شهدت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس مجلس إدارة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، المؤتمر السنوي للمركز تحت عنوان “السكان وتحديات التنمية المستدامة”.
ويأتي ذلك، لاستعراض معدلات الزيادة السكانية وأثرها على التنمية، وكذلك البرامج والمبادرات المتعلقة بتفعيل السياسة السكانية، ومصادر تشكيل الوعي الجمعي، بجانب دور المؤسسات الدينية والتشريعات المتعلقة بقضايا السكان.
وقالت غادة والي، إن كل برامج وزارة التضامن الاجتماعي تدور حول مواجهة القضية السكانية وأثارها وهذا ليس صدفة، مشيرة إلى أن برامج الوزارة في صلب تكوينها وفلسفتها تهتم بالتعامل مع الفقر والقضية السكانية هي مكون رئيسي من مكونات الفقر.
ولفتت والي، إلى أن القضية السكانية تحتاج إلى تضافر كافة الجهود والعمل بشكل جماعي من خلال إتاحة الخدمات ونشر الوعي ومناقشة قضايا السكان والتعامل معها ، ودفع المرأة للعمل، وتقديم الخدمات الصحية الملائمة في القرى والمحافظات.
وقالت والي، إن كل الوزارات معنية بالقضية السكانية على قدم المساواة وهي قضية وطن ووجود وتحتاج عزيمة وصبر وإصرار وطريق طويل، مشيرة إلى أن الإرادة السياسية تدعم كل هذه الافكار والمبادرات وتقدم كافة سبل النجاح وان الحكومه المصرى تعمل معا من اجل مواجهة الزيادة السكانية وأشادت بدور وزارة الصحة وممثليها في اللجان التنفيذية في مشروع 2 كفاية.
وأشارت والي، إلى أن البرنامج القومي لتطوير الحضانات يهتم أيضا بالقضية السكانية، لأن خروج المرأة للعمل وإرسال ابنها للحضانة أحد أهم الوسائل للمباعدة بين الولادات وتخفيض اعداد الأسر حيث إن خروج الأم لسوق العمل يساعدها على تنظيم أسرتها بشكل طبيعي.
وأوضحت والي، أن برنامج وعي هو برنامج للتوعية وطرق الأبواب للأسرة المصرية وبرنامج مودة المعني بتأهيل الشباب المقبل على الزواج به مؤهل أيضا لمواجهة الزيادة السكانية.
وانتقلت والي للحديث عن برنامج “٢ كفاية” قائلة، إن البرنامج يطبق فيه ما عُهد إلى الوزارة في الاستراتيجية القومية للسكان والتي أطلقها مجلس الوزراء وهي القضية الأهم بين كل القضايا التي تشغلنا في الوزارة، مشيرة إلى أن البرنامج لا يتعامل مع هذه القضية على أنها قضية صحية لكن كقضية ثقافية اجتماعية دينية، حيث قامت الوزارة بعمل مسح لمعرفة أسباب الإنجاب وهي أسباب تتصل بالوعي والثقافة والمجتمع والظروف الاقتصادية، وجزء منها يتصل بالإتاحة، مشيرة إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي تعمل مع ١٠٠ جمعية أهلية في عيادات تنظيم الأسرة ووفرت حزمة متنوعة من الوسائل وطورت البنية التحتية وأجهزة السونار والكشف المطلوبة بالمواصفات التي وضعتها وزارة الصحة.
وأكدت والي، أن الوزارة تعاقدت مع سيدات طبيبات من وزارة الصحة للتواجد في العيادات في الصعيد ليحل مشكلة عدم وجود سيدات يقدمن هذه الخدمة وهو ما كان يؤثر على قرار السيدات بالذهاب إلى العيادات، مشيرة إلى أن ١٧ ألف سيدة ترددوا على العيادات منذ بدء البرنامج و٦١٪ منهن استخدمن وسائل المنع المختلفة.
وعن الشق التوعوي للبرنامج، قالت والي، إن البرنامج يقيم ٤٠٨ ندوة كل شهر موجهة للأسر المصرية في المحافظات الأعلى من حيث الكثافة السكانية و٣٥٠ ألف حملة طرق أبواب شهرية، ودربت الوزارة ٢٠٠ رائدة ريفية و٢٠٠٠ مثقفة صحية ندربها لتقوم بزيارة السيدات والاستماع لمشكلاتها والتوضيح لها أن أحد أهم الأسباب هذه المشكلات هي الزيادة السكانية.
وأشارت والي، إلى أن البرنامج يستخدم الفن لأنه عنصر مهم في تشكيل وعي المجتمع؛ حيث أقامت الوزارة ٢٠ مسرحية في ١٠ محافظات تم تنفيذها في الشارع، يتجمع فيه الأهالي في الشارع وتقدم المسرحية الرسائل بشكل بسيط وخفيف وبلهجة الأسرة المصرية، وحضر العروض ٦٥٠٠ شخص في ١٠ محافظات.
وشددت والي، على أن الجانب الديني هام جدا في البرنامج، مقدمة الشكر للدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية والذي أعلن من اليوم اليوم الأول للبرنامج مساندة دار الإفتاء، وعمل مع الوزارة على إصدار كتاب أتاحته الوزارة للجمعيات وفي معرض الكتاب والمساجد يجاوب على الشواغل الدينية الخاصة بالقضية، كما لاقى البرنامج دعما كبيرا من الكنيسة المصرية.
وعن الحملات الإعلامية الخاصة بالبرنامج، قالت والي، إن الوزارة أطلقت حملات إعلانية بصوت الفنان فؤاد سليم يسأل الناس فيها أسئلة يطلقها على الجمهور عن رغبتهم في تقسيم رغيف العيش والأموال ومكان النوم على فردين أم ٥ أفراد، وأذيع منه أكثر من نصف مليون تنويه لأننا مقتنعين أن الأسرة المصرية ذكية ولا بد أن تفكر في إجابة على هذه الأسئلة، كما تم إذاعة ٦٠ حلقة لمدة ٥ مرات في اليوم بعنوان دقيقة أسرية يجاوب فيها البرنامج على أسئلة الأسرة وخصوصا الجانب الديني.
وأشارت والي، إلى أن الوعي واستخدام وسائل الإعلام لا يكتمل إلا باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وذلك من خلال التواجد على مواقع فيسبوك وتويتر وإنستجرام ونشر الرسائل الإعلامية عليها، كما تعمل الوزارة على تطوير محتوى على موقع الفيديوهات يوتيوب يستهدف الشباب.
وقالت والي، إن برنامج ٢ كفاية يستهدف ١٠ محافظات واختيارها ليس صدفة؛ حيث إنها أعلى المحافظات في نسب الخصوبة وفي نسب الزيادة السكانية وهي نفسها أفقر المحافظات وهناك ارتباط وثيق بين الفقر والزيادة السكانية، مؤكدة أن القضية تحتاج دعاة وواعظون وواعظات يتحدثوا مع الناس عن ضرورة تنظيم الأسرة، لأن الناس يسمعون كلام رجال الدين.
وشهد الجلسة الافتتاحية، مشاركة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية والدكتورة سعاد عبد الرحيم مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية واللواء خيرت بركات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والدكتور هشام مخلوف رئيس الجمعية المصرية للإحصاء، والدكتورة نادية حليم مقررة المؤتمر والعديد من الخبراء والمختصين في هذا المجال.