حيث ينطلق الإرهابيون المتطرفون من أفكار وتفسيرات مغلوطة، وينتهجون خطابا وسلوكا للتحريض والكراهية والعنف لفرض رؤيتهم المغلوطة على مجتمعاتهم.
وتابع “لم يعد هدف الجماعات الإرهابية تحقيق مصالح سياسية واجتماعية واقتصادية من خلال انتهاج العنف ولكن هدفها قد تطور إلى محاولة إسقاط وتقسيم دول وطنية ذات سيادة وإقامة ما يسمى بهتانا ولايات “دولة الخلافة” على منطقة جغرافية شاسعة في العالم”.
وأردف “أن الحديث عن كيفية تحقيق الأمن والرخاء لشعوبنا ومواجهة الإرهاب لا يستقيم دون أن نفكر ماليا في طبيعة البيئة التي يجرى فيها هذا الصراع مع الإرهاب في عالمنا المعاصر، ولا يخفى على أحد التحديات الاستراتيجية المتنوعة التي تواجهنا جميعا والتي ترتبط بشكل مباشر بتداعيات انتشار النزاعات المسلحة وما توفره من بيئة خصبة لتنامي الإرهاب ونشر الأفكار المتطرفة”.
وقال رئيس الوفد المصري “لقد أصبحت مسؤوليتنا أكثر تعقيدا نتيجة للتطور الهائل في قدرات الجماعات الإرهابية وامتلاكها نظم تسليح تشابه الجيوش النظامية، وموارد ومصادر تمويل وقدرات تنظيمية وتكنولوجية وإعلامية، ووسائل اتصال للتواصل والتنسيق وإصدار التكليفات والمناورة بالإمكانيات ونشر الفكر التكفيري وتجنيد عناصر إرهابية جديدة من كافة مناطق العالم باستخدام أحدث تكنولوجيات عصر السماوات المفتوحة وثورة المعلومات والاتصالات”.
وأضاف “لقد أصبح الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود لا يأمن عواقبها أي دولة في العالم سواء متقدمة أو نامية، غنية أو فقيرة، ويزيد من عمق المشكلة وجود أطراف تخالف الإجماع الدولي والإسلامي والعربي وتعادي قيم الإنسانية والحضارة وتهدد الأمن والسلم الدوليين، من خلال توفير الملاذات الآمنة والتمويل والتسليح والمساعدات اللوجيستية للجماعات الإرهابية وتكريس وسائل إعلامها لنشر الفتنة والتحريض ودعم فكر الإرهاب والتطرف بشكل مباشر أو غير مباشر، الأمر الذي يتطلب موقف دولي حازم يكشف حقيقة الأدوار وتداعيات تلك الممارسات ومن ثم المسؤوليات المترتبة على مخالفة الإجماع الدولي وتهديد الأمن والسلم الدوليين”.
وتابع “يأتي اجتماعنا اليوم نحن أعضاء التحالف الإسلامي العسكري تجسيدا لإرادة وتصميم دولنا على محاربة الإرهاب عبر تحالف واسع يمتلك كافة المقومات اللازمة لدحر الإرهاب وحماية أوطاننا وشعوبنا”.
وأكد أن “رسالة الإسلام هي السلام، ومن هذا المنطلق فإننا نرفض أي محاولة لربط الإرهاب بأي دين أو عرق أو ثقافة، ونؤكد على أن مسؤوليتنا في معالجة تلك الآفة البغيضة لا تقتصر فقط على البعد العسكري والأمني ولكنها معالجة شاملة تولي أهمية للتوعية ونشر ثقافة التسامح والتعايش والتعاون البناء بين مختلف الشعوب والأديان والثقافات”.
كما أكد تصميم مصر والتزامها الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله والتصدي لجذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله، بهدف اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع ومكافحة الجرائم الإرهابية بالتعاون الوثيق مع الدول الشقيقة والصديقة في إطار التحالف الإسلامي العسكري وبالتنسيق بينه وبين المنظمات الداعمة للتحالف لتعزيز وتنسيق الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
ودعا إلى تبني مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب والتي لا تقتصر فقط على البعد العسكري والأمني ولكن تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية نظرا لما يوفره تراجع تلك المجالات من بيئة خصبة لانتشار الإرهاب والتطرف.
وأعرب عن ترحيب مصر ومتابعتها النتائج الإيجابية التي تحققت في الحرب ضد الإرهاب خاصة في العراق وسوريا، مشيرا إلى تطلع مصر إلى التعاون الوثيق لمنع انتقال العناصر والجماعات الإرهابية تحت ضغط العمليات العسكرية الجارية في مختلف المناطق في العالم.
وأضاف أن مشاركة مصر في اجتماع وزراء الدفاع يعبر عن تأكيد التزامها بالتعاون مع كافة الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب وتعزيزا لأمن الخليج لارتباطه المباشر بالأمن القومي المصري، وتضامنا مع السعودية في الحرب ضد الإرهاب باعتباره تهديدا لا يستثني أي دولة في العالم.
وفي النهاية.. أعرب رئيس الوفد المصري عن شكره وتقديره لكافة الأعضاء لما قدموه من تعازي ومواساة في ضحايا حادث مسجد الروضة بشمال سيناء الذي أسفر عن استشهاد 305 وإصابة 128، مؤكدا أن هذا الحادث لا يزيد المصريين إلا إصرارا وعزما وصلابة في مواجهة آفة الإرهاب البغيضة.
يشار إلى أن التحالف الإسلامي شكل رسميا عام 2015 ضمن استراتيجية لتنسيق جهود مكافحة الإرهاب ويضم 41 دولة إسلامية بقيادة السعودية، ومركز العمليات المشتركة الخاص به، ومقره الرياض.