آراءشويّة دردشة

فريسكا| بقلم اللواء اح اسامه راغب

ان جسدي بستان و إرادتي هي البستاني فالبعض يولد وفي فمه ملعقة من ذهب كما يقول المثل الشعبي و البعض الآخر تضطره الظروف القاسية وشغف العيش للعمل في مهن متواضعة وبأجر زهيد ولكن بالطموح والكفاح والإصرار ينضم إلى عالم المشاهير بل إلى قمة الهرم.

هذا الهرم اللذى تربع على قمته إبراهيم عبدالناصر راضى رجب وتحول إلى أحد صناع الأمل بل أصبح هو الامل فهو بطل من نوع خاص.. جاء إلى الدنيا لأب يبيع الفريسكا، الذي واجه صعوباتٍ كثيرةً في هذه الحياة واجهها مبتسما حاملا صندوق – الفريسكا – ليصبح أيقونه من الشغف والأمل، ممّا يجعلنا نتساءل عن جدوى الاستمرار بالمحاولة والكفاح، ولكنّ للنجاح بعد الكفاح والتعب لذةً لم يجربها الكثيرون شاهدناها فى نبره فخر والد ابراهيم وومن حوله من أقاربه، قريبًا سيتحول من بائع فريسكا إلى طبيب الكفاح والتعب، لا يغفل عن أحد طبيب الغلابه رحمة الله عليه ولدينا الان «طبيب الفريسكا»، حتى يذكره ذلك برحلة الكفاح الطويلة التى كان يتجول فيها على أحد شواطئ الإسكندرية يبيع الفريسكا، وهو سعيد وفخور بهذا العمل لمساعدة والده، فقد كان إبراهيم يعيش حلمه وهو تحقيق طموحه فى أن يكون شيئاً مهماً فى المستقبل.

لا توجد كلمة مستحيل الا في قاموس الضعفاء فمنذ بداية كفاحه اخرج ابراهيم كلمه مستحيل من قاموسه وبدأ قصه أصبحت الأن ايقونه كفاح وصناعه أمل ونموذج يبحث عنه الكثير ليتأكد أن من بعد التعب لابد من النجاح، فرغم ظروفه الأجتماعية التي جعلته بائع فريسكا إلا أنه ظل يذاكر طوال العام الدراسي الماضي، ليحصل في النهاية علي مجموع يؤهله للاتحاق بكلية الطب البشرى في امتحانات الثانوية العامة والتي تم أجرائها هذا العام تحت ظروف أستثنائية والتي فرضتها جائحة فيروس كورونا علي البلاد.

وشارك الطالب فرحة النجاح مع أسرته وأصدقائه، بعد ما قرر أن العمل خلال العطلة الصيفية، ليستغل العطلة الصيفية في بيع الفريسكا علي شاطئ الاسكندرية للمواطنين، انه الكفاح وما نراه الان من نجاح حققه ما هو الا نتاج سهر وتعب واصرار، فإن كان إبراهيم هو الذى حقق الحلم فى الوصول الي كلية الطب فإن والده هو الذى صنع هذا الحلم، وهو الذى قام على تربية هذا الشاب الذى لم يتنصل من مهنة والده البسيطة وهى بيع الفريسكا، وقرر مساعدته فى الإجازة الصيفية لتدبير نفقات اخوته، خالص التقدير للدولة التى ترعى المكافحين أصحاب الامل النابع من داخلهم وهو تقليد أرساه الرئيس السيسى بعد توليه المسئولية، حيث قام بتكريم عدد كبير من أهالينا الطيبين الذين اجتهدوا وكافحوا من أجل الحصول على لقمة الخبز.

تجارب كثيره نراها دليلا جديدا على أن «مصر ولادة» وأن جيل طه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم من العظماء قابل للتكرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى