فايننشيال تايمز : أسواق العالم تسجل أكبر مكاسبها منذ 2009 في ختام 2017
قالت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية إن أسواق المال العالمية حققت هذا العام أفضل أداء سنوي لها منذ بداية التعافي في أعقاب الأزمة المالية العالمية، مستفيدة من تسارع النمو الاقتصادي العالمي، الأمر الذي دعم عدة بورصات لتسجيل مكاسب تفوق الـ10%.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها اليوم /السبت/ أن مؤشر “فاينانشيال تايمز آول-ورلد” سجل تقدما بحوالي 22% خلال عام 2017، وهي أكبر زيادة منذ عام 2009 وأداءه السنوي الأفضل للمرة الرابعة منذ بدء التسجيل البيانات في عام 1993.
وأشار التقرير إلى أنه رغم تراجع الأسهم الأمريكية في وقت متأخر من تداولات أمس الجمعة، ارتفع مؤشر “فاينانشيال تايمز آول-ورلد” 1.6% في ديسمبر، وحقق 14 شهرا على التوالي من الارتفاعات، في أطول سلسة مكاسب مسجلة.
واختتم مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” عام 2017 على انخفاض بنحو 0.5% أمس الجمعة، إلا أنه سجل 19% مكاسب سنوية، وهو أفضل أداء سنوي سادس على مدى العقدين الماضيين،وعند احتساب توزيعات الأرباح، سجل مؤشر الأسهم الأمريكي الرئيسي عوائد إيجابية شهرية على مدار 2017 لأول مرة على الإطلاق.
وقال مارك جرانت، كبير المحللين في هيلتوب سيكيوريتيز: “أعتقد أن سوق الأسهم أدت بشكل رائع وسيستمر هذا الأداء في 2018”.
وجاء النمو المتسارع في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا كأحد الدعائم الكبرى للنمو المتصاعد في أسواق الأسهم العالمية، إذ سجل مؤشر “نيكي” الياباني ومؤشر “هانج سينج” نحو 20% و36% مكاسب سنوية على الترتيب.
وأوضح ويليم بويتر، كبير الاقتصاديين في سيتي بنك في توقعاته للعام المقبل: “لا يزال النمو العالمي قويا ومتنوعا، مدفوعا بالنشاط الصناعي والاستثمار”، ما رفع توقعات البنك لسرعة التوسع الاقتصادي العالمي إلى 3.4 في المائة لعام 2018.
ولفتت الصحيفة إلى أن مؤشر “فاينانشيال تايمز 100” البريطاني حقق أداء متميزا في ديسمبر، حيث ارتفع بنسبة 0.9% أمس /الجمعة/ ليصل ارتفاعه الشهري إلى ما يقرب من 5% وينهي العام عند مستوى قياسي جديد، ومن حيث القيمة الدولارية، اكتسب مؤشر المملكة المتحدة أكثر من 17% في 2017.
وقد عززت هذه المكاسب انتعاش أسعار السلع الأساسية، مما أدى إلى زيادة مكاسب العديد من عمالقة الموارد الطبيعية المدرجة في بورصة لندن.
ولكن تشارلي ريبلي، وهو خبير استراتيجي في الاستثمار في أليانز إنفستمنت ماناجيمنت، قال إن المستثمرين أصبحوا أيضا أكثر حذرا في تفاؤلهم بشأن المخاطر المحيطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، موضحا: “توقعنا تباطؤ اقتصادي أكبر ولكن هذا لم يظهر بالفعل. الأسواق تعكس ذلك “.
وعلى النقيض من التوقعات في بداية عام 2017، تمتعت أسواق السندات العالمية بعام قوي، بالرغم من توقع العديد من المستثمرين والمحللين أن يؤدي الجمع بين انتخاب الرئيس دونالد ترامب، وسياسة نقدية أكثر تشددا، وتسارع التضخم، إلى إنهاء ثلاثة عقود من المكاسب للسندات.
وقال جيم سارني، مدير عام إدارة بايدن آند ريجيل إنفستمنت ماناجيمنت: “لقد كان عاما ممتازا بالنسبة للأسهم، وكان عاما ممتازا للسندات أيضا، مضيفا: “على الصعيد العالمي، العالم في مكان جيد للغاية”.