شويّة دردشة

عين.. عبد العال!! .. بقلم نصر القفاص

نصر القفاص

كان الأستاذ “على أمين” يكتب أخبار الغد, إستنادا إلى مصادر أو اجتهادا.. ومن منهجه تعلمت أن أشم رائحة الأخبار!! وفى ضوء ذلك يمكننى القول أن الدكتور “على عبد العال” رئيس مجلس النواب لن يستطيع أن يستكمل فترته الرئاسية للبرلمان وفق الدستور, فى إطار آدائه الذى حكم عليه بأنه.. راحل.. راحل!!

لا يستطيع أى منصف أن ينكر على مجلس النواب المصرى أنه الأفضل فى تاريخ المجالس البرلمانية.. فهذا مجلس يضم أكبر كتلة للمرأة فى تاريخه.. يضم أكبر كتلة من الشباب فى تاريخه.. يضم أكبر كتلة من المسيحيين فى تاريخه.. يضم أكبر عدد من العلماء والمثقفين فى تاريخه.. باختصار هو مجلس يعكس حقيقة مصر بكل ما فيها من مآسى وما تتطلع إليه من آمال.. لكنه محكوم عليه بالرفض وعدم الرضا من جانب الرأى العام, لمجرد أن رئيس البرلمان يعيش حالة ذهول من الأقدار التى جعلته نائبا ثم رئيسا.

بعد 100 يوم من تاريخ انعقاد البرلمان.. أستطيع القطع بأن الدكتور “على عبد العال” أشهر إفلاسه أمام النواب تحت القبة, فضلا عن ظهور هذا الإفلاس وتأكده لدى الرأى العام.. فعندما تكون السفينة فى حالة مثالية, وركابها من نخبة يصعب تكرارها.. ولو أنها تعرضت لما يتعرض له مجلس النواب أمام الإعلام والرأى العام, فالعيب فى “القبطان” ومالم نعترف بذلك فنحن نغتال البرلمان والرأى العام.. بل والقيادة السياسية.. والسبب أن أولئك الذين فرضوه تعاملوا فى ميدان السياسة كمراهقين لا يختلفون عن مراهقة أولئك الذين يهاجمون الوطن بصورة مذهلة فى الداخل والخارج.

برلمان مصر لو حاولت أن تدقق فى تفاصيل صورته ستفخر بأن شعبك اختار نوابه.. أما عائده وناتج أعماله يدفعك إلى الإحباط واليأس.. تلك حقائق باتت واضحة للعيان.. والخلل الواضح يكمن فى أن قائد السفينة دفعه إلى قيادتها, مجموعة من المتصارعين على وراثته فى أقرب فرصة.. لذلك وضعوه على المنصة دون أن يساندوه, ويرفضون كتابة نهايته تاركين ذلك للرأى العام وأغلبية مجلس النواب.. هى لعبة الانتهازية السياسية الرخيصة تحت القبة, وهى لا تختلف عن الانتهازية الرخيصة جدا فى الشارع السياسى.. والحل يكمن فى الإسراع بالجراحة وتنصيب رئيسا حقيقيا لمجلس النواب ينتشل السفينة من وسط هذه العواصف.. كيف يتحقق ذلك؟!

المسألة تبدو صعبة جدا.. لكنها بأسهل مما فعلته حركة تمرد مع نظام جماعة “التتار الجدد” التى كانوا يقولون عنها “الإخوان”.. فلو أن مجموعة من النواب وقعت على طلب لسحب الثقة من رئيس مجلس النواب وانتخاب رئيس جديد وفق قواعد الديمقراطية الحقيقية.. سيلقى القبول والإيجاب, ويمكن للبرلمان أن يستمر للفصل التشريعى المكتوب له.. ومالم يحدث ذلك سيكون علينا التعامل مع صورة قاتمة لحقيقة كلها أمل وتفاؤل.. وعلى طريقة الأستاذ “على أمين” أستطيع أن أكتب خبرا عنوانه “إستقالة على عبد العال رئيس مجلس النواب من منصبه”.. وسيحدث ذلك حين يدرك عمق المأساة التى وضع نفسه فيها وجعلت الوطن يعيش حالة إحباط تجاه أعظم مجلس نواب فى تاريخنا.. والحكاية ببساطة أن “عين.. عبد العال” لم يستوعب أنه رئيس مجلس النواب المصرى الذى يعتبر ناتج ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. فظهر بشكل نتابعه ساخرين ويملأنا اليأس.. مطلوب حسم القضية والبحث عن رئيس يقدر على قيادة سفينة هذا البرلمان العظيم.. وسامحهم الله من وضعوا نصا دستوريا يفرض رئيس البرلمان على الأمة لمدة 5 سنوات.. وتلك حكاية ورائها تفاصيل كثيرة!!
                                                                                                                                 نصر القفاص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى