أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ، حرص مصر على التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بعد المفاوضات بين مصر واليونان، مشيرا إلى أن المفاوضات بين البلدين كانت تسير بشكل جيد وتوقف الأمر لبعض الوقت بسبب تغيير الحكومة اليونانية.
وأشار الرئيس إلى أن هذه كانت النوايا المصرية فيما يخص ترسيم الحدود البحرية وحريصين على الوصول لاتفاق مع أصدقاءنا وحلفائنا اليونانين في هذا الشأن.
جاء ذلك رداً على سؤال للرئيس السيسى عن تعليقه حول توقيع مذكرة التفاهم بين ليبيا وتركيا ونوايا مصر لترسيم الحدود البحرية مع اليونان وهل هناك جدول زمنى مع الحكومة اليونانية لحل تلك المشكلة؟، وذلك خلال لقائه مع ممثلى وسائل الإعلام الأجنبية فى مصر على هامش منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار الشخصيات الإعلامية المصرية ورؤساء التحرير.
وقال الرئيس السيسي إن وزارة الخارجية المصرية أصدرت بياناً حول المنطقة الاقتصادية بين مصر واليونان وعلاقاتها بمذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وليبيا.
ورداً على سؤال من “بي بي سي” عربي حول تعليق مصر على انتخاب حكومة جديدة في بريطانيا وفرص التعاون معها سياسياً واقتصادياً خاصة فى مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هنأ الرئيس الشعب البريطاني بنجاح رئيس الوزراء، وقال إنه قدم لرئيس الوزراء التهنئة، مؤكدا: “كنا نتوقع هذا الأمر ومتفائلين بالعلاقات المصرية البريطانية بأن تلقى دفعة قوية خلال الفترة المقبلة سياسيا واقتصاديا”.
ورداً على سؤال من صحيفة الغد الأردنية حول السياسية الاستيطانية الإسرائيلية الحالية، والتي تحظى بدعم دولي وإعلان نتياهو عزمه ضم وادي الأردن، والذي يشكل خطرا على الأمن القومي الأردني، وما هو الموقف المصري والمطلوب عربياً وآخر مستجدات العلاقات المصرية الأردنية، وهل سيتم توسيع القمم الثلاثية التى تقعد بين مصر والأردن والعراق لضم دول أخرى؟، قال الرئيس السيسى إن هناك فرق كبير بين الوعود الانتخابية قبل انعقاد الانتخابات وما بعدها.
وأضاف السيسي أنه كل ما حدث الفترة الماضية كانت وعود انتخابية من رئيس الوزراء نتياهو وهناك فرق بين الوعود وتنفيذها، وأشار إلى أن الموقف المصري ثابت ولم يتغير بشأن حل الدولتين والقضية الفلسطينية والاستيطان.
وأكد الرئيس أن العلاقات المصرية الأردنية طيبة جداً في مجالات التنسيق السياسي والاقتصادي، موضحا: “لدينا إرادة موجودة للتعاون مع الأشقاء في الأردن والعرب بأجمعهم”.
وقال السيسي إن مصر منفتحة على التنسيق العربي والعلاقات العربية وتطويرها في كافة المجالات، مشيرا إلى أن القمم الثلاثية ليست محصورة على دول بعينها ولكنها متاحة للجميع، لافتا إلى أن مصر منفتحة في علاقاتها مع الأشقاء العرب وليس لدينا حدود في ذلك ومستعدين للتعاون مع الجميع.
وأكد السيسي، أن مصر لديها مسار فيما يتعلق بسد النهضة، مشيراً إلي أنه لو لم نصل لاتفاق في 15 يناير المقبل، فإنه سيكون هناك طرف رابع كوسيط.
وأضاف الرئيس رداً على سؤال حول التصريح المنسوب لرئيس الوزراء الإثيوبي بتجييش مليون شخص للحرب دفاعاً عن سد النهضة، أنه يجب أن يعي الجميع أن مواردنا لا تهدر في اقتتال، بل تنفق في التنمية، مشيراً إلى أن تجنيد مليون شخص يكلف مليارات الدولارات، قائلاً:”انت مش بتدور على تنمية؟، هتعمل سد وتنمية ولا هتصرف على حرب؟”.
كما أكد الرئيس السيسي أن الدولة المصرية حريصة على التواصل مع الشباب وحركة المحافظين الأخيرة تعكس الاهتمام بتمكين الشباب واعطائهم الفرصة لتولي المناصب في المحافظات والوزارت، خاصة الشريحة العمرية التي تم اختيارها.
وقال: “خلال السنوات الأخيرة عكست الامور اعطاء الفرصة لشبابنا، وذلك بعد ان انتهينا من إجراءات تأهيل الشباب للقيادة عبر الاكاديمية الوطنية للتدريب، وهناك مزيد من التواصل مع الشباب ونقوم باختيار عناصر شبابية من الأحزاب حتى تستطيع هذه الأحزاب المنافسة والمشاركة”، لافتا إلى أننا نعمل أيضا في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لإعطاء فرصة للشباب الذين يدخلون سوق العمل.
وأضاف السيسي أنه تم التعامل مع ٥٠٠٠ مصنع متعثر وأسقاط مديونيتهم ونسعى لمعالجة أسباب توقف هذه المصانع وليست لدينا تحديات يمكن ان تعرق الدولة المصرية الا الاستقرار، ونتحدث عن الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة للتقدم للأمام.
واضاف الرئيس السيسي ان العاملين في ٥٠٠٠ مصنع يبلغ ٥٠٠ الف أسرة توقفت منذ ٩ سنوات وزادت المديونية إلى اكثر من ٣٠ مليار جنيه، لذلك نسعي للاستقرار والأمن والسلام لتحقيق تطور حقيقي وعدم الاستقرار كانت له نتائج سلبية خلال السنوات العشر الماضية.
وأوضح أن مصر لديها مليون شاب يدخل سوق العمل سنوياً ويحتاجوا فرص عمل وسكن وزوجة وهو أمر يتطلب الكثير من المال، موجهاً حديثه لوسائل الإعلام: “النجاح لا يجب أن يكون على حساب دماء الشعوب وخراب البلاد”.
ودعا السيسي إلى النظر إلى الدول التي خربت تحت دعاوى أفكار ومبادئ وقيم لسنا مستعدين لها، وقال إنه لا يمكن مقارنتنا بالناتج الإجمالي المحلي لأوروبا بسكانها البالغ ٣٠٠ مليون نسمة ومصر ١٠٠ مليون نسمة، مؤكدا: “بالطبع دخلنا لا يبلغ ثلث الناتج في أوروبا وكل اضطراب يحدث يؤخرنا سنين طويلة ونريد ان نحقق التقدم”.
ورداً علي سؤال حول مفاوضات سد النهضة الإثيوبي والتصريح الذي نسب الي رئيس الوزراء الاثيوبي بتجييش مليون إثيوبي ،، قال السيسي ان مصر لها خط ثابت في التعامل مع قضاياها بما فيها المياه وهذه القضية لم تكن لتحدث إذا ما كانت الأمور مستقرة في مصر في ٢٠١١، ولم يكن ليحدث دون اتفاق.
وأضاف السيسي ان هناك اتفاق إطاري تم توقيعه في مارس ٢٠١٥، مضيفاً: “لما احتجنا أن نطور من مسار التفاوض قمنا بذلك وننتظر في ١٥ يناير القادم”.