غدا الجولة الثانية من الاجتماع “السداسي” بشان سد النهضة

تبدأ بالعاصمة السودانية الخرطوم غدا الأحد 27 ديسمبر الجولة الثانية من الاجتماع “السداسي” لوزراء الخارجية والمياه لمصر والسودان وأثيوبيا بشان سد النهضة.
وكانت الجولة الأولى من الاجتماعات قد وصفت بالحاسمة والهامة لاستكمال المشاورات والمباحثات حول النقاط الخلافية العالقة حول المفاوضات الفنية لسد النهضة.
وسيرد الوفد الإثيوبي على الشواغل المصرية التي عرضتها على الاجتماع الأول بالخرطوم، علاوة على التأكيد على أهمية وضرورة الالتزام ببنود اتفاق المباديء الذي وقع عليه رؤساء الدول الثلاث بالسودان مارس الماضي .
ويشارك وزراء الخارجية والري وبحضور الخبراء الفنيين في أربع جلسات مشتركة مغلقة برئاسة السودان بصفته الدولة المضيفة، وذلك سعيا من الدول الثلاث نحو التوصل في نهاية الجولة الثانية لـ ” السداسي ” إلى حلول عاجلة للقضايا العالقة والمعوقات القائمة والتي تعرقل دفع مسيرة المفاوضات والاتفاق على آلية تضمن الإسراع في البدء الفوري في تنفيذ الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، ومن المنتظر أن يقوم الجانب السوداني بعقد اجتماعات ثنائية مع الجانب الأثيوبي لتقريب وجهات النظر المطروحة للخروج بنتائج وتوصيات حاسمة للاجتماع .
وقال وزير الري د.حسام مغازي في تصريحات صحفية السبت إن الاجتماع السداسي السابق حقق 3 نقاط إيجابية ولم يفشل لأن سمة مفاوضات المياه أنها تحتاج إلي “النفس الطويل”، موضحا أن النقاط الايجابية شملت عرض الشواغل المصرية حول السد وان أثيوبيا تعهدت بالرد علي الشواغل المصرية خلال الاجتماع الحالي والالتزام باتفاق المبادئ الذي وقعه قادة الدول الثلاثة.
وأوضح مغازي أن اجتماعات الغد ، يجب أن تتم بأسلوب يضمن تنفيذ توصياتها والرد على الشواغل وعناصر القلق المصرية المتزايدة من جراء تأخر مسار المفاوضات الفنية وتسارع وتيرة البناء في السد بما يشير إلى عدم الإمكانية الفنية لتنفيذ أو الأخذ بنتائج وتوصيات الدراسات الفنية المطلوب تنفيذها من المكاتب الاستشارية العالمية والمعنية بتقييم الآثار السلبية من جراء بناء السد بهذا الحجم الضخم على كل من دولتي المصب مصر والسودان.
وأضاف مغازي أن الجولة الجديدة من الاجتماع السداسي تأتي في إطار ما يجب أن تكون عليه من الثقة المتبادلة بين الدول الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا فيما يتعلق بملف سد النهضة الأثيوبي والتي تم البناء عليها والتوصل إلى إعلان مالابو واتفاق المبادئ الذي وقع عليه زعماء الدول الثلاث بالخرطوم فضلا عن اللقاءات الرئاسية ساهمت بقدر كبير في تقوية العلاقات والثقة بين حكومات الدول الثلاث والتغلب على الخلاف سيكون لها عظيم الأثر في الخروج من الاجتماعات السداسية بالخرطوم غدا بنتائج و توصيات تلبي طموحات الدول الثلاث .
وأوضح مغازي أن الاجتماع سيكون ممرا لما ستسفر عَنْهُ الاجتماعات المشتركة للمسارين السياسي والفني من المباحثات وأن تكون خطوة مهمة في مسيرة ملف المفاوضات كما ستعد معبرا لخطوات أخرى من الجهود الثلاثية المشتركة بين الدول الثلاث للتغلب على جميع الصعاب التي تواجه المفاوضات، مشيرا إلى أنها تهدف إلى إزالة أي توتر خلال المفاوضات والتركيز في إنجاح جولة المفاوضات، وأنه من السابق لأوانه التوقع بأي نتائج لكون أن المباحثات والنقاشات مازالت جارية حول النقاط العالقة رافضا التعليق على الأحداث الأخيرة في إثيوبيا مؤكدا أنها شأن داخلي وأن استقرار أثيوبيا جزء من استقرار المنطقة .
وأشار الوزير إلى أن أثيوبيا وافقت على أن تقوم مصر باختيار المكتب الاستشاري البديل للمكتب الهولنديين الذي تم استبعاده طبقا للمعايير التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع الوزاري لمائة مصر والسودان وأثيوبيا بإثيوبيا ، مضيفا أن الاجتماع غدا سيشهد ردا أثيوبيا على الشواغل المصرية والسودانية التي تم عرضها خلال الجولة الأولي من الاجتماع السداسي بالخرطوم .
ولفت الوزير إلى أن الرئيس السيسي يحرص دائماً على التوجيه بعدم تحويل الإقليم إلى مصدر من مصادر التوتر، بالإضافة إلى حرصه على التنسيق والتواصل من أجل تحقيق طموحات دول حوض النيل، فضلا على طمأنة الشعب المصري والحفاظ على حقوقه المائية ، مضيفا أن مصر والسودان وإثيوبيا دول شقيقة مرتبطة بحبل سرى واحد متمثل في نهر النيل، وإثيوبيا تتفهم ضرورة التوصل إلى حل يرضى جميع الأطراف”.
يأتي ذلك بينما جدد وزير الخارجية السوداني د. إبراهيم غندور في تصريحات صحفية تأكيده أن بلاده لا تلعب دور الوسيط بين مصر وأثيوبيا في مفاوضات سد النهضة، ولكنهم أصحاب حق ومصلحة مشتركة مع الشقيقتين مصر وأثيوبيا، مضيفا أننا “نتحرك في مفاوضات سد النهضة في إطار مصالحنا الوطنية التي تحتم علينا تقريب وجهات النظر بين الأطراف الثلاث، وان الشراكة بين دولنا تم إرساء قواعدها من خلال وثيقة المبادئ التي وقع عليها زعماء الدول الثلاث في الخرطوم في مارس الماضي.