عيد الميلاد المجيد.. رسالة حب وسلام للبشرية

افتتاحية بروباجندا
يحتفل الأخوة المسيحيون هذه الأيام بعيد الميلاد المجيد الذي يوافق 7 يناير من كل عام وذلك اعلاء لقيم التسامح والمحبة التي نزل بها السيد المسيح عيسى بن مريم ليضيء البشرية وينشر تعاليم السلام في ربوع الأرض.
وتأتي احتفالات الكنيسة المصرية بعيد الميلاد المجيد وسط إجراءات احترازية مشددة على إثر انتشار فيروس كورونا المستجد وارتفاع نسبة الإصابات بصورة تنذر بالخطر، لذا قرر قداسة البابا تواضروس عدم اقامة احتفالات شعبية هذا العام واقتصار المراسم على حضور أعداد محدودة لمكافحة العدوى وعدم تعريض صحة وحياة المصريين لخطر الوباء.
وعلى الرغم من أجواء الحذر والترقب هذه .. إلا أن شوارع المحروسة لم تخل من مظاهر البهجة والفرحة بعيد الميلاد المجيد حيث تتزين المحال والميادين بأشجار عيد الميلاد وتخرج الأسر المسيحية للاحتفال بالعيد، فيما تحيي الكنائس المصرية احتفالات عيد الميلاد الذي تتذكر فيه الأحداث السابقة واللاحقة لعيد الميلاد بداية من بشارة السيدة مريم العذراء إلى مولد المسيح عليه السلام.
شعائر كرنفالية
ويعتبر الأخضر والأحمر هما اللونان الرسميان للإشارة إلى عيد الميلاد، حيث يرمز اللون الأخضر “للحياة الأبدية” خصوصًا مع استخدامه للأشجار دائمة الخضرة، فيما يرمز اللون الأحمر إلى دم السيد المسيح وإلى تاج الشوك الذي ارتداه خلال محاكمته وصلبه.
كما تتضمن طقوس ومراسم الاحتفالات زيارة المقابر، للتذكر والترحم على الأموات وأخذ العظة، إلى جانب تبادل الزيارات العائلية والخروج إلى الحدائق والمتنزهات للترويح عن النفس وإدخال البهجة والسرور على أفراد العائلة.
شجرة الميلاد
يتم تزيين المنازل والكنائس والشوارع الرئيسية والساحات والأماكن العامة في المناطق التي تحتفل بالعيد بزينة خاصة بها، عادة يعتبر اللونان الأخضر والأحمر هما اللونان التقليديان للإشارة إلى عيد الميلاد، حيث يرمز اللون الأخضر “للحياة الأبدية” خصوصًا مع استخدامه للأشجار دائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها، في حين يرمز الأحمر للسيد المسيح نفسه.
ويعود تاريخ زينة الميلاد إلى القرن الخامس عشر، حيث انتشرت في لندن عادة تزيين المنازل والكنائس بمختلف وسائل الزينة خاصة شجرة الميلاد التي ترمز لقدوم السيد المسيح إلى الأرض من ناحية، وثمارها الحمراء ترمز إلى دم السيد المسيح وإلى تاج الشوك الذي ارتداه خلال محاكمته وصلبه.
مغارة الميلاد
ويلحق بالشجرة عادة، مغارة الميلاد، وهي أقدم من الشجرة تاريخيًا، إذ كان تصوير مشاهد ولادة المسيح منتشرًا في روما خلال القرن العاشر، وقام القديس فرنسيس الأسيزي عام 1223 بتشييد مغارة حية، أي وضع تمثال للقديس يوسف النجارة وتمثال آخر للسيدة العذراء مع مجسمات لبقرة وحمار كتعبير عن مزود البقر الذى ولد فيه السيد المسيح، وانتشر بعد مغارة القديس فرنسيس هذا التقليد في أوروبا ومنه إلى مختلف أنحاء العالم، وهي تمثل حدث الميلاد.
شاعر الميلاد
شكّل عيد الميلاد على مر العصور، موضوعًا لعدد من الأناشيد والقصائد المُلحنة في الكنيسة والمجتمع، لعل أفرام السرياني كان من أوائل مَن وضع قصائد مُلحنة للميلاد حتى لقّب بـ”شاعر الميلاد”، ولا تزال الترانيم التي ألفها في هذا الصدد متداولة حتى اليوم في الكنائس ذات الطقس السرياني في نفس الفترة أي بحلول القرن الرابع كان قد ظهر في أوروبا أيضًا مجموعة ترانيم خاصة بالعيد مثل “نور الأمم”، وذلك على يد القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو، كانت الأناشيد الأولى سواء في الشرق أم الغرب تتخذ منحى المعاني اللاهوتية وتكثر من أخذ التصورات الإنجيلية.
جوقة الميلاد
ويعود للقرنين التاسع والعاشر انتشار عادة وضع قصائد مُلحنة خاصة بعيد الميلاد في أوروبا الشمالية، حيث تم وضع الموشحات الشعرية حول الميلاد يستعملها الرهبان في الكنيسة، وخلال القرن الثاني عشر وضع الراهب آدم من رهبنة القديس فيكتور في باريس أول أغانٍ شعبية غير كنسية عن الميلاد، وبالتالي بدأت تنشأ الموسيقى الشعبية لعيد الميلاد؛ والتي ازدهرت وتطورت في فرنسا وألمانيا وبشكل عميق في إيطاليا بتأثير القديس فرنسيس الأسيزي خلال القرن الثالث عشر، إذ ينسب إليه عدد كبير من الأغاني الشعبية الميلادية في اللغة الإيطالية.
أما أقدم ترانيم وأغاني الميلاد التي ظهرت بالإنجليزية تعود لعام 1426 على يد جون آودلاي وهو قسيس في شروبشاير كتب “ترانيم ميلادية” وهو عبارة عن كتاب يضم 25 أغنية شعبية كانت تغنى من قبل زائري المنازل خلال تبادل الهدايا عشية الميلاد، بشكل عام يعود لفترة القرون الوسطى نشوء عدد وافر من الأغاني الشعبية والترانيم الكنسية الشهيرة عن الميلاد.
طعام العيد باختلاف الثقافات
يعتبر عشاء الميلاد الذي يتم في ليلة العيد أو مأدبة الغداء يوم العيد جزءًا هامًا من الاحتفال بالعيد، ولا يوجد طبق موحد يقدّم لمناسبة العيد في مختلف أنحاء العالم، بل الأطباق تختلف من بلد إلى بلد باختلاف الثقافات، ففي صقلية الوجبة الخاصة بعيد الميلاد مؤلفة من تقديم 12 نوعًا من الأسماك، وفي بريطانيا والدول التي تأثرت بتقاليدها تضم مائدة عيد الميلاد الدجاج المحشي والإوز إلى جانب اللحوم والمرق والخضراوات وعصير التفاح في بعض الأحيان.
هناك أيضًا بعض الحلويات الخاصة مثل “حلوى عيد الميلاد” تنتشر في تلك المناطق، وفي بولندا وأجزاء أخرى من أوروبا الشرقية وإسكندنافيا فإن الأسماك غالبًا ما تكون هي الوجبة الرئيسية في العشاء التقليدي، ولكن حديثًا أخذ لحم الخراف والعجول يحل إلى جانب الأسماك، أما في ألمانيا وفرنسا والنمسا عادة ما يشمل عشاء الميلاد التقليدي لحم الإوز والدجاج المحشي.
بطاقات المعايدة
يصدر لمناسبة عيد الميلاد عدد كبير من البطاقات البريدية في مختلف دول العالم، وغالبًا ما تستخدم في الرسائل التي ترسل فيها بطاقات عيد الميلاد، كما أنها تحظى بشعبية بين هواة جامعي الطوابع، علمًا بأن الطوابع تبقى صالحة على مدار السنة، وغالبًا ما تُصدر الحكومات هذه الطوابع بكميات كبيرة بين أكتوبر وبداية ديسمبر من كل عام وبكميات كبيرة.
أقدم الطوابع وأكثرها تميزًا صدر في كندا عام 1898، وفي عام 1937 أصدرت النمسا بدورها طوابع تخص تحية عيد الميلاد، وفي عام 1939 أصدرت البرازيل طوابع تصور المجوس الثلاثة ونجمة بيت لحم والملائكة والطفل، ومريم والطفل؛ وفي الولايات المتحدة تصدر سنويًا مجموعة طوابع خاصة بالعيد كل عام.
كلمة أخيرة
كل عام وأبناء مصر المخلصين بخير وأمن وسعادة