فاينانشيال تايمز: انقسام المعارضة السورية حول تهديد الضربات الجوية الروسية لسوريا

أ ش أ
وذكرت الصحيفة – في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت – إن 934 غارة جوية روسيا، وفقاً لموسكو، وتدمير 819 “منشأة إرهابية” في سوريا، لم يحققا حتى الآن تفوقا قاطعا على الأرض للرئيس السوري بشار الأسد.
ولفتت إلى أنه يتم تقييم الخسائر والمكاسب بعدد المباني والتلال والقرى وليس رقعة الأرض ، والنتيجة النهائية هي نسخة أكثر دموية من حالة جمود كانت قائمة بين النظام ومعارضيه في وقت سابق من هذا العام.
ورأت الصحيفة البريطانية أن ذلك أدى لانقسام المعارضة السورية، حيث يخشى البعض من أن يتم تمهيد الأرض لهجوم من شأنه تهديد بقاء قوى المعارضة المعتدلة، فيما يقول آخرون إن عدم تحقيق انتصار حاسم يثبت نجاح أساليبهم لوقف تقدم الجيش واللبنانيين الشيعة ومؤيدي الميلشيات العراقية.
ونقلت الصحيفة عن وسيم سعد الدين الناشط في مدينة الرستن في محافظة حمص السورية، وهي إحدى المناطق التي تستهدفها الحملة الروسية قي محاولة لحماية سيطرة الأسد على وسط سوريا وحماية معقله على الساحل، قوله إن “المعركة أفضل من ممتازة بالنسبة للمعارضة، غير أن الثمن الذي يدفعه المدنيون مريع”.
وأضاف سعد الدين بأن”روسيا تدكنا بغارات جوية وتفتح الطريق أمام قوات الأسد، ولكن بمجرد أن يتقدموا، يجدون أنفسهم في منطقة مزروعة بالألغام بكثافة من جانب المعارضة، وتتقدم قوات الأسد بالدبابات، ولكن قوات المعارضة تتصدى لها بصواريخ مضادة للدبابات من طراز كونكورس وتاو”.
ويخشى المتشائمون من أن الأسوأ لم يأت بعد ويشيرون إلى أن الهجمات تركزت على الأهداف الاستراتيجية، ويقول نشطاء إنه تم قصف المستشفيات الكبيرة الواقعة في شمال حلب، التي وضعها الأسد نصب عينيه لاستعادتها، وأسفرت الغارات عن مقتل العديد من قادة المعارضة السورية، وفقا لما أوردته الصحيفة.
وأشارت “فاينانشيال تايمز” إلى أن مقرات المعارضة سويت بالأرض في الغارات التي أسفرت عن مقتل 370 مدنياً على الأقل، وفرار عشرات الآلاف من الأشخاص، وأخيرا، تمكنت قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على قمم التلال الاستراتيجية بالقرب من المنطقة الساحلية.
واختتمت تقريرها بالقول أن مثل هذه الضربات تضعف البنية التحتية والقيادة التي تعتمد عليها قوى المعارضة السورية.